تشهد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية توسعًا فريدا من نوعه في مجال اللغويات التطبيقية منذ أكثر من10 سنوات، ينعكس من معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ويمتاز هذا المعهد باتساع الاهتمام بهذا المجال، دون اقتصاره على المجال الفرعي للغويات التطبيقية المتعلق بطرائق تعليم العربية لغير الناطقين بها وتدريب المعلمين على تلك الطرائق وتأهيلهم إلى مرحلة التدريس والاختبار والقياس. ولا غرو أن يكون لمعهد تعليم اللغة بهذه الجامعة تلك القيمة؛ كونه المعهد الأول الذي اهتم بمجال الدراسات العليا، والجهة السباقة في طرح برنامجي الماجستير والدكتوراه في مجال اللغويات التطبيقية.
وقد بدأ مركز الملك سلمان للغويات التطبيقية امتدادا لمركز اللغويات التطبيقية الذي تأسس في عام 1429هـ، وارتكز بمفهوم جديد مع انطلاقة تسميته بمركز الملك سلمان ليكون شاهدًا على المستوى الدولي والعربي على أهمية مجال اللغويات التطبيقية ومجالاته التحليلية على مستويات اللغة العربية المرتبطة بالتعليم والتربية والمجتمع والنفس والآلة. وقد عُين الدكتور صالح العصيمي رئيسًا تنفيذيًا للمركز، وهو أستاذ من أولئك الذين يحرصون على الاهتمام الشمولي والعميق الذي يعقبه تجميع للنتائج وإعادة صياغتها بشكل شمولي بالتوصيات المركبة لمجالات اللغويات التطبيقية، والذين يهتمون كذلك بتطوير فروع اللغويات التطبيقية، والبدء من آخر المستجدات العلمية والأكاديمية العالمية في سياق الاهتمام باللغة تعليميا ومجتمعيا وحوسبةً وتأليفًا.
وكثيرًا ما يجول في خواطر المنشغلين باللغويات التطبيقية أمر كيفيات بلوغ مستويات التحليل الكلي المتنوع للمجال والإنتاج الفاعل لخدمة اللغة العربية فعليا، ومن الصعب أحيانا بلوغ ذلك المستوى دون تحقيق الأدوات الكلية لها من جهة، والصبر والتأني والعمل الصامت من جهة ثانية، ووضع خطة شمولية دقيقة على المدى البعيد من أجل تحقيقها خطوة خطوة دون تعجل أو كلل من جهة ثالثة. ومن أهم ما يستشرفه المركز هو الوقوف على واقع اللغة العربية، والعمل على إنتاج الأبحاث الأكاديمية الإحصائية لها، والتأليف الأكاديمي لمواد تعليم وتعليم اللغة العربية للناطقين وغير النطاقين بها من جهة ثانية، والبقاء مع مفهوم (الواقعية اللغوية بإزاء الإنتاجية اللغوية المتنوعة بتنوع المشارب والاختصاصات)، وهو ما ألمسه من اهتمامات الرئيس التنفيذي للمركز؛ فالله نسأل لمركز الملك سلمان للغويات التطبيقية التوفيق والتسهيل والسداد والنجاح بإذنه تعالى.
د. سلطان المجيول - الرياض