في عام 2009م تلاعب الروائي الياباني هاروكي موراكامي بالعنوان (1984) ليحوله إلى العنوان (1984) في واحدة من أهم الأعمال الروائية التي تعبّر عن الثقافة اليابانية و المترجمة إلى العديد من اللغات المختلفة.
لم يكن ذلك التلاعب لولا الرواية التي صُدرت عام 1949م الموسومة بـ (1984) للروائي الإنجليزي: جورج أورويل الذي ألهم بأعماله التي كتبها العديد من الأعمال الأدبية في وقت لاحق؛ وما ذلك التلاعب الذي قام به موراكامي إلا شيئا يسيرا من الأعمال التي اُستلهمت من جورج أورويل.
قوسان أحاطا بحياته كما في إمضائه:
1- قوسُ الرواية :
تُرجمت رواياته إلى العديد من اللغات المختلفة وبيع منها ملايين النسخ حول العالم وفي الوقت نفسه مُنعت من بعض الأنظمة الاستبدادية في وقت مضى ؛ بسبب تميّز رواياته بالغوص في أعماق مشكلات المجتمع و السياسة مثل رواية : مزرعة الحيوان التي تحدث فيها على لسان الحيوانات الشخصية الرئيسة في الرواية بسخريةٍ لاذعة عن الظلم السياسي و الاستبداد للمجتمعات وهي إسقاط على بعض الأنظمة السياسية الجائرة في ذلك الوقت بإسلوب «أورويليّ» ساخر.
2- قوسُ الصّحافة :
عمل جورج أورويل مراسلاً صحفيا لإذاعة «بي بي سي» ؛ لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية التي وقف فيها إلى جانبِ الجمهوريين ضدّ المستبد : فرانكو و الفاشيست و وثّق تلك التجربة في كتابه : «تحيّة إلى كتالونيا» ، وكتب أيضا الأعمدة في العديد من الصحف ونشر بعض القصائد في بداياته و عمل مذيعا لبرنامج «الصوت» في إذاعة «بي بي سي».
كان جورج أورويل استشرافيا يائسا لمستقبل هذا العالم فهو الذي قال : «إذا أردت إلقاء نظرة على المستقبل فتخيّل حذاء يطأ وجه إنسان إلى الأبد»، و غارقًا في فهم عقل المجتمع وطبيعة أفراده أصبحت مقولته: «كلما زاد ابتعاد المجتمع عن الحقيقة ؛ زادت كراهيته لمن يتحدثون بالحقيقة» ذائعة الصيت ومنقوشة في ذاكرة الأجيال.
إمضاء جورج أورويل : قوسان ذهبيّان أحاطا باسم مستعار ؛ ليكون اسما ذهبيا ناصعا في عالم الكلمة.
حمد الدريهم - الدلم