سَرَائِرُ المَرْوَ
أمهُ كَرْمَةٌٌ
لم تلد غيرهُ
مثل (عذراءَ) مامسّها من بشرْ ..
هبطت من جدائل جنات عدنٍ
وقامت على قمّةٍ من جبال السراة
ترتّل للغيم كل صباحٍ رحيق السورْ ..
حضنتهُ بمعزوفة الحب ذاتَ ابتهاجٍ
وألقتهُ في لُجّة الحرف
حيث اجتباه البيان (شفيعاً) لأِحلامنا
وتناثر من ضحكة (البرق) أرجوحةً
للأغاني العتيقة يكتب في
فلق القمح كل العناوين
يرسل فيروزها للمطرْ ..
وشوش الطين أخمصهُ
حين مرّ على جذع أنسابنا في حذرْ ..
قام في غسق الوجد
مسّت يداهُ المجرات في خفّة
واستحال ابتهالا على غصن (رمانه)
غرب (وادي الصدر) ..
سيفه صيغ من جوهر الحكمة المجتباة
قام يرقص منذ الطفولة
فوق شفاه الصبايا
غراما يُفسّرُ للأرض معنى الحياةْ ..
(رقصهُ)
كان :
مازال :
نهراً من النور
ترنو إليه النواصي
وتحمله في دلاء الشهامات
شُم الجِباهْ..
إنه (معجب) العلم
والحلم
والأدب المتسامي
ولن يبلغ الشعر في وَصفهِ مبتغاهْ ..
جاءني مشرئب الجوانح
في بهجةِ فوق همس النسيم وحيداً
وفي جيب إصراره سنبلةْ ..
فتدلت قطوف الخيالات
من مُزنها لي ولهْ ...
كان ذاك المساء الذي
ضمنا بالرذاذ اللطيف
والغناء الشفيف
طااااعنا في الولهْ ..
مرّ ذاك المساء المعتّق بالحب
كالطيف ماااااا أعجلهْ ..
مر لم نرتوِ من أحاديثنا
عن شجون الحقول البريئة
تلك التي تعزف الحلم
من قرية ( الغُرباء )
إلى سفح (ذا النّيم )
تفتح أنفاسها
كل أبواب آفاقنا المقفلةْ ..
قال معجب في نشوةِ
إن سرّ الجمال هنا
وفنون الحياة هنا
وزهور القصائد
تحت الجذور العميقة (للمرو)
صُب لها من عروقك خمرا
وغنِّ لها من أغانيك
قبل الشروق
وقبل الغروب
ستأتيك طوعاً :
عرائسها المذهلةْ ..
- حسن محمد حسن الزهراني