|
أيّ يتم..؟! |
الأيتام..
فئة غالية من شباب الوطن الأصحاء..
فهم عيونه التي لا تغفو أو تنام..
والجيل الذي تُسر حين تُروى لك القصص الجميلة عن أخلاقهم..
فيما يأخذك الزهو كلما جاء ذكر أو حديث عن هؤلاء..
***
شباب تغلبوا على اليتم..
بالتحدي والإصرار على النجاح..
يملأ جوارحهم حب الوطن والإخلاص له..
فيقدمون له ولأنفسهم ما يرفع الرأس..
بملاحم من جهد وعمل..
نحو آفاق العلم والمعرفة..
بانتظار ما هو مطلوب منهم لخدمة الوطن.
***
تلقي نظرة عليهم..
تتصفح وجوههم..
وتصغي إلى كلامهم..
تتبع صور التفوق في حياتهم..
وهذا العزم والإصرار الذي يجسد الطموح ضمن أهداف أخرى وغايات كثيرة لكل منهم..
فلا تملك حينئذ إلا التسليم بأن هؤلاء ليسوا الأيتام الحقيقيين وان مروا باليتم في مراحل من حياتهم..
***
كنت مع آخرين أحضر حفلاً أقيم لأكثر من عشرين من هؤلاء..
حفلاً لتزويجهم إلى من قيل إنهن يتيمات..
بعد أن آن الأوان لإكمال نصف دينهم..
في تظاهرة اجتماعية أظهرت حجم التكافل الاجتماعي بأروع صوره وأصيل معانيه..
فحمدت الله وشكرته ودعوته بالتوفيق لهم ولهن في حياة سعيدة وذرية صالحة..
***
تحية لمن ساهم في إنجاح هذا المشروع..
لرجال الأعمال وكل القادرين الذين بادروا إلى دعم هذا التوجه..
إلى وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة ومساعديه في تبني مثل هذه الأفكار وإنجازها على النحو الذي رأيناه..
إلى جمعية رعاية الأيتام، منصور العمري وبقية الزملاء..
إلى الرجل الإنسان الدكتور حمود البدر.
خالد المالك
|
|
|
متحف اللوفر. . خزانة التاريخ. . وبيت الآثار |
* إعداد : تنكزار سفوك
لم يكن أحد يفكر في جعل قصر الفنون في لوفر متحفاً، ولم يتصور أحد يوماً أن يتحول هذا المكان إلى متحف يؤوي التحف الأثرية والمقتنيات التراثية من جميع أصقاع الأرض. فلم تكن القاعة التي كانت تحوي الأثريات التي هيأها هنري الرابع قد لاقت قبولاً من مختلف الشرائح الاجتماعية آنذاك، ولم تكن الحجرة التي أنشأها الملك في عام 1671 لتضم لوحات مهمة وأثرية، تتمتع بميزات تؤهلها لذلك.
لكن في اليوم الذي أمر فيه لويس الرابع عشر بإخلاء لوفر من سكانها الأصليين بدا قصر الفنون في نظر الفنانين والأكاديميين مكاناً مثالياً يمكن تحويله إلى متحف. لذا فقد وضعت فكرة المتحف في عام 1747م حيث بدأ بالتنفيذ وتهيئة القاعات، وصار هذا المكان زاخراً بالمقتنيات الملكية، وفي عام 1779م أخذ المتحف في التوسع، وصار تجمع فيه المشتريات الأثرية والصور التراثية.
وأصبح يشهد تطوراً كبيراً من عهد إلى آخر يتنافس على تزويده بالمقتنيات الأثرية جيلٌ بعد آخر، فخرج من الإطار المحلي إلى العالمية، وأصبح اليوم واحداً من المعالم العالمية.
يضم في أقسامه اليوم تحفا وآثارا قديمة ونادرة تعود إلى مختلف المناطق في العالم، حيث نجد فيه الآثار المصرية القديمة، والآثار الإغريقية والرومانية وزخارف وتماثيل، ولوحات فنية ومجسمات، وصورا غرافيكية ولوحات فنية شهيرة وفنونا وحضارة إفريقيا وآسيا وأمريكا، وآثارا تعود إلى منطقة الشرق، وتبرز الفنون الإسلامية وحضارة الإسلام من خلال القطع الأثرية.
هذا الجزء من المتحف يضم الآثار الشرقية التي تعود إلى المناطق الممتدة بين الهند والبحر الأبيض المتوسط، اكثر من 9500 قطعة تعود إلى حضارات متعددة وثقافات قديمة تمتد إلى 6000 سنة قبل الميلاد.
في هذه المنطقة، منطقة الشرق ظهرت للمرة الأولى الإدارة السياسية والعسكرية والدينية وبنيت المدن للمرة الأولى قبل 33000 ق. م وشهدت أول ظهور للكتابة لأول مرة في تاريخ العالم، الكتابة المسمارية والكتابة المرسومة التي تعبر عن اللغة من خلال رسم الأشياء في الواقع.
وقد تم تصنيف المقتنيات الأثرية الشرقية داخل متحف اللوفر إلى ثلاثة أقسام بحسب التصنيف الجغرافي والثقافي لمنطقة الشرق فهناك الجزء الذي يحتوي على الآثار والصور التي تعود إلى الحضارة السومرية والبابلية والآشورية.
وهناك قسم ضم بين أجزائه المقتنيات التي تعود إلى الحضارة الشرقية في إيران، وقسم ثالث يضم التراث في منطقة الشرق الأوسط الذي يعكس الحضارات التي قامت في سوريا وفلسطين. ويعرض كل جزء من هذه الأجزاء في تنظيم أثري يراعى فيه التسلسل التاريخي للمقتنيات الأثرية.
فهناك الرقع الأثرية التي تحتوي على الكتابة باللغات القديمة يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد حيث ظهرت الكتابة على الحجارة، اكتشفت في المنطقة المتاخمة للخليج العربي وتحديداً في مملكة البحرين. وهناك قطع معدنية يعود تاريخها إلى ( 3500 3100 ) ق. م تجسد صور الملاحم وبعض الأساطير في العهد الأكادي.
وحجارة أثرية رسمت عليها صور الحيوانات، وأشكال هندسية تحكي قصة حضارة البابليين بشكل رمزي وإيحائي من خلال رسومات ورموز تجسد خرافات الشعوب القديمة التي سكنت هذه المنطقة.
ومجسمات ترمز إلى الحضارة الآشورية القديمة وتبرز النشاط التجاري والاقتصادي في ذلك الوقت، وتوجد قطعة أثرية شهيرة على إناء كبير في هيئة أسد مصنوع من الفخار كان يملأ بالسوائل، ويعود تاريخ هذه القطعة إلى ثلاثة ملايين سنة قبل الميلاد.
كما يتضمن المتحف في جناحه المخصص للآثار الشرقية مقتنيات تم اكتشافها حديثاً كالمنحوتة الأثرية التي يعود تاريخها إلى بدايات الألف الثاني قبل الميلاد، والتي هي على شكل امرأة جالسة ترتدي ثوبا أسود. وتتكون من ثلاثة أحجار كبيرة ملتحمة تكون أجزاء المنحوتة، ومميزة بالتعابير الدقيقة لوجه المرأة.
كما توجد قطعة أثرية على شكل إناء زينة من الحجر الأخضر اكتشف في جنوب إيران يعود تاريخها إلى 2600 2300 سنة قبل الميلاد، هذه النوعية من الأحجار تتميز بها إيران وعمان، ويرمز هذا الإناء من خلال الرسومات التي غطت سطحه الخارجي إلى أساطير معروفة في العالم الشرقي، فهناك النصوص السومرية، وصورة الحية التي لفت بجسدها الإناء كله، ويحتوي على بعض التماثيل واللوحات الأثرية اكتشفت مؤخراً في تركيا وجنوب الأردن.
وهكذا فإن متحف اللوفر الذي مر على تاريخ إنشائه أكثر من قرنين من الزمن يعتبر واحداً من الصروح الحافظة لتاريخ منطقة الشرق بما يحتويه من تماثيل ومجسمات ولوحات وحجارة تروي قصة حضارة شعوب هذه المنطقة، حضارات منها ما قامت واندثرت وبعضها مازال مستمرا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|