إلهام العرشي إحدى رائدات الفن التشكيلي اليمني توثق هويتها الوطنية في أعمالها
لا شك أن حضور المشهد التشكيلي اليمني بهذا الحجم غير المقنع بين المناشط الخليجية المماثلة أو العربية عامة يطرح التساؤل عن هذا الحضور المتواضع عودًا إلى معرفتنا بوجود نخبة من الفنانين الرواد الذين شكلوا جسد هذا الفن في اليمن مستلهمين تراثه وجمال بيئته مع ما مر بالتجربة اليمنية من نقلات تتوازى مع ما يحدث في العالم من تغير وتبدل في مسار العمل الفني من جانب الفكرة والتكتيك ووسائل التعبير خصوصًا الفنانين اليمنيين الذين تلقوا تعليمهم في دول عالمية وعربية ومنها الاتحاد السوفييتي السابق، كما أتذكر أن هناك عددًا من الفنانين اليمنيين جمعتنا بهم الدراسة في معهد التربية الفنية عام 1972م، مع من التقينا بهم في مناسبات عدة كما نشير إلى وجود عدد منهم حاليًا في جامعاتنا تخصص تربية فنية.
اليوم يسعدنا أن نقدم نموذجًا مهمًا ومؤثرًا وفاعلاً في الساحة التشكيلية اليمنية هي الفنانة التشكيلية (إلهام العرشي) المحاضرة في قسم الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة بعدن، إلا أن للفنانة إلهام تعد من الجيل الفاعل الذي نقل الفن التشكيلي اليمني إلى العالمية من خلال المشاركات وتمثيل اليمن.
التراث اليمني بيئة وإِنسان
تتمتع الفنانة إلهام العرشي بقدرة على اختزال الواقع بكل تفاصيله وتحرص على رصد تلك التفاصيل الحية في الواقع الحالي أو ما تختزله في العقل الباطني من صور الماضي، وقد يكون منحها للمرأة من مساحة في لوحاتها التي تتنوع وتتعد مصادرها لافتًا النظر وهذا أمر لا يمكن الاختلاف عليه لقربه من مجتمع المرأة أحلامها وآمالها مع ما تبرزه من زينتها من لباس ومجوهرات وغيرها من الاكسسوارات التي اشتهرت بها المرأة اليمنية، مرورًا بأنماط البناء في البيوت التراثية التي لها سمة خاصة في اليمن كونها منطقة جبلية تعتمد على الحجارة وتزينها بالجص، وصولاً إلى جمال البيئة التي تكسوها الأشجار ومزارع الذرة وأشجار البن. هذا الاهتمام بالبيئة اليمنية أصبح عنوانًا لأعمال الفنانة إلهام العرشي وتعبيرًا عن هوية وطنها الذي يجمع كل تفاصيل الجمال، بعد تجارب عدة كانت تتأثر من خلالها بأعمال الفنانين العالميين إلا أنها تمسكت بأسلوبها الذي جعلت منه وسيلة تنقل عبر الواقع الحي ممزوج بالخيال، تقدمه إلى المتلقي أي كانت ثقافته مع حرصها على أن تكون أكثر تبسيطًا وقربًا من العامة فالفن رسالة تحتاج أن تكون واضحة المعالم والهدف ولهذا تعاملت مع مختلف سبل الرسم كما تشير بعض القراءات لأعمالها ومنها ممارستها للزخرفة الشعبية وزخرفة القمريات والنوافذ والأبواب في المنازل الشعبية التي تستقيها من القمريات والنوافذ والأبواب في المنازل الشعبية، والرسم للقصص المصورة، ما أضفت على أعمالها لمحة عن الروايات والأساطير التي تسمعها من أهلها ونقل تقاليد الأفراح والأعراس اليمنية.
مسيرة تفخر بها الفنانة إلهام العرشي
- مواليد مدينة عدن - اليمن، حاصلة على ماجستير فنون تشكيلية تخصص جرافيك (قسم ملصق) من أكاديمية الدولة للفنون (سوريكوف) في موسكو العام 1983 - 1990م، دبلوم المعلمين والمعلمات قسم التربية الفنية في العام 1976- 1979م، دراسة حرة (مسائية) في معهد الفنون الجميلة - عدن في العام 1979-1981م، تحضر الدكتوراة في قسم الفلسفة كلية الآداب - جامعة عدن منذ العام 2014م، أقامت خمسة معارض شخصية في اليمن وفي موسكو. لها مشاركات عديدة في المعارض المحلية والعربية والدولية منذ عام 1980 - 2015م. وفي المعارض والمهرجانات المحلية والعربية والدولية منها: اليمن - مصر (شرم الشيخ) - فلسطين (غزة) - الجزائر - جمهورية تركمانيا - باريس - موسكو - لندن - وتركيا في عدة مدن منها: اسطنبول، كونيا، آدرنة.
- شاركت في مهرجان أوستراكا الدولي السادس للفنون في مدينة شرم الشيخ (مصر) من 10 - 18 ديسمبر 2011م. شاركت في مهرجان الفن الدولي الأول لبلدان البلقان في مدينة آدرنة (تركيا) من 25 أبريل إلى 5 مايو 2012م (والفنانة العربية الوحيدة المشاركة فيه، شاركت في المهرجان العربي التركي الأول في مدينة كونيا (تركيا)، شاركت في المهرجان الدولي الأول للفن المعاصر (تواصل) فلسطين - غزة 10 - 18 ديسمبر 2012م، شاركت في المعرض اليمني الروسي الأول للفنانين الأكاديميين في عدن 14 - 21 يناير 2013م، شاركت في سمبوزيوم اليمن الدولي (ملتقى الحضارات) 10-17 فبراير 2013م، شاركت في مهرجان أوستراكا الدولي التاسع للفنون في مدينة اسطنبول (تركيا) من 2 - 9 مايو 2013م، شاركت في مهرجان أوستراكا الدولي الحادي عشر للفنون في شرم الشيخ (مصر) من 16- 27 نوفمبر 2013م، شاركت في مهرجان الصالون الدولي للفنون التشكيلية (بطبعته السادسة) تحت عنوان 8 مايو بلغة الألوان - في ولاية سطيف - (الجزائر) من 8- 12 مايو 2014م، شاركت في مهرجان فلسطين الدولي للفن التشكيلي - الأول - بعنوان عبير الثرى - في (قطاع غزة) من 22- 26 يونيو 2014م. شاركت في ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين في جمهورية مصر العربية - القاهرة من 16-24 يناير 2015م، شاركت في مهرجان اوستراكا الدولي للفنون السادس عشر في الغردقة - من 7 - 18 فبراير 2015م، لها العديد من التصميمات والشعارات والملصقات لمرافق ومنظمات عديدة منها:
- مكتب محافظة عدن. منظمة كير العالمية. اتحاد نساء اليمن م. عدن. جمعية تنمية الملكات الإبداعية للطفل م. عدن. تصميم اللوحات الخلفية لبعض المهرجانات الشبابية، خبرة في تدريس الفنون التشكيلية منذ عام 1990م، خبرة في تنظيم المعارض الفنية، خبرة في ورش العمل الفنية، عملت ضمن الفريق الفني لمشروع (الأطفال يرسمون حقوقهم) في العديد من المدارس في مدن وقرى 8 محافظات في الجمهورية اليمنية بتمويل من السفارتين البريطانية والهولندية في صنعاء منذ عام 1998-2001م، عملت كمدربة في 8 ورش لرسوم الأطفال في مشروع بعنوان (شبام في عيون أبنائها) في محافظة حضرموت بتمويل من منظمة GTZ الألمانية في نوفمبر العام 2000م.
- عملت على تدريب وتدريس الطلاب الموهوبين في الرسم في مدينة شبام حضرموت بتمويل من منظمة GTZ الألمانية في يوليو عام 2001م.
- عملت مدرسة للتربية الفنية ومن ثم كموجهه للوسائل والتقنيات التربوية في مدارس التعليم العام من 1990- يونيو 1997م.
- تعمل حاليًا أستاذة في قسم الفن التشكيلي في معهد جميل غانم للفنون الجميلة - عدن - منذ سبتمبر عام 1997م.
- رئيسة تحكيم المسابقة السنوية للفنون التشكيلية والتطبيقية في أسبوع الطالب الجامعي في جامعة عدن منذ العام 2004م، رئيسة لجنة التحكيم لمسابقة الجمهورية في الفن التشكيلي التي نظمتها جامعة عدن من 18-23 ديسمبر 2010م، عضو مؤسس لجمعية التشكيليين الشباب وعضو الهيئة الإدارية فيها، عدن في عام 1982م، عضو في اتحاد نساء اليمن منذ عام 1982م. عضو في الحلقة الثقافية اليمنية الدولية في العام 1996م. عضو مؤسس لنقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين، صنعاء في ديسمبر عام 1997م. رئيسة نقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين فرع عدن لدورتين متتاليتين في العام 1998م وعام 2001م. عضو مؤسس في جمعية ملتقى الألوان، عدن 2012م. عضو في الجمعية العربية الثقافية في فنلندا 2014م. مستشارة المدير العام لمعهد جميل غانم للفنون الجميلة في محافظة عدن لشؤون الفنون التشكيلية منذ 18 أكتوبر عام 2010م. مقتنيات من أعمالها في البلدان: اليمن، مصر، السعودية، الكويت، السودان، هولندا، بريطانيا، سويسرا، السويد، فرنسا، روسيا. حاصلة على العديد من الدروع والشهادات التقديرية.
monif.art@msn.com