حين أورقت أشجار الرماد
أثمرت في ضلع السراب
ضفائر بلا ذاكرة
حين نزفتْ نون الشجن
اعتنقتْ مدني دين الصمت
وقرعتْ طبول الفؤاد
حين شُدت ركائب المجد
سَبَحَتْ السنابل اليابسة
وأقمتُ شعائر الإيمان
حين حملنا شمس الظهيرة
أدركنا السهاد
وولد الفجر من أرحامنا
حين تحررت مني قدماي
ملأت الكون غناءً
فتوقفت سحائب المطر
حين تحديت الصبر
ثارت الآهات
فانهزم المستحيل
حين أتى صدى النداء
قضمت الغسق
فتكدس العطر في جوفي
حين رأيت النخيل صامدة
حلقتُ كالطير
شدوت للحرية بأغنية
حين رسمنا طفولتنا
رممنا الهمس الدفين
وركعنا على أقدام الحنين
حين ابتهلنا في وطن الأقدار
صمتُ عن دندنة السطور
وأهديتُ للفجر قافية
حين سافرت في لحاء الروح
تعتق الندى في حنجرتي
فأرهق الماء الوتين
حين وهبتني أمي خمارها الليلكي
أخبرت جدتي بأن القدر عانقني
وانتميت إلى جدائل الفرح
حين مددت لي يدك
رشفت من فم السماء الشهد
وتبرعمت أغصان روحي
حين علقت الأسئلة على المآذن
عادت الأنفاس إلى رئتي الثالثة
فتنهدت السماء الصافية
حين أن عظمي المكسور
غرست الآه المنسية
وامتطيت كفوف الدعاء
حين تضامنت مع الاحتراق
تأبطت يد الغياب
فتبعثرت أوراق ريحاني
حين احتسيت قهوتي المرة
اخضر وجه البدر
وأينع الحبور
حين مسكت وردة حمراء
وقف الزمن على ساق واحدة
فنثرتها على خد مبتسم
- نازك الخنيزي