هنا كنا هوىً وهناك كنا
مزيجَ مشاعرٍ فرحاً وحزنا
وقد قلق المدى حتى التقانا
وصرنا فيه نبضاً فاطمأنّا
سمرنا يا لَلذة ما سمرنا
عزفتُ لك الودادَ وكنتِ لحنا
قطفنا كرْمةَ النجمات سُكْراً
وداعبنا الكواكبَ.. أو كأنّا
وألّفنا الربيع فكنتِ روضاً
وغُدراناً ونسْماتٍ ومُزنا
وغنّانا الوجود لحون عشقٍ
وما أحلى الوجود إذا تغنّى!
كأنّا طائرَا جذلٍ وحبٍّ
ونحسب كل ما نلقاه غصنا
أراك بكل ما أهوى ويحلو
كأنكِ للجمال غدوت معنى
مضينا سادِرَيْن وما عرفنا
سوى ضحكاتنا والحبِّ فنّا
وفاجأنا صباح ذو ابتهاج
كأنْ من لون روحينا تحنّى
بقينا مثلما كنّا صغاراً
وغادرَنا الزمان وما تأنّى
* * *
وغَدُنا الذي مضى
أمانٍ أم ظلالٌ من أغانِ
حضورك مثل أسراب التهاني؟
وقفنا عند حبك في زمان
لذيذ ليس من هذا الزمان
ينام الليل مدهوشاً ويصحو
على قلبين فيه ينبضان
وأغدقنا على الليل التشهّي
وكم كنا كراماً بالأماني!
لدهشتك احتراقي وانطفائي
دُهِشْتِ من اشتعالي أم دخاني؟
لنا في ذمة الأشواق وعد
نراود طيفه في كل آن
أجيئك رافلاً صدري بحزني
لصدرك وهو يرفل في الحنان
إذا ناديتُ باسمكِ خِلتُ حلوى
تذوب على شفاهي أو لساني
زرعت لك المدى غزلاً شهيّاً
لنقطف عشقنا عذبَ المجاني
لَقيتُك محضَ حسنٍ.. هل كثيرٌ
إذا لاقيتِني محضَ افتتان؟
- سعود بن سليمان اليوسف