يكفيك أن تطلع على الموقع الشبكي لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية لتدرك الجهود المتعددة التي يبذلها هذا المركز بإدارة الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الذي وهب نفسه بإخلاص وتفانٍ ودأب منقطع النظير لإدارة أعمال هذا المركز على تعددها وتشعبها.
بين يديّ جملة من إصدارات المركز المتفردة بمضامينها، الشاملة في اتجاهاتها، وهي إصدارات تكشف جوانب عن اللغة العربية قد لا تتيسر لكل قارئ، فجاءت من ذلك سلسلة عنوانها (مباحث لغوية) منها (معايير الأداء المهني لمعلمي اللغة العربية) حرره د. مرضي بن غرم الله الزهراني وكتبه ستة من المتخصصين، و(المدونات اللغوية العربية بناؤها وطرائق الإفادة منها) حرره د. صالح بن فهد العصيمي وكتبه خمسة باحثين، و(القيمة المعنوية للغة العربية لدى الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي) حرره د. خالد بن عبدالعزيز الدخيل وكتب بحوثه أربعة من المتخصصين، و(المخطوطات والتراث اللغوي: خدمة التراث اللغوي، المخطوطات في مجال اللغة العربية بين الواقع والمأمول) حرره د. سامي بن محمد الفقيه الزهراني، وكتبه أربعة من المتخصصين. و(اللغة العربية في المنظمات الدولية) حرره د. ناصر بن عبدالله الغالي، وشارك في كتابة بحوثه عدد من المتخصصين، و(مسارات التنسيق والتكامل بين المؤسسات اللغوية في الوطن العربي) حرره أ.د. علي بن إبراهيم السعود، وكتبه خمسة من المتخصصين. و(انقراض اللغات وازهارها محاولة للفهم) حرره د. محمود بن عبدالله المحمود، وشارك في كتابة فصوله ستة من المتخصصين.
ومن هذه الإصدارات ما يكشف عن منزلة العربية في العالم ومدى انتشارها وهي سلسلة عنوانها (العربية في العالم) كان أولها المجلد الضخم عن (الثقافة العربية في الهند) كتبه مجموعة من المؤلفين بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في الهند وراجعه وحرره مجموعة من المتخصصين، و(اللغة العربية في إسبانيا) من تحرير د. ماء العينين العتيق، وشارك في كتابته عدد من الباحثين في الجامعات الإسبانية.
واهتم المركز بإصدار سلسلة من الأدلة التي تعرف القارئ بالعربية وهي سلسلة (الأدلة والمعلومات) ومنها (100 سؤال عن اللغة العربية) و(دليل ثقافة اللغة العربية للناطقين بغير العربية) كتبه أ. د. محمود إسماعيل عمار، و(دليل معلم العربية للناطقين بغيرها) كتبه د. علي عبدالمحسن الحديبي، و(دليل متعلمي العربية الناطقين بغيرها) كتبه د. محمود علي شرابي، و(عالمية الأبجدية العربية وتعريف باللغات التي كتبت بها) ألفه عبدالرزاق القوسي وحرره د. عبدالله الأنصاري، وجاء في جزءين، و(دليل علماء اللغة العربية في الصين) كتبه أ.د. خليل لوه لين.
ولا تقف جهود المركز من حيث النشر عند تلك الإصدارات المتنوعة بل يتولى إصدار مجلتين نادرتين هما (اللسانيات العربية) التي يرأس تحريرها أ.د. عبدالعزيز بن إبراهيم العصيلي، ومجلة (التخطيط والسياسة اللغوية) التي يترأس تحريرها أ.د. محمود إسماعيل صالح.
وإن ننظر بعين الإعجاب إلى تلك الجهود فإنا نأمل أن يعمق اهتمام المركز بالسياسة اللغوية لتأسيس مشاريع لغوية، منها إعادة الجمع اللغوي المنظم للغة العربية المعاصرة التي لا تضمها مدونة واحدة، ولا تظهر في معجم له صفة الاستقصاء والدقة، ومنها السعي الجاد نحو توحيد الرسم الإملائي وتجنب الفوضى الكتابية لتجاور الطرائق الكتابية المختلفة بحجة أنها موروث عربي. ومنها الالتفات إلى تعليم العربية في مراحل التعليم الأولى للتأكيد على تعليم اللغة من غير انشغال بقواعدها. ومنها تعزيز مكانة العربية في سوق العمل وفرضها لغة للعمل. ولا شك أنها مشاريع كبيرة تقتضي توسيع المركز وتعزيز قدراته.
- الرياض