مشاغب هذا القناع، وموتور هذا الفعل الذي يلوذ به من أراد التملص من أمر قد يضيق عليه الخناق.. أما وإن جاءت الأقنعة ملونة فذاك حينها أقصى مراتب التخفي والمراوغة، على نحو ميلاد غيوم تبارح الأفق.. وتستر الأرض بغيوم وبروق خلّب.
مفارقة
صاحب المتجر يصيح داعيا بالسخط على هذه المتسولة التي تُنفّر رواد السوق بمواويل حزنها، فيما تلج للتو امرأة تبحث عن خاتم مرمري لإصبعها الأنيقة.. لا تزال المتسولة الصغيرة ترجو، وهو يصيح عليها بالويل والثبور.
عتمة القاع
قرار العتمة نجع خامد، يرتب مآسي المهمشين، والدونيين، وصائغي الأحلام الصغرى، والوعود المبتسرة.
في ركن قصي معتم يحيك العابس خيوط غزله من جديد، يرتب النهايات المحتملة لأحلامه المجدبة منذ أن هوى في قرار هذا الركن السحيق.
عرائس
أشرقت عرائس خيال الظل بملابسها الحريرية الجديدة.. تلك الأجساد التي تحركها الخيوط بأصابع اللاعب الحاذق على مرأى ممن حوله من مريدين ومشاهدين.
ظلت إحدى العرائس الزاهية تذيع سر صمتهن المريع عن هذا الرجل البليد الذي لا يكف عن العبث بمصائرهن.
المألوف
ألفيت رجلاً في ممر الشقق الفاخرة تتغشاه العتمة والذهول، صاح على نحو معوج:
- فقدت مفتاح بيتي..!!
كف لبرهة وأضاف: آه تذكرت لقد أضحى مفتاحي «بطاقة» بلاستيكية ممغنطة، المألوف لم يعد لنا فيه حق أو باطل.. هانحن في وارد أن تتحول أسرارنا إلى بطاقات ممغنطة.
- نائل العمراني