إعداد - د.نهاد ربيع البحيري:
تعاني معظم النساء من آثار التغيير في مستوى الهرمونات في فترة الحيض، وتصل نسبة الحالات الشديدة المؤلمة في أعراضها إلى 10%، بينما لا تتعدى نسبة الحالات التي تصل شدتها إلى التأثير على العمل ونشاط المرأة بالمنزل 2-3%... وعلى الرغم من أن الأبحاث والدراسات التي تناولت العلاقة بين مستويات الهرمونات وأعراض ما قبل الحيض لم تصل إلى نتائج حاسمة إلا أنه كان من الواضح أن مستوى هرمون الأستروجين يمثل أهم الهرمونات الأخرى، وفي حقيقة الأمر أن الافتقار إلى بعض العناصر الغذائية يؤدي إلى حدوث مثل هذه الأعراض الشديدة، وذلك بالتأثير على إنتاج هرموني الأستروجين والبروجسترون، وبالتالي إحداث التوازن بينهما، وهذا بدوره قد يؤثرعلى مستويات بعض الهرمونات الحيوية مثل الأنسولين، وتتضمن مثل هذه العناصر الغذائية التي يفتقدها الجسم في هذه الحالة مغذيات مثل الأحماض الدهنية الأساسية والزنك والمغنسيوم وفيتامين ب6، وبالإضافة إلى ذلك تختلف درجة تحمل الألم من امرأة لأخرى حسب شدته، وقد دلت الدراسات المسحية على أن النساء في سن الثلاثينيات والأربعينيات هن الأكثر تأثرا.
و من أشهر الأعراض وأكثرها استمرارا الشعور بالانتفاخ والإحباط والقلق والصداع والعصبية، والرغبة الشديدة في تناول الحلويات والشيكولاتة في هذه الفترة، وتبدأ هذه الأعراض متوسطة، ثم تصل إلى ذروتها قبل الحيض مباشرة وأخيرا تختفي في خلال أيام قليلة من بداية الحيض.
علاج الآلام المصاحبة للحيض
تثير فكرة علاج هذه الأعراض الكثير من الجدل، فمن الضروري أن تكون المرأة مستعدة لتجريب أكثر من صنف من العلاج حتى تستقر في النهاية على نوع العلاج الذي يكون فعالا ومناسبا لحالتها ولدرجة الألم التي تعاني منها... فمن أكثر وأنجع أنواع علاج الأعراض التي ثبت علميا صحتها فيتامين ب6، فهذا الفيتامين أساسي للإنزيمات التي تكون السروتينين serotonin والدوبامين dopamine وهما ناقلان عصبيان مهمان، ويبدو أثرهما واضحا في التغلب على حالات الإحباط، وعلى الرغم من أنه لا يوجد سبب واضح لافتقار المرأة لفيتامين ب6 في هذه الفترة من الشهر إلا أن تناول جرعة بسيطة منه يخفف من حدة الأعراض ويساعدها كثيرا.
كما تساعد مدرات البول في هذه الفترة على التخفيف من حالات الانتفاخ واحتقان الثديين، وذلك بالعمل على التقليل من احتباس السوائل في الجسم ولكن مدرات البول لا ينبغي تعاطيها لمدة تزيد عن أيام قليلة، وهي تلك الأيام التي تشتد فيها الأعراض، وتساعد أيضا في هذه الحالات تناول العقاقير التي تمنع فقد الأستروجين والبروجسترون إلا أن أعراضها الجانبية المتمثلة في الغثيان وزيادة الوزن تجعلها غير مستحبة للكثيرات، والأفضل في هذه الحالات تناول زيت زهرة الربيع الذي يعتبر مصدرا غنيا من مصادر حمض الجامالينوليك gammalinolec acid الذي يقلل من إفراز هرمون البرولاكتيك، وهو هرمون يفرزه الفص الأمامي من الغدة النخامية وهو المسئول عن إفراز اللبن، ويعتقد بعض الباحثين أن هذا الهرمون هو المسئول عن احتقان الثديين والتقلبات المزاجية، ومن الأمور المساعدة على التخفيف من الأعراض تناول هرمون الأستروجين في صورة أقراص في جرعات يحددها الطبيب، كما يفيد أيضا بعض التدليك الخفيف للبطن في منطقة الألم على التخفيف من تقلصات المعدة المرتبطة بأعراض ما قبل الحيض.
الغذاء والتخفيف من الأعراض
- تتضمن آلام ما قبل الحيض تنوعا كبيرا من الأعراض، وقد يؤدي إحداث بعض التعديلات في الوجبة الغذائية دورا فعالا في التخفيف من الأعراض يمكن لكل امرأة تعاني من شدة الأعراض أن تجرب هذه التعديلات الغذائية ثم تختار منها ما هو أكثر فعالية في حالتها، ومن أكثر هذه التعديلات الغذائية فائدة أن تتضمن المزيد من الأغذية المحتواة على الأستروجين النباتي في الوجبة الغذائية حيث يساعد على إعادة التوازن في مستويات الأستروجين، ومن الأغذية التي تحتوي على هذا الهرمون بصورة طبيعية الأغذية التي تدخل الصويا في صنعها، والحمص والعدس والحبوب الكاملة والثوم والبسلة والشمر والكرفس.
- يفضل التوقف عن تناول الأغذية العالية التجهيز والأغذية المحسنة وتناول الأغذية غير المحسنة بدلا منها مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة وتناول الفاكهة والخضراوات الطازجة وتناول عصير الفاكهة الطازج والأغذية فور تحضيرها بقدر الإمكان.
- لا تقل المعادن أهمية عن الفيتامينات ومن ضمنها الكالسيوم والمغنسيوم والكروم والزنك، فقد وجد أن أكثر النساء اللاتي يعانين من شدة هذه الأعراض لديهن نقص في هذه المعادن المهمة.
عناصر مهمة للحماية
- يعتبر الكالسيوم عنصرا غذائيا مهما للمساعدة على التخفيف من حدة هذه الأعراض، وهو لا يتوفر في منتجات الألبان فحسب بل يوجد أيضا في الأسماك الدهنية مثل السردين، كما يوجد في الجوز البرازيلي، لذا فالبدائل كثيرة ويسهل الاختيار منها حسب الرغبة.
- للحصول على مستويات عالية من عنصر المغنسيوم المهم لعلاج هذه الأعراض ينصح بتناول الفاكهة والخضراوات الطازجة مما يضمن الحصول على نسبة كبيرة من المغنسيوم.
- للحصول على عنصر الزنك ينصح بتناول السمك والمحار والديك الرومي والفول السوداني والبيض وبذور القرع العسلي.
- يساعد عنصر الكروم على إحداث التوازن في الحالة المزاجية، وللحصول على هذا العنصر المهم يمكن تناول اللحوم الحمراء والدجاج والكبد والمحار والبندق واللوز والبيض والحبوب الكاملة.
- تساعد الأحماض الدهنية الأساسية على التخفيف من الآلام والالتهابات والتقلصات، وقد تخفف أيضا من حدة مشكلات التركيز والذاكرة التي تصاحب هذه الاضطرابات، ويمكن الحصول على الحمض الدهني أوميجا6 من البذور والأغذية النباتية ومن زيت زهرة الربيع، أما أوميجا3 فيمكن الحصول عليه من الأحماض الدهنية
نصائح غذائية:
- تناول أكبر قدر من الجرجير لضمان الحصول على المغنسيوم.
- يفضل عدم تناول المشروبات المحتواة على الكافيين مثل الشاي والقهوة والكولا لأنها عبارة عن منبهات تساعد على تفاقم الأعراض، كما تتسبب في حدوث حالات الصداع والصداع النصفي.
- تقبل الكثيرات في فترة ما قبل الحيض على تناول بعض الأغذية مثل الكربوهيدرات والشيكولاتة، ولكن يفضل اختيار بدائل صحية أكثر مثل الفاكهة والمكسرات والزبادي بدلا من الأغذية الدهنية عالية السكريات.
- المزيد من التأكيد على تناول الأغذية المحتواة على فيتامين ب6 مهم جدا لأنه يعالج أعراض ما قبل الحيض بالفعل مثل التقلبات المزاجية والانتفاخ والأرق، وتوجد مستويات عالية من هذا الفيتامين في أغذية كثيرة مثل المحار واللحوم والخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن مثل البروكلي والكرنب والسبانخ، كما يوجد هذا الفيتامين في الموز والعدس بوفرة.