أظهرت دراسة أعدّها أكاديميون في نيوزيلندا نشرت نتائجها لاحقاً أن المرء لن يتبرع بالمال إذا رأى لافتة توجّه له الشكر على التبرع مسبقاً أو وجد صندوق التبرع فارغاً، ولكنه يتبرع بسخاء إذا رأى عملات ورقية في الصندوق. وأظهرت الدراسة التي أجراها قسم الاقتصاد بجامعة فيكتوريا في ولنجتون أن قدر المال الموجود في صندوق التبرعات ومقدار الاختلاف بين العملات الورقية والمعدنية واللافتات المصاحبة تؤثر في المبلغ الذي يدفعه المتبرع. وقام فريق البحث بتصوير سلوك الأشخاص حين مرورهم بصندوق تبرعات فارغ بمدخل معرض فني بالمدينة عبر كاميرا خفية. وقال المحاضر جون راندال: إن أهم شيء هو ألا يترك الصندوق فارغاً. وتابع: ولكن من المهم أيضاً التأكد من وجود توازن بين العملات الورقية والمعدنية ليناسب من يرغب في تقديم تبرعات كبيرة أو صغيرة. واستخدم المتبرعون مجموعات متنوعة من العملات الورقية والمعدنية ومبالغ مختلفة من المال ولافتات تقدم الشكر للمتبرعين وتبلغهم أيضاً أنه جرى تصويرهم. وكلما زادت العملات الورقية على المعدنية كانت التبرعات الفردية أكبر ولكن بعدد أقل، وكلما زادت العملات المعدنية زادت أيضاً التبرعات ولكن بقدر أقل. وقال راندال: يبدو أن الناس تقدم تبرعات أكبر عندما يرون أن الآخرين قدموا تبرعات كبيرة، ولكن عندما يكون صندوق التبرع فارغاً بشكل دائم يقلّ القدر الإجمالي للتبرعات كثيراً، وما يفسر ذلك هو أن الأشخاص يعتبرون نقص التبرعات مؤشراً على أن العرف السائد هو عدم التبرع. وتتسبب اللافتات التي تقدم الشكر في تراجع عدد التبرعات، وبخاصة في حال احتواء صندوق التبرع على مبلغ كبير داخله، وهو ما يقوي طبيعة فطرية بعدم تقديم مال. وتنشر نتائج الدراسة في دورية السلوك الاقتصادي والتنظيم.