انطلق رجلان إلى إحدى المدن الكبيرة والشهيرة بكثرة مبانيها الشاهقة والمتجاورة،فلما وصلا إلى تلك المدينة قاصدين صاحباً لهما كان مقره في الدور الأربعين دخلا المبنى وأخذا ينظران يمنة ويسرة أين المصعد؟.. أين المصعد.. وجداه فانطلقا نحوه لكنهما فوجئا بأن المصعد معطّل لسبب ما،فكّرا فلم يجدا بداً من الصعود عبر السلم (الدرج) بدآ في الصعود وهما يتجاذبان أطراف الحديث حول هذه المدينة وحول مبانيها الكثيرة المرتفعة والمتجاورة وفي أثناء حديثهما التفت أحدهما باتجاه صاحبه وهو يقول له: إن عندي لك خبرين أحدهما سعيد والآخر حزين فبأيهما تود أن أبدأ.
فرد عليه: ابدأ بالسعيد.
قال: الخبر السعيد لقد وصلنا إلى الدور الأربعين. أما الآخر فلقد دخلنا مبنى غير المبنى الذي نريد!!
أخي الكريم: وبعد ابتسامتك حين قرأت الخبر الثاني فإني أهمس في أذنك ولكن بصوت عال: (إن كل جهد في غير اتجاه الهدف جهد ضائع). فمن اليوم اسأل نفسك ولكن بعد أن تخلو بها في جلسة تأمّل وبحث في بوصلة قلبك وعقلك أين شمالك الحقيقي. وفي أي اتجاه تسير.
وإلى لقاء قريب.
وقفة: هذه وقفة شكر للأخ الكريم د. خالد المنيف على الجهد المبذول وأهديه وإياكم بيت المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام
مناع بن محمد القرني
باحث ومتخصص في التطوير الذاتي
mannaa0@hotmail.com