إنِّي هنا أستعْطِفُ الحبَّ أنْ
يمنحَنِي من حسِّهِ الأصْدَقا
وأرْتجِي الحسْنَ إذا ما غدا
مُكْتمِلاً .. يقصدُني روْنقا
أسْتقرِبَ الأُفْقَ حياةً تعي
.. قد يصبح الشُّحُ غداً مُغْدِقا
أنا هنا والسَّقيُ لم ينصرمْ
لا مُجدباً حقلي ولا مُورقا
أعاتبُ المغربَ إنْ لم يعرْ..
أسلو إذا أهْمَلنِي مُشْرِقا
فإنْ دجى الَّليلُ أناج المنى
ليبصرَ الداجي الذي أغسقا
أُلمْلمُ الآهَ على هامتي
كم هدْهدَ الدَّمعُ وكم أحرقا!
لم يخترِ القاني الذي أهدروا
سوى شِغافِي لاهباً مُرهقا
يبدِّدُ السَّعدَ إذا أقبلتْ
بسْمَاتُه والفكرَ إنْ حلَّقا
إذا تنفَّستُ سلا أسرَعتْ
أحقادُه حرْباً لما أعشقا
فيَهزِمُ الصفْوُ الذي في دمي
جحافلَ الكرْهِ التي أطلقا
لم أمضِ إلا مُشمِساً ما مضي
بلا ضياءٍ لاهياً أخرقا
أقدحُ زندَ العزْمِ كيما أرى
تجَذُّرِي مسْتقبلاً شيِّقا
وأُخجِلُ الجهْدَ بسعيٍ رنا
لقبضةٍ لم تجتمع فيلقا
تأسُّفي لم يثنِ دأبي وما
أوهنَ شأْوِي عائقي مُشفِقا
من مفرقِ العلياءِ أسمو مدى
ما للسُّهى إنْ شاءَه مُرْتقَى
ويخفضُ الحبُّ بُسُوقي لمنْ
سَوَّى إلى أُصْغِرَ من فرَّقا
للبعْدِ في عينييَّ قرْبٌ إذا
خشيتُ أنْ أخسرَ ذاك [اللقا]
كمْ بالهوى قصَّرَ طولاً وكمْ
طال على أترابِه [بالنَّقا]
وكم.. نفى القرْبَ جحودٌ نأى
لم يدْرِ أنْ راح له الأسبقا
توزَّعَ الجهلُ أسىً صَاغَه
تحزُّبٌ لم يَُصْدقِ المنطقا
يصطادُ بالتَّضليلِ في خيفةٍ
ويُظهِرُ الدَّجلَ بمن أزهقا
يا عاشق النُّورِ غداً مُسْعِداً
أُعظُّمُ النُّورَ وأنْ تعْشقا
سيصبحُ السَّعدُ مُشاعاً إذا
ينقشعُ الَّليلُ الذي أطبقا
ويؤنسُ الخيرُ ملاذاً لمنْ
يبيتُ من ما صابَه ضيِّقا
لا يستوي ساعِ نهاراً ومن
يسعى دجىً يكبو إذا حدَّقا
منصور بن محمد دماس مذكور - 14 /3 /1436هــ
dammasmm@gmail.com