بزغت في فضاء الإعلام العربي مؤخراً قناة (الحكمة) التي بحسب ما أعلنت عن نفسها، تعني بطرح الإسلام في صورته الحقيقية النقية وتقديم وجهه الحسن بعيداً عن الإرهاب والتعصب، وهي نية بيضاء تحسب لها ليس عليها.
لكن بمجرد انطلاق القناة حام حولها سؤالان: الأول يتعلق بمصادر تمويلها إذ أعلن البعض أن القناة تدعم توجه جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما سارع المسؤولون عن القناة إلى نفيه مؤكدين أنها قناة مصرية بمساهمات سعودية وخليجية.
وما لا نستنكره هو محاولات التقصي عن مصادر التمويل إذ إن ذلك يكشف توجه القناة خاصة إذا كانت تتناول قضيتنا الرئيسة المتعلقة بتقديم ديننا الحنيف بالصورة اللائقة بسموه وعظمته بعيداً عن (الجهوية) والمذهبية البغيضة، وهذا ما نقبله فقط من ذوي النيات الحسنة، فهناك من يناصبون كل توجه ديني العداء بصراحة أحيانا ومتدثرين بمثل هذه المبررات المنطقية أحياناً أخرى، وقد يدعم قولنا هذا السؤال الثاني المتعلق بغياب المرأة كمقدمة في برامج القناة، ومن هذه الناحية فقد أكدت القناة من خلال مسؤوليها أن الرجل هو محور القناة في مقابل أن المرأة المتبرجة هي محور قنوات أخرى كثيرة، وأن المساحة التي ستفرد لها ستكون وفق توجهات القناة وبعد دراسات عدة وتمحيص في هذا الجانب.
وهذه وجهة نظر لا غبار عليها إلا إذا حاولنا الغوص بعيداً والتصيد في الماء العكر بحثاً عن الهنات.. وعموماً فدوننا القناة لنتابعها ثم لنحكم فمازال الوقت مبكراً.
tb787@hotmail.com
تركي البسام