هناك اعتقاد تعززه الكثير من الحقائق الواقعية بأن السياح السعوديين يعاملون في بعض الدول العربية بشكل تمييزي في أسعار الخدمات.. فمثلا اذا كان إيجار الفندق للأوروبي والياباني بمائتي دولار، يشرط على السعودي، وأحيانا كل الخليجيين بضعف السعر.. بالإضافة إلى المبالغة في أسعار بعض الخدمات الأخرى.
طرحنا هذا المحور على مائدة المنتدى لمعرفة مدى تعرض بعض المواطنين لمثل تلك المواقف، وما الرأي في معالجة مثل هذه التعاملات غير العادلة. وجاءت مشاركات أصدقاء المنتدى على الوجه التالي:
شعور حقيقي
( خالد المطيري- طالب جامعي: هذا الإحساس موجود لدى الكثير من السعوديين الذين يذهبون للسياحة في الصيف في بعض البلدان العربية الشقيقة، صحيح هناك من يقابلنا بالابتسامة والحديث الحلو الجذاب، ولكن بعد أن نقع في الفخ نكتشف أننا عوملنا كرجال أعمال وليس طلاب جامعيين، والسبب للأسف، لأننا من دولة نفطية، وهذا الشيء نلمسه في ايجار الشقق وفي خدمات التنقل وإيجار السيارات وحتى الوجبات الغذائية نشعر بأن سعرها يختلف من جنسية إلى أخرى.
لا تعميم
( عبد الله العماري: القول بأن الدول العربية تعاملنا بعبارة (بتاع برميل النفط) حديث غير معمم، لأن بعض الدول تتغير أسعارها في الصيف لكل الأجناس سواء كانوا أوروبيين أو آسيويين أو غيرهم، دون تخصيص السعوديين أو الخليجيين بتلك الزيادات، ربما يفكر البعض بتلك العقلية لكن كسياسة دولة أو مجتمع أنا لا أحس بذلك أو على الأقل الدولة التي اعتدت أن أذهب اليها لا أشعر فيها بذلك الشعور.
التمييز موجود
( إبراهيم السنيدي: لا نستطيع أن ننكر أن الكثير من الشعوب تعاملنا بهذا المفهوم، على أننا نستطيع أن نشتري أي شيء بأي ثمن طالما نحن محتاجون اليه، ولا أظنكم تجهلون وجود هذا الشعور حتى لدى بعض الجنسيات المقيمة في بلادنا، حيث يبيعون لنا بأسعار خاصة ظنا منهم أن السعودي لا يشتري الأشياء رخيصة الثمن، فيقومون برفع السعر اذا كان المشتري سعوديا ويبيعون السلعة بسعرها الأصلي اذا كان المشتري (غلبان) كما يزعمون، ولا غرابة اذن من وجود هذا الشعور والاعتقاد لدى بعض الشعوب حينما نذهب اليهم في ديارهم، فيعتبرون أن تلك فرصتهم فيعاملوننا بالتمييز الذي يشعر به البعض بمرارة شديدة.
السبب سلوكياتنا
( شيخة الدوسري: أخبرتني احدى الصديقات أنها واسرتها تعرضوا لمثل هذا التمييز في السعر حينما ذهبوا لقضاء العطلة الصيفية في تلك العاصمة العربية، ورأت بأم عينها أن الشقة المفروشة تم ايجارها لمواطن من دولة عربية أخرى بسعر وللسعوديين بسعر آخر، وهو ذات المفهوم الذي يرتكز على عبارة (ادفع يا بتاع برميل النفط) ولم تجد تفسيرا لذلك التمييز غير النفط الذي جعلنا ندفع أكثر من غيرنا في كل عاصمة وفي كل مطار أجنبي نمر من خلاله (على حد قولها) وأنا أقول: من الذي ترك هذا الانطباع لدى الآخرين، هل أتوا به من فراغ أم خرجوا به من خلال تصرفات وسلوكيات البعض الذين يدفعون بسخاء وبلا مفاصلة في كثير من الأحيان وفي كثير من بلدان العالم، حتى ظن البعض أن السعودي يمكن ان يدفع بلا حساب، هذا الانطباع تولد لسكان تلك الدول من خلال مظهرنا البذخي وصرفنا البذخي، ومطالبنا البذخية، حتى صرنا نبدو كشعب بذخي يشجع الآخرين على استغلاله، وتمييزه في الدفع فقط، اذن العيب فينا ويجب أن نعالج مثل هذه التعاملات من خلال معالجة سلوكياتنا التسويقية والانفاقية.
ثقافة شعوب
( فارس المهداب: حقا أجد نفسي مستهدفا بالدفع غير المبرر كلما ذهبت إلى بلد عربي لقضاء العطلة الصيفية، وألمس الشيء ذاته من خلال القصص التي اسمعها من أصدقائي وأقاربي الذين يذهبون إلى دولة أخرى، وهذا يؤلمني جدا ولا اجد له مبررا على الاطلاق، كما ألاحظ النظرات ترمقني كلما ذهبت إلى مدينة أو حي داخل الدولة الواحدة، وكأن السعودي أو قل الخليجي صيد سمين الكل يسعى لاصطياده، لذلك نجد اسعار الشقق والغرف داخل الفنادق وكذلك اسعار الوجبات والمشروبات ووسائل النقل وخصوصا التاكسي يزداد سعره في الصيف، وأمام السعوديين تحديدا، واعتقد ذلك مرتبط بثقافة تلك البلدان، وبدور الإعلام الذي يجب أن يعالج هذه الأشياء وترسيخ مفهوم المساواة بين السياح وعدم استغلال جهل البعض بالأسعار.
السياحة الوطنية
(عادل السويلم: التأكيد الكل يرفض مثل هذا التمييز الذي يصورنا على أننا نعبئ حقائبنا بالدولارات والريالات ثم نركب الجو أو البر للتنزه، فيطلب منا أن ندفع (بلا حدود) ولكن لا تأتي المعالجات من خلال رفضنا لمثل هذا السلوك، بل من خلال تسويق سياحتنا الداخلية التي تزدهر باستمرار وتتطور عاما بعد عام، واذا كنا نهرب من سياحتنا الوطنية بحجة الغلاء فهناك من ينتظرنا خارج الحدود ليشوي جلودنا بالدفع العالي، والأفضل أن نسوح داخل بلادنا وبأسعار قد تكون في متناولنا، لأننا على الأقل نستطيع ان نكيف أنفسنا على قدر ظروفنا دون أن ندخل في مشكلات مع شخص آخر، أو نشعر بالظلم أو الاستغلال، لذا (من وجهة نظري) الحل في اللجوء إلى السياحة الداخلية، وهذا دور الاعلام الذي عليه أن يظهر مثل هذه المشكلات، ومن الجانب الآخر يبرز مميزات سياحتنا ومقومات الجذب فيها لأن الكثيرين يجهلون أن في المملكة مناطق سياحية طبيعية جذابة تضاهي الكثير من الدول الخارجية.