تنظيم وقت الطفل منذ صغره وتعويده على احترام الوقت يضمن له نشأة هادئة ويعزز في نفسه الصفات الجميلة، وفي الوقت نفسه يخفف العبء عن كاهل الأبوين والأم تحديداً، ويخطئ الآباء عندما يعتقدون أنه من الصعب تنظيم جدول يومي للطفل، ولكن المسألة في رأي اختصاصي التربية ليست شاقة أو عسيرة، بل على العكس تماماً، إذ إن الغالبية من الأطفال يشعرون بالتشتت بين نشاطاتهم اليومية، وتظهر عليهم ملامح التوتر في الأوقات التي يداهمهم فيها الإحساس بالجوع أو بالتعب من كثرة اللعب، لهذا هم بحاجة لمن ينظم لهم وقتهم بحيث يكون لديهم وقت لتناول وجبات الطعام في مواعيدها ووقت للعب ووقت للنوم، وخلال بضعة أسابيع ستبدو عليهم فوائد الانضباط وأولها اكتساب الثقة بالنفس فالطفل الذي تتاح له معرفة الشيء الذي سيفعله بعد برهة من الوقت يشعر بالراحة والاستقرار، ربما يكون تنظيم أوقات النوم هو أفضل إنجاز يمكنه تحقيقه من خلال الجدول اليومي وقد أثبتت الدراسات أن تنظيم مواعيد نوم الأطفال يساعدهم على النوم بالقدر الكافي في حين يعاني الأطفال الآخرون من النوم المتقطع وتنتابهم الكوابيس المزعجة ولا يجدون سهولة في النوم، ويضاف إلى فوائد الجدول أنه يضفي على شخصية الطفل طابع المرونة ويحرره من العناد ويعود الفضل في ذلك إلى إحساسه بالاستقرار وعدم التشتت كما يساعد الجدول اليومي الأطفال على الانتظام في تناول الطعام وبالتالي ترسخ لديهم منذ الصغر العادات الغذائية السليمة، وأخيراً يمنح الجدول اليومي الأم الفرصة لمتابعة مسؤولياتها الأخرى وممارسة حياتها بصورة طبيعية.