بعد أن ملؤوا الشاشات وجثموا على صدور المشاهدين طويلاً أبى الممثلون مغادرة أمكنتهم إلا بعد أن يورثوها لأبنائهم، فأغلب الممثلين والممثلات الكبار جاؤوا بأبنائهم، فالجيل الجديد يحمل الكثير منه نفس الأسماء للجيل الذي سبق، ما يلقي بسؤال كبير حول الموهبة في التمثيل، وما إذا كانت تنتقل من جيل إلى آخر عبر الجينات الوراثية.
ما لا نستطيع أن نتقبله هو أن كل هؤلاء موهوبون فقط لأن آباءهم أو أمهاتهم كانوا ممثلين. أما القول بأن هؤلاء الأبناء قد نشأوا في بيئات فنية وفي بيوت تأكل وتشرب وتتنفس فناً فتبرير مردود وغير مقبول. حتى الوساطة قد لا تنفع إن هي كانت الوسيلة الوحيدة ولا سند لها.
البعض يقول إن الممثل ما هو إلا أداة بيد المخرج لذا فقد نجح هؤلاء، لكن كيف تقرر أنهم نجحوا فأغلبهم ما زال يتلمس طريقه بصورة تدعو إلى الشفقة. الشيء المؤكد الوحيد أن كبار الممثلين بعد أن ذاقوا الشهرة والمكاسب المادية الضخمة لم يكن من السهل عليهم المغادرة دون أن يخلفوا وراءهم من يواصل الكسب، والنتيجة ما ترون.
تركي البسام
tb787@hotmail.com