إلى الصديق المثقف سامي بن محمد الأحمد السديري
نديم نفسي، فلا خلٌ يلائمُني
شمختُ باليتمِ حتى لا أرى أحدا
أما النساءُ فقد أنكرنَ متكأي
ولستُ مبتئساً أو مضمراً حسدا
لكل جلفٍ يغني كلَ جاهلةٍ
لحناً يلقنها من جهلهِ مددا
نديمُ نفسي، فما عادتْ تخالجُني
أطيافُ ليلى، ولم أحفلْ بطيفِ ندى
نديمُ نفسي، ولي في وحدتي سكنٌ
إذْ أصدقائي غدوا من دهرِهم بدَدا
إلاك ياسامياً تسمو به لغتي
أنت النديمُ كما ناجى الندى بردى
سامي ويسفرُ وجه الليل عن أفقٍ
من المروءات يهمي عزةً وندى
نهرٌ من الفكر لا يخبو توهجه
و غيره يلفظ الإملاقَ و الزبَدا
و منطقٌ ، شاهقٌ , سمحٌ له لغةٌ
من الغيوم تناغي مزنَها صُعُدا
ورؤيةٌ كأتلاق النجم نافذةٌ
إلى الحقيقةِ تجلو الرأي إن خمدا
صاغ التأملُ في الأفاق حكمتَها
وربُّها طاب إيماناً ومعتقدا
أكان لي أن أخوضَ الليل في لُججٍ
من الجهالات والأزراءِ منفردا
فإن أضأتَ طريق الغابرين مضوا
مابين من يدعي ضوئي ومن جحدا
قبائلٌ تتفانى في غياهبها
ولم تزل تمضغ التثبيطَ والحسدا
لما بصرتُ بها أمسيت منتبذاً
طوداً يشعُّ أمام المدلجينَ هدى
واليأس ذئبٌ بجنح الليل يرقبني
يعوي، يلوب قفارَ الليل متئدا
ما أومضت نجمةٌ الا تقحَّمها
ولا انبرى أملٌ إلا إليه عدا
حتى هطلتَ بليلي فاستحال ضحىً
يبددُ الحزنَ والإحباطَ والكمدا
ماذا أحدث عن عمرٍ مضى هدراً؟
وعن قصيدٍ بلا نجواك راح سُدى
ماذا ؟ وماذا؟ وفي عينيك يرمقني
حزنٌ مهيبٌ كأشراق الصباح بدا
تشتاقه الأرضُ إن الحزنَ مطهرةٌ
إذا طغى الإفكُ جوراً والمدى فسدا
يا سيدَ النبلِ هذا بعضُ ما قبست
يراعتى من رؤاك الغرِّ ذات ندى
وكنت قبلك القى الشعرَ مكتئباً
مما ألم به والقولَ قد كسدا
- عبدالله بن متعب السميَّح