إيماءً إلى نص الشاعر الكبير أحمد الصالح (مسافر) المعنون: «إليك أبا يزن»
قَرَأتُ بَيَانًَا لِلمُسَافِرِِ بَاسِقًَا
بِهِ الحُبُّ وَالإِبدَاعُ صَاحَبَهُ الشُّكرُ
تَزَيِّت بِهِ فِي العَالَمِينَ عَرُوسَةٌ
هِيَ الحُسنُ يَغلُو فِي جَمِيلَتِنَا المَهرُ
بَيَانٌ بَدِيعٌ فَاقَ فِي الوَصفِِ سِحرُهُ
رَقِيقٌ نَمِيرٌ كَم يَجُودُ بِهِ النََّهرُ !
أَدِيبٌ لَهُ فِي الشِّعرِِ بَاعٌ وَأُلفَةٌ
تَمِيلُ لَهُ الأَعنَاقُ مَا نَالَهَا خُسرُ
يَرُومُ وَفَاءً وَالإِخَاءُ مُؤَصَّلٌ
لََطِيفٌ أَنِيقٌ فِي مَشَاعِرِهِِ الطُهرُ
مَلِيكُ حُرُوفٍ فِي البَلَاغَةِِ فَارِسٌ
أَصِيلٌ يُجِيدُ السَّبكَ مَا خَانَهُ الشِّعرُ
هُوَ الصَّالِحُ المَحمُودُ أَحمَدُ إِنَّهُ
يُسَافِرُ بِالأَلبَابِ مَنهَجُهُ الخَيرُ
يَمُدُّ حِبَالَ الوَصلِ يَبنِي مَوَدَّةً
كَقَصرٍ لَهُ فِي قَلبِ أَحبَابَهِ قَدرُ
فَأَهدَى لَنَا الحَسنَاءَ رَاءً تَوَشَّحَت
بِعِقدٍ ثَمِينٍ غَارَ مِن حُسنِهِ البَدرُ
أَبُويَزَنٍ نِعمَ الأَدِيبُ حَبِيبُنَا
لَهُ صَولَةٌ فِي المَجدِِ سَطَّرَهَا الدَّهرُ
أَدِيبٌ فَرِيدٌ طَابَ فِي النَّاسِِ ذِكرُهُ
عَلَى خُلُقٍ عَالٍ وَفِي حَرفِهِ سِحرُ
رَحِيبٌ وَذُو فِكرٍ رَصِينٍ يُذِيقُنَا
كُؤُوسَ وَفَاءٍ فِي مَوَاِنئِهَا الدُّرُ
حَكِيمٌ رَشِيدٌ فِي القِيَادَةِِ حَازِمٌ
وَفِي قَلبِهِ رَوضٌ يُجَلِّلُهُ زَهرُ
رَيَاضُ وِدَادٍ كَم يَقِلُّ نَظِيرُهَا
يَفُوحُ بِهَا زَهرٌ وَيَسكُنُهَا البِِشرُ
أَيَا يَزَنٍ صَرحُ المَعَارِفِِ نَازِفٌ
عَلَيكَ دُمُوعَ الفَقدِ قَد مَسَّهُ الضُّرُّ
بَنَيتَ عُقُولَاً وَارتَوَت مِنكَ أَنفُسٌ
وَأَعلَيتَ رَايَاتٍ يُرَافِقُهَا الفَخرُ
يُبَارِكُكَ الرَّحمَنُ خَيرًَا يَزِيدُكُم
وَتَبقَى سَعِيدًَا إِذ يُكَلِّلُكَ الأَجرُ
شعر: عبدالله بن سعد الغانم - تمير - سدير