مكة على خارطة النور
حتماً هي النقطة..
للبدءِ
للانطلاقِ
للسكنى
للعتبِ
والوداع الذي
كلما قلنا الأخير
جَدَّ آخِرُ..
أستقبل اللحظةَ..
بعد أن تغفو التذاكر
في محطات القدوم
أصل..
والساعة عند مدخلِ الترحابِ
كالتقوى
تستنطقُ من غابَ
ومَن لوّح في آخر الكون
وحيداً
قادماً
وكل شيءٍ يمسِّيه بالخيرِ
منذُ تطاول البنيانِ
حتى حانة البابِ..
هنا مكةَ
وَأنا
كَـ بضعٍ وعشرين سنة
ومَنزلٌ
يُطِلّ على شجرٍ
آوَى كلَّ مرتحِلٍ
والنمل تبني بيوتاً
في أمان رب سليمانَ
وجنوده
بإلحاحٍ ومسعى
ويبقى الجذعُ
في اطمئنان
يمنح كلّ ذي زمنٍ
أوراقَ ميلاد..
أُحدّق في لُجَّة الجبال
كأني أريد امتلاكَ الأرض
ألُفُّها في معطفي
لأشعر أن الكون تحت قميصي
قبل أن تذوب
كـ لحظةٍ
كـ غيابٍ
كـ رؤيا تصغي
إلى ما لن يكن
يقول المنام: الجبال هنا كثيرة.
حسناً..
ومنذ متى لم تكن هكذا؟!
أزور الأماكن
والبنايات القُدامَى
كـ اليتامى
أدسُّ كلّي
بين ثياب أبي
وظلي
حتى آخر أزرارهِ
الفضيّ
المختنق بالبخور
نذهبُ إلى «المعلاة»
حيث ترقد جدتي
بجوار جدي
عليهما السلام
وموتى المسلمين
السابقين
ودموعٌ باسقات
ترتدي بُنَّ الترابِ وأبيض
أعرف حين أشمُّ مكة
أني وحيدة
من مسقطِ «أجياد»
المبتلّة بما تبقى من
«مكتبة الحرم»
بمطر الأمس السالف
حتى باب البيت الذي هو ليس بيتي
اليوم بالذات
أشعر أن مهمتي التدوين
وكأن مكة تريد أن أبقى وفيةً
حتى إذا عدتُ الرياض
أحيي الحمام كما اعتاد
أهل مكة
بِـ أُنسٍ ووحشة
ومراحبَ لذيذة
كالمطر
ونلتقي...
- إيمان الأمير