|
أيّ يتم..؟! |
الأيتام..
فئة غالية من شباب الوطن الأصحاء..
فهم عيونه التي لا تغفو أو تنام..
والجيل الذي تُسر حين تُروى لك القصص الجميلة عن أخلاقهم..
فيما يأخذك الزهو كلما جاء ذكر أو حديث عن هؤلاء..
***
شباب تغلبوا على اليتم..
بالتحدي والإصرار على النجاح..
يملأ جوارحهم حب الوطن والإخلاص له..
فيقدمون له ولأنفسهم ما يرفع الرأس..
بملاحم من جهد وعمل..
نحو آفاق العلم والمعرفة..
بانتظار ما هو مطلوب منهم لخدمة الوطن.
***
تلقي نظرة عليهم..
تتصفح وجوههم..
وتصغي إلى كلامهم..
تتبع صور التفوق في حياتهم..
وهذا العزم والإصرار الذي يجسد الطموح ضمن أهداف أخرى وغايات كثيرة لكل منهم..
فلا تملك حينئذ إلا التسليم بأن هؤلاء ليسوا الأيتام الحقيقيين وان مروا باليتم في مراحل من حياتهم..
***
كنت مع آخرين أحضر حفلاً أقيم لأكثر من عشرين من هؤلاء..
حفلاً لتزويجهم إلى من قيل إنهن يتيمات..
بعد أن آن الأوان لإكمال نصف دينهم..
في تظاهرة اجتماعية أظهرت حجم التكافل الاجتماعي بأروع صوره وأصيل معانيه..
فحمدت الله وشكرته ودعوته بالتوفيق لهم ولهن في حياة سعيدة وذرية صالحة..
***
تحية لمن ساهم في إنجاح هذا المشروع..
لرجال الأعمال وكل القادرين الذين بادروا إلى دعم هذا التوجه..
إلى وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة ومساعديه في تبني مثل هذه الأفكار وإنجازها على النحو الذي رأيناه..
إلى جمعية رعاية الأيتام، منصور العمري وبقية الزملاء..
إلى الرجل الإنسان الدكتور حمود البدر.
خالد المالك
|
|
|
الانتهاء من تشكيل مجلس إدارة جديد لها افتتاح بورصة بغداد قريباً |
* إعداد مجدي المصري
عندما حاول جاي هالن أن يخطو إلى داخل المبنى الذي كان يوما يشغل بورصة بغداد، لم يجد سوى قوات التحالف تستقبله هناك بإشهار الأسلحة في وجهه.. لذا، أصبح إيجاد مبنى جديد آخر وعلى وجه السرعة في صدر جدول أعمال هالن.
كلفت سلطة التحالف المؤقتة هالن بالإشراف على تأسيس بورصة العراق الجديدة حيث من المتوقع أن تبدأ العمل خلال بضعة أسابيع.
يقول هالن في مقابلة أجرتها معه عبر الهاتف من بغداد صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور): عندما تفتح هذه البورصة، فإنها ستمثل أكبر دليل على عودة الحياة الطبيعية إلى العراق.. هناك إثارة كبيرة بشأن ازدهار اقتصاد عانى كثيراً من القمع.
وتلعب البورصات دوراً مهماً في الاقتصاديات الوطنية: فهي تزود الشركات برؤوس الأموال سواء من مصادر محلية أو خارجية، توفر فرصاً لصغار المستثمرين الذين يحبذون خيار تحويل أسهمهم إلى أموال سائلة وتحديد أسعار أسهم الشركات أو قطاعات أخرى مقارنة بأسعار شركات وجهات أخرى منافسة، وأخيراً. هي ترشد المستثمرين إلى مناطق الجذب الاستثماري.
وفي الوقت الذي بدأت فيه أغلب دول العالم في احتضان سياسات رأسمالية خلال الأعوام الخمسة عشرة الماضية، شهدت البورصات انتشارا واسع النطاق في أنحاء العالم. لكنها ليس الدواء لجميع المشاكل المالية والاقتصادية.
وبينما رومانيا ومنغوليا ودول أخرى تتحسس طريقها في تأسيس بورصات جديدة، فإن أصعب ما في هذه العملية أحيانا كثيرة، هي البنية الأساسية، وهي مجموعة من القوانين والآليات الملزمة التنفيذ التي تحكم العملية بأسرها.
صعوبات شائكة
يقول خبراء إن إنشاء بورصة جديدة يمكن أن يتحقق ولكن في نفس الوقت يمكن أن يواجه صعوبات شائكة في أماكن لاتنسجم مع السوق الحرة.
والتحدي الكبير في العراق يتمثل في حتمية تغيير نظام مالي سابق بآخر أكثر انفتاحا وديمقراطيا. يقول وليام بوتز الرئيس السابق لمكتب التكنولوجيا في بورصة نيويورك ..نحن نحاول أن نصدر ما يجعل الولايات المتحدة ناجحة وجزءا كبيرا من هذا النجاح يتمثل في قدرتنا على تمويل شركات ومساعدتهم بذلك على النمو والتوسع.
ويضيف بوتز إدخال إصلاحات لجعل العراق بلداً أقوى اقتصادياً سيساهم على المدى الطويل في تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
ويعمل بوتز مستشاراً لبورصة العراق التي أعلن عن إنشائها مؤخرا، وذلك من خلال إدارة الخدمات المالية التطوعية، وهي جماعة غير ربحية مقرها في نيويورك تساعد في تطوير الاقتصاديات.
كان بوتز قد شارك في ديسمبر الماضي في مؤتمر للتخطيط عقد في عمان بالأردن حيث بادر متطوعون بمساعدة سماسرة ومسؤولين عراقيين كانوا يعملون في البورصة على سن قوانين السندات والمحافظ والحقائب المالية طبقاً للمعايير الدولية.
كما تم تشكيل مجلس إدارة جديد لبورصة بغداد المزمع افتتاحها قريباً. يقول هالن: بورصة بغداد السابقة كانت فاسدة وكانت مركز قوى لصدام وأصدقائه لشراء ما يحلو لهم.. إذا عرف واحد من هؤلاء طريقه إلى مجلس الإدارة الجديد، فإن المرء لن يكون أمامه أي خيار آخر سوى الاستسلام لان الفساد يتحين الفرصة للانقضاض وبقوة.
التكنولوجيا قضية أخرى، فقد كانت كل شركة في بورصة بغداد السابقة لديها ملفات خاصة بها بشكل بيروقراطي ساهم في تعثرها وسقوطها، لذا تحتاج البورصة الجديدة إلى آلية إلكترونية وأجهزة كمبيوتر لكل سمسار وشاشات رقمية لعرض الأسعار وحركة الأسهم صعودا وهبوطا والنشاط التجاري وعدد حاملي الأسهم وهوياتهم أحيانا.
ويمكن لمجلس إدارة البورصة العراقية الجديدة أن ينشئ تلك الآلية الإلكترونية في أي من مصر أو الأردن وهما جارتان للعراق لديهما أسواق مالية أكثر تطوراً ومن المعتقد أنهما حريصتان على مساعدة بورصة بغداد الجديدة.
والجدير بالذكر أن عقد التسعينات شهد نموا هائلا في عدد البورصات في أنحاء العالم.. ففي بدايته كان عدد الدول الأعضاء في الاتحاد العالمي للبورصات لايزيد عن 38 دولة مقابل 54 اليوم. كما تضم الاتحادات الإقليمية الصغيرة عشرات من البورصات الأخرى، في مواقع مثل سلطنة عمان، كازاخستان، رومانيا، التي لم تتأهل بعد للحصول على عضوية الاتحاد العالمي للبورصات.
ويمكن للعراقيين أن يستقوا الدروس المستفادة من الدول التي تحولت عن الاقتصاديات الموجهة إلى اقتصاديات السوق الحرة.
من جهته، يقول روبرت شتراهوت مساعد مدير إدارة الخدمات المالية التطوعية للشؤون الدولية في اللجنة الأمريكية للبورصة: في روسيا (وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة) وضعت برامج خصخصة على نطاق واسع بهدف إعطاء هذه البرامج قفزة هائلة فجاءت نتائج النجاح مشوشة، ولاسيما أن كثيرا من الشركات الحكومية في تلك الجمهوريات أو روسيا لم يجهز بصورة جيدة حتى تتوافق مع خطط خصخصتها.
وفي بعض دول شرقي أوروبا، فقد الآلاف وظائفهم ومدخراتهم لان الحكومات سمحت بجذب الاستثمارات بدون سن قوانين أو وضع إجراءات حماية لهذه الاستثمارات ضد محاولات الاحتيال والنهب والسلب.
من جانبه، يقول مايكل جولدشتاين وهو بروفيسور في الشؤون المالية في كلية بابسون بولاية ماساشوسيس (أي شخص عشوائي يمكن أن يلفق مزاعم عشوائية ويفر بأموال وهذا هو السبب الذي فجر أعمال شغب في شوارع ألبانيا).
ومن أكثر القصص المحزنة والمنذرة في الوقت نفسه، هو حقيقة أن نحو ثلاثة أرباع الشعب الألباني كان قد أقدم على الاستثمار في شركات توظيف في وقت انهارت فيه هذه الشركات عام 1997.
من جهة أخرى، يقول جولدشتاين إن بولندا، خلافا لما حدث في ألبانيا، تعد نموذجا للنجاح الواضح نظرا لأنها تمهلت في تجهيز شركاتها على نحو صحيح وبدأت في استقبال المستثمرين. وعامل آخر ساهم في نجاح بولندا هو حقيقة أنها كانت دولة رأسمالية قبل أن يعرف الحكم الشيوعي طريقه إليها.
ويعود تاريخ بورصة العراق إلى الأربعينات، لكنها كانت سوقا مالية صغيرة ولابد أن بورصة بغداد الجديدة ستحتاج إلى بعض الوقت حتى تدرب موظفيها على النظام الجديد المتطور للبورصة وتوسع من دائرة المستثمرين.
يوضح جولدشتاين لايبدو أنهم (الموظفون العراقيون) على دراية مباشرة بتكنولوجيا الإنترنت وهم أيضا غير جاهزين لبدء العمل فورا.
وكانت بورصة العراق قد توقفت عن العمل منذ عام تقريباً عندما بدأت القنابل تتساقط على بغداد. يقول حسن الدهان الذي يمتلك مكتبا للسمسرة والمعاملات المالية ويساهم في إنشاء بورصة بغداد الجديدة: طال الانتظار، لكن البورصة الجديدة المزمع افتتاحها قريبا تستحق الصبر، لأننا في الواقع كنا نريد سوقا مالية متكاملة.
وتحتاج البورصة الجديدة إلى ستة شهور أخرى حتى يكتمل تجهيز المبنى الدائم لها في قلب حي المال بالعاصمة العراقية في الوقت الذي يتعطش فيه السماسرة لمزاولة العمل مرة أخرى. وحتى يتم الافتتاح، سيظل مقر البورصة المؤقت في مطعم إيطالي سابق ملحق بفندق المنصور.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|