1
كما يحتفي الخبز بالملح
المدينة نائمة بعد منتصف الليل
منذورة للحنين الفصيحْ
لست وحدك
في هذه الساعة الآثمةْ.
القصيدة واقفة
قرب باب الخليل بن احمد
هل تدخلين؟
المتدارك يحمل معطفه
في ليالي الشتاء
يضلّ الطريق إلى غرفتي.
غادرتْكَ الكتابة في آخر العمر
أنت الذي غسلتْك المليحات
ثم التجأن إليك، وكنت تعاشرهنّ
كما يحتفي الخبز بالملح
والأرض
بالمطر
الموسمي.
2
غير رمل الطريق
الذي كان يسكن في الحيّ
طفل شقيٌّ،
يشاغب في الليل أحلامه
ويفيقُ، على وجهه قسمات البهاء
الأزقّة ميدانه، ومداهُ
يلوّن شارعه من ندى الكلمات
النجوم يبعثرها في المساء
جهة البحر أسئلة
ويفرّ إلى بيته
هاربا من غبار الطريق
الذي
كان
يعلق
في
ثوبه
لم يعد يتذكّر ذاك الفتى
غير رمل الطريق
الذي كان في
ثوبه
عالقا
هو ذا
ي
ت
ك
س
ر
خلف الرغيف
يحوك قميص البلاهة في الليل
فيما الملامح تخرج عارية
باتجاه الفناء.
3
نصفّد الهذيان فاتحة
سلاماً للفوانيس التي اشتعلتْ
تدلّ القادمين على دروب الفتح والأسلاف
لستُ سوى الفتى الممسوس
ينعش إثمه بالرمل والشطحات،
مضطرب،
يعرّي أفقه المصقول بالياقوت،
محتدم،
يقايض ما تبقّى من ممالكه
لكي يبقى وسيما كالهلال،
كأجمل الفتيان في الحيّ الترابي
الذي لا يعرف الرغبات.
سوف أقول مزهوّا:
سلاما للخيول الربح،
معقود بجبهتها الجوائز،
دمغة الشركات تلمع في نواصيها،
سلاما للنوافذ
تحضن الظلماء راضية
سلاما للجسور
تطلّ ضاحكة
ونحن نصفّد الهذيان
فاتحة لمولدنا .
4
مطر يتخفّى
سوف يأتي
صباح جديد غدا
وعلى مهل
سوف يقبل مبتهجا
كالسنابل وهي تسلّم طائعة
عمرها للحصاد
سوف يأتي
كما مطر يتخفّى
وراء الضواحي البعيدة
كالعاشقين
يلمّ العذابات، والوجع المتكدّس
تحت الرماد
يكنس الظلمة الأبديّةَ..
يا أيّها الهامشيّون:
لا تقفوا في طريق الصباح غداً
عندما يعبر الدرب
مثل السلاطين،
يلوّح في هيبة بيديه.
قفوا أيها ال..
نتماثل فيه
نسافر كالبدو
ملتجئين إليهْ.
5
لوحة
بالطباشير
يرسم طائرة
وسماءً رماديةً
فتية يلعبون
دخانا كثيفا يشقّ المدى.
كان يسمع صوت الرصاص
قريبا من الصفحة الورقية
وهْو يحاول مجتهدا
رسْم صورة أعدائه.
6
التلاميذ
لماذا التلاميذ لا يخرجون
من البيت
إلّا وهمْ عابسون؟
مَنِ اللصُّ
يسرق أفراحهم؟
7
الأربعون
عندما دقّ مسماره المتآكل
نعشَ الصّبا
قال:
ما أجمل الحب
في الأربعينْ.
هكذا يكتب
الشعراء خساراتهم.
- إبراهيم زولي