(1)
كلٌّ على ليلاه غنّى والهوى
وأنا على عهدي أنا
أمسيت يا صوتي اليتيم تجر أنّات الونى
يا نفثة الراقي
يا مسحة الساقي
سيان إن سافرت بي
فهناك صمتي أو هنا
(2)
ليلاي غابت لم تعدْ
أو لم أعدْ
طبع السنين
أو طبع عشّاق السنين
الخائنين
ليلاي يا تلك الفريدة والوحيدة
والحبيسة في القرون
وأنا على درب الحنين
وعصاي تعزف بي أسى
وصداي من ناي العنا
(3)
كلٌّ على ليلاه غنّى للهوى
وتلوا فواتحهم على أسوارها
وهي السجينة منهمُ
وأنا على عهدي أنا
في صدري المكلوم فاتحة الكتاب
وعلى تقاسيمي فواصل عزّة
صارت نوازل من عذاب
مفتوحة الأبواب
ولكل باب قصة
أبطالها زفّوا البطولة للورى
ضمّوا اللظى
عشقوا الشقا
نقشوا الفنا
لكن على الأحباب
وسوار ليلى نصفه في ثوب يوسف ذائب
والآخر المحفور في الأحزاب
فتقطّعت بلقائها الأسباب
مضغاً تلاك بغدرة
وتمزّقت بمخالب الكِبر التليد
في كلّ جزء همسة
طارت سنا
(4)
كلٌّ على ليلاه غنى بالهوى
وأنا على عهدي أنا
أتلو الهدى
في مفرق الأحداث مشجوج الرؤى
أنأى عن الهاوين أعلو زفرة
ضاعت بعاصفة التراث
وتلاطمت فيها البطولات الأليمة
واستمطرت كرهاً تردّده محافلنا اللئيمة
عن ألف ليلى
(5)
وأنا أنا
كحكاية مكسورة
جبرت بحب من ثبات
من طيف ليلاي البعيدة
آوي إليه وفي فمي حبل التقى
نكثته أفواه الشتات
لولا لسان من صلاة
وأرى سنا من ثغرها الباكي
في الغيم ينفث غمّه
ونداه قان كالقنا
في كلّ واد ضارب
وجه المشاريع الأمينة
في الوعد تعبث فيه أشباح اللجان
في الحرف يولد طاعنًا
مستهترًا
مستعملاً مستعبدًا
كاليأس في وجه المنى
(6)
كلٌّ على ليلاه غنى
واشتكى من أجله
فتشنّجت وتزلزلت
نظراته حركاته
وتفجّرت فيه الضغينة من براميل السنين
وأثارت الحقد اللعين
وأنا على هديي أنا
في ظلّ عمري أقتفي أثر السكون
ونسائم الروح النقية من دخان الخائنين
بعضي هنا
وهناك بعضي حيث ليلى
ولمامها فألي
ولأجلها سعيي
وبعينها حرية
عزت على تلك العيون
- د. عبدالرحمن بن صالح الخميس