عشقتُه ما كتمتُ العِشقَ مُقتدِراً
فصدَّ قلتُ: أعدْ قلبي طغى وأبا
تبِعْتُه قال: لا تتبعْ زمانُكمُ
ولَّى فلا تشتكِ العمرَ الذي ذهبا
إنْ لم تكنْ من ذوي الأهواءِ جامحةً
تجفو السُّموَّ فلا تطلبْ هنا أربا
هنا الضياءُ مراماتٌ مبعثرةٌ
وهاهنا الحبُّ لم يُسْعِدْ من احتسبا
عاتبْتُه قال: لا تعتبْ فكم أسفوا
لمَّا رأوا الصَّخرَ لا يستوعبُ العَتبا!
يا حاملَ الضُّوءِ ما للضُّوءِ من مُقَلٍ
ترى فلا تعذلِ الفخرَ الذي غربا
كم مَلبسٍ لم يصنْ عُرْياً ومُنْطلِقٍ
بلا هدى ونحاسٍ زيَّفوا ذهبا
وكم وكم من ذوي الأنوار سائرةٌ
خيولُهمْ إنْ نوا سبقاً يروا عجبا
أهدافُهم شامخاتُ القصدِ دائبةٌ
وسيرُهمْ صار بالأحقادِ مُلتهِبا
لكلِّ قومٍ زمانٌ يأنسون به
فذاك أمنٌ وهذا ينشرُ الوصَبا
والعقلُ يقبلُ ما يأتي بلا جدلٍ
لكثرةِ الزَّيغِ لم يأسفْ إذا غُلِبا
كم غالبٍ قيل مغلوبٌ بزعْمِهمُ
إذا سعى مستقيماً وفْقَ ما وجبا
4/ 2/ 1436هـ
- منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com