أسلاك الجمر
صبغت شعرها بلون شعورهم بدت مثلهم تحمل نفس الملامح تزيت بزيهم.. مشت على أسلاك الجمر.. داخلها ثقب عميق من الانحراف.. لم ينتهِ عزاؤها.. في القلب غصة لعالم قديم يرسو بوجع مقيت.. شجرة الظل تبقى وحيدة بلا أنيس.. لأن الفأس تجز الشعور
أوقات الغياب
ازرع نبتة من وردٍ لم يسم إلى الآن..ربما عشبة برية تغار.. أو سعفة نخل تهفو على الكرب بشعور مريب.. هناك حيث البحر يرمي بموجه على الساحل.. صوت نوارس بيضاء لا ينقطع.. في البرية الواسعة يقف رمح ينتظر قبضة ريح تحمله إلى مفازات تتيه عندها الشواطئ.. وما بين اضمحلال العصر ومجيء الغروب أوقات كثيرة تنتظر قدوم الغائبين.. لترسم على أكرة الباب صورة مسبحة تتدلى بشغف تعويذة.
تأمل
يخطو بتأن في الزقاق العتيق.. تفوح روائح ذكريات لا تتوقف عن النبض.. ذاك دكان جده.. على بُعد دارين.. عاش أول قصة حُب.. مازال الشباك يراقص نظراته.. شم عطر بخور.. تابع الطابوق المرصوف.. قبل أن ينهي جولته.. لمح ابتسامة خلف ذاك السور.. وصوت يندهه.. نبرات سمعها كثيراً.. تختلط في ذهنه مسارات تتلاقى عند رهبة متوجسة.. يستفيق.. جده يغلق باب المحل.. يمضي في الاتجاه الآخر.. ترتفع داخله هلوسة مفزعة.
عناء معتاد
ضوء ينعكس على سطح النهر.. يفجر إشعاعا حاداً.. جسر منحن نحو الضفة الأخرى.. يخفي تحته ظلاً يغطي سحب ماء.. الخيط الذي سحب السمكة من خياشيمها.. يعود لصياد غادر قبل صلاة الظهر.. لن يرجع إلا عند صلاة الفجر عندها تكون الأسماك قد رحلت.. ومياه كثيرة غادرت النقطة بلا عودة ترجى.
- صالح خلفاوي