تتجدد الحياة الثقافية في المملكة العربية السعودية في عدد من الظواهر الإيجابية، ولعل أبرزها تأليف الكتب الأدبية ونشرها، داخل المملكة وخارجها، ومن الكتّاب أنفسهم، أو من الناشرين، أو من الأجهزة الرسمية في الدولة، وتبرز هذه الحركة الدءوبة والنشطة في الأخبار والتقارير اليومية، في صحافتنا ومنافذ الأخبار الورقية والرقمية، أو على رفوف المكتبات المنتشرة في أرجاء الوطن.
إن حركة التأليف والنشر الأدبي في بلادنا تسابق الزمن في كل عام، ومن خلال هذه القراءة سنجد ونلمس كثيراً من الملامح التي باتت علامة فارقة في تاريخنا الأدبي، وبداية أضع بين يديكم جدولاً لإنتاج عام 1435هـ - 2014م في مختلف الفنون والموضوعات الأدبية:
الأدب العربي
8 كتب
الأدب العربي - ببليوجرافيا
كتاب واحد
الأدب العربي - تاريخ ونقد
10 كتب
الأدب العربي - السيرة الذاتية
4 كتب
الأدب العربي - المقالات
7 كتب
الأدب العربي - المقالات (النصوص)
67 كتاباً
الرواية - أعمال
79 رواية
الرواية - أعمال مترجمة
رواية واحدة
الرواية - تاريخ ونقد
10 كتب
الشعر العربي - أعمال
109 دواوين
الشعر العربي - تاريخ ونقد
25 كتاباً
القصة القصيرة - أعمال
73 مجموعة قصصية
القصة القصيرة - تاريخ ونقد
7 كتب
المسرح العربي - أعمال
3 كتب
المسرح العربي - تاريخ ونقد
3 كتب
ومن هذا الجدول يتضح لنا أن ما تم نشره خلال عام 1435هـ - 2014م وصل إلى 409 كتب - تقريباً - داخل المملكة وخارجها، بنقص عن عام 1434هـ - 2013م يصل إلى أربعة كتب فقط.
إن هذا الجدول يبين لنا أن حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية نشطة وواعية ومتفاعلة مع كثير من الأحداث، وسأطرح لكم ما استنتجته من هذه الأرقام والمعلومات في النقاط التالية:
1- يعطينا هذا البحث نتائج مبهجة حول حركة التأليف والنشر والطباعة للكتاب الأدبي، وأن المتغيّرات الحياتية والثقافية لم تزد هذه الحركة إلا تصاعداً ونمواً لدى المؤلفين والناشرين.
2- تتبع البحث والباحث حركة الطباعة وتوصل إلى أن عدد الدور والمؤسسات التي اهتمت بطباعة وإصدار الكتاب السعودي قد تجاوزت الثمانين منشأة، بخلاف النشر على حساب المؤلف مباشرة.
3- أثبتت الشراكة في نشر الكتاب الأدبي بين أنديتنا الأدبية وعدد من الناشرين أنها عملية محفزة على الانتشار، وأنها قادرة على الغاء الحواجز، وأنها خطوة إيجابية في حراك الأندية الأدبية، وقد برز في هذا العام نادي الباحة الأدبي الذي أصدر أربعة عشر كتاباً أدبياً، وبعده نادي أبها الأدبي الذي أصدر ثلاثة عشر كتاباً، ثم نادي الدمام في أثني عشر كتاباً أدبياً، ثم نادي الرياض في أحد عشر كتابا أدبياً، ثم نادي مكة المكرمة وجازان لكل نادي عشرة كتب.
4- في مقابل ذلك مازال مشروع النشر في عدد من الأندية الأدبية هو من آخر مهامهم وأهتمامهم وعملهم الأدبي والثقافي، ومثال ذلك الأندية الأدبية في تبوك والجوف والقصيم التي لم تصدر أي كتاب أدبي خلال هذا العام.
5- يرى الباحث أن تراجع النشر الروائي طبيعي جداً، وأن ما حصل في عام 2011م وقد وصلت مائة وعشر روايات هو أعلى مايتوقعه المتابعون، وأن الفحص والتمحيص والتدقيق بدأ بعد ذلك، ولهذا انخفضت إلى ثمانين رواية في هذا العام، وستنخفض في الأعوام القادمة، لأنه لن ينشر إلا الرواية الحقيقية!
6- في مقابل هذا بدأت ظاهرة إصدار كتب النصوص المفتوحة، وعلا الاهتمام بها، وبنشرها، وهي كتب تجمع بين الشعر والنثر والمقالة الأدبية.
7- مازال الناشر العربي خارج الوطن يقتسم الحركة ويساهم بجهد كبير في طباعة وتوزيع الكتاب الأدبي السعودي، على الرغم من وجود عدد من الناشرين المحليين.
8- تظهر هذه الدراسة أن كتب القصة القصيرة (المجموعات) ارتفع معدلها ووصلت إلى ثلاث وسبعين مجموعة قصصية، وهو أمر طبيعي لنضج الكتابة القصصية في السعودية، ولتقدم الوعي بأهمية جمع النصوص القصصية في كتاب.
9- هناك تراجع واضح في نشر كتب النقد الأدبي لكل الفنون، على الرغم من وجود الأندية الأدبية وكرسي الأدب السعودي وغيرهما من الادارات الحكومية، التي ينصب اهتمامها في هذا المجال!
10- تثبت هذه الدراسة عن تجدد الإبداع والكتابة والنشر في أدبنا العربي بالسعودية، ونرى هذا في كل عام من خلال الأسماء الجديدة في فنون الأدب العربي عامة، وقد تجاوز عدد الأسماء الجديدة ثلاثمئة اسم جديد.
11- وهناك في المقابل عدد من الأسماء الرائدة في مجالها، ما زال الاصرار والعطاء ديدنها، وتصدر في كل عام كتاباً واحداً أو كتابين كالكاتب محمد المنصور الشقحاء الذي أصدر مجموعتين قصصيتين في هذا العام لتصل عدد مجموعاته القصصية ثماني عشرة مجموعة قصصية، والشاعر الناقد سعد البواردي الذي أصدر أربعة كتب جديدة، والروائي القاص مقبول العلوي الذي أصدر روايتين ومجموعة قصصية.
- الرياض