لها وجهة نظرها، ترفض الاحتكار وترى أنه يؤثر في الإبداع، هادئة، مثقفة، تجيد عدداً من اللغات لكنها ترفض في الوقت نفسه أن تغني بغير العربية، عن كل ذلك وعن فهمها للعالمية وعن أشياء أخرى حدثتنا نورا رحال في هذا الحوار..
* نورا رحال.. نريد أن نبدأ معك مما وصلت إليه من نجاحات.. أين ترين نفسك الآن؟
- ما زلت اتعلم رغم ما أجد أنني حققته من نجاحات، ففي عالم الفن نتعلم شيئاً جديداً كل يوم.
* ألا ترين أن ما حققتينه قد لا يتناسب مع الموهبة التي يجمع الجميع على تمتعك بها؟
- حصيلتي حتى الآن خمسة ألبومات وأربع مسرحيات وفيلم واحد، وربما من حيث الكم لا تكون كبيرة لكني أقيسها في المقام الأول بما وصل إلى الناس، فقد يستطيع عمل واحد أن يصل إلى المتلقين وينال رضاهم ويجعل مبدعه نجماً بينما لا يستطيع عدد من الأعمال أن يحقق ذلك.
* أوافقك على ذلك لكن من الفنانين من جمع بطرفي النجاح أي أنه حقق الكم والكيف معاً؟
- هناك أشياء أخرى تحكم هذه الأشياء في بعض الأحيان، فالفن لم يكن بالنسبة لي في البداية اتجاهاً احترافياً فقد مارسته فترة وأنا شبه هاوية ثم لا تنسى أن هناك أساليب أخرى لإيصال الفنان وصراعات لا أحب أن أخوض فيها وأدخلها محيط حياتي، نقطة أخيرة لا أريد أن أتجاوزها وهي أنني التفت إلى تكوين أسرة وهو استقرار لا شك يسهم في صفاء ذهني ومساعدتي على تقديم الأفضل والأفضل.
* أفهم من ذلك أنك راضية جداً عن هذه الموازنة بين الهواية والاحترافية وتكوين الأسرة؟
- نعم فلم أكن لأسمح أن أضيع فرصة تكوين أسرة وهي الآن مصدر سعادتي واعتزازي، هذا من ناحية وقد راعيت من أجل ذلك تقسيم وقتي بين الفن وبينها مازجة بين الاحترافية بمعناها الذي أفهمه وهي التجويد في العمل وبين الهواية بمعنى استقطاع أوقات مناسبة لكل شيء، فلا الهواية تعني عندي تقديم أي عمل بأي مستوى ولا الاحترافية تعني عندي احتراف الفن بمعنى التفرغ التام وإهمال حياتي الخاصة.
* إذاً فقد أعطت نورا رحال الفن بقدر ما أرادت أن تأخذ منه، وتحقق لها ذلك؟
- أنا ضد المقولة التي يرددها كثير من الفنانين أن الفن أخذ منهم الكثير، فالفن يعطي، بل يعطي كثيراً فهناك حب الناس، ورضا المبدع عن نفسه، وأشياء أخرى كثيرة.
* بعض الفنانين اتجه للغناء بلغات أجنبية محاولين طرق أبواب العالمية، كيف تقيمين التجربة ولماذا لا تخوضينها خصوصاً أنك تجيدين عدداً من اللغات؟
- ليس هذا هو الفهم الصحيح للعالمية في نظري، العالمية هي أن نصل إلى العالم بأعمالنا بثقافتنا وتراثنا وليس بلغاتهم لذا من المستبعد أن أخوض هذه التجربة على الرغم من أنني بالفعل أجيد عدداً من اللغات.
* واللهجات العربية الأخرى؟
- الأمر هنا مختلف، فبالعربية أحب أن أخوض كل التجارب وأغني كل الألوان، التي تتناسب وموهبتي.
* نسأل تحديداً عن اللهجة الخليجية؟
- أحب جداً اللهجة الخليجية وأتمنى أن أقدم بعض الأعمال الخليجية الخفيفة في الفترة القادمة.
* اتجه الكثيرون إلى السينما أين أنت منها، خاصة أن لك تجربة سابقة؟
- أحب التمثيل بصورة عامة وفي عدد من التجارب وصلت إلى أربع مسرحيات وفيلم ولو عرضت عليَّ أعمال جيدة لقبلت دون تردد، درامياً نعمل الآن على مسلسل باسم كوم الحجر، سيرى النور قريباً.
* والسينما المصرية؟
- بالطبع السينما المصرية هي أم السينما في المنطقة وكغيري اتطلع لخوض هذه التجربة لكن كما قلت فإن ما عرض عليَّ حتى الآن لا يتناسب وطموحاتي السينمائية.
* خضع الكثيرون لشروط الاحتكار، هل ترين في ذلك أثراً في النواحي الفنية؟
- لا شك فالمحتكر يفرض شروطه، لكن على الفنان إذا اضطر إلى توقيع عقد احتكاري أن يراعي فيه كل الشروط التي تخدم فنه في المقام الأول.
* يعني هذا رفضك الاحتكار؟
- بالطبع، وعلاقتي بمدير أعمالي تتسم بالمودة والحرص على تقديم الجيد في المقام الأول.
* كيف تختار نورا أغنياتها؟
- أعتمد البساطة، والتلقائية أسلوبين في حياتي بصفة عامة وهذا ما يسري أيضاً على اختياراتي الفنية، وأحب التنويع والاستفادة من مواهبي في كل شيء.
* نورا رحال شكراً لك على بساطتك وتلقائيتك.
- شكراً لكم أنتم مع تمنياتي.