الإتيكيت (فن التعامل) أمر نكتسبه ونحافظ عليه بالممارسة وتعليمه لأطفالنا ليس صعباً إذا أخذ الأمر بجدية، إذ من الرائع أن نراهم يتصرفون بإيتيكيت منذ صغرهم، فهذا يساعدهم كثيراً في مختلف مواقف حياتهم ويبعدهم عن المشكلات وينمي لديهم روح التهذيب واحترام الآخر.
إن طريقة استخدام الإيتيكيت في حياة الأطفال تفيدهم في المجتمع كله، في المدرسة، بين الأهل والأصدقاء، في العلاقات الاجتماعية، في الجامعة.. المهم كيف نعلمهم السلوك المهذب؟
قبل كل شيء الأهل مدعوون للتصرف بحكمة وتهذيب أمام أبنائهم، وهذه من أهم النقاط التي تجعل الطفل يتشبه بهم فلا نقول مثلاً: الإتيكيت يكون خارج المنزل ولا داعي للتمسك به الآن، ونبرر تصرفات الطفل داخل البيت ثم نعاقبه إذا تصرف بطريقة غير صحيحة بين الناس، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها مع الطفل:
طريقة الكلام
* نعلمه كيف ومتى يقول (شكراً) و (لو سمحت) و (عفواً) و (هل يمكننني فعل كذا؟ ( فهذه عبارات تزرع فيه الاحترام وتعلمه كيف يستأذن أو يطلب شيئاً ما.
* أن ينادي الكبار بكلمات مؤدبة تسبق أسماءهم، ويبدأ هذا الأمر في منزله أولاً بمناداة الأهل بماما وبابا والأقرباء حسب ألقابهم (الخال) و(العم) و(الخالة) و(العمة)... وهكذا يمكننا تعليمهم مناداة الأصدقاء الكبار ب(يا عم فلان) ويا (خالة فلانة) والغرباء الكبار ب(سيد) أو (مدام) ونرى في بعض الأحيان أولاداً ينادون أهلهم بأسمائهم، فكيف إذا سنتمكن من جعلهم يستخدمون الكلمات المؤدبة مع الغرباء؟
* نعلم الطفل عدم مقاطعة حديث الكبار لطلب شيء معين من أمه أو أبيه، وعدم التدخل في حديثهم أو استراق السمع بطريقة وقحة ولو أراد أن يطرح فكرة معينة فليستأذن قبلا ليأخذ الحديث. وفي حالة المقاطعة ننبهه فوراً إلى أننا نتكلم وعليه أن ينتظر ومرة بعد مرة سوف يفهم ويتعلم.
طريقة التصرف
* نعلم الطفل حب المشاركة والتعاون في اللعب فحين يأتي صديقه ليلعب معه نطلب منه مشاركته اللعب وعدم احتكار الألعاب لنفسه، ويمكن للأهل أن يلعبوا معه بأنفسهم.
* يجب تعليم الطفل إلقاء التحية على من هم أكبر منه سناً وأصول المصافحة بطريقة جيدة وليس بسرعة وكأنه يقوم بواجب ويريد الانتهاء منه.
* أن يضع يده على فمه عند السعال وأن يستعمل منديلاً في حالة العطس.
* في الزيارات نعلم ولدنا الإيتيكيت اللازم ليكون محترماً وخفيفاً:
* عدم التنقل في أرجاء منزل من نقوم بزيارتهم.
* عدم لمس التحف والصمديات أوأي قطعة موجودة في منزلهم.
* إذا كان لديهم أولاد من عمره يجلس معهم في المكان الذي يحددونه.
* يكتفي بما يقدم له ولا يطلب شيئاً من ربة المنزل ويسألها الكثير من الأسئلة.
* نعلم الطفل آداب التصرف على مائدة الطعام.
ربما يكون الأمر صعباً في البداية مع الأطفال الصغار لكن يجب ألا يغضبنا هذا الموضوع بل نأخذ وقتنا معهم، المهم ألا نتجاهل تصرفهم السيئ وأن نكرر ملاحظتنا لهم وتعليمهم كلما دعت الحاجة.
من أهم النقاط
التي يجب الانتباه إليها
* نعلمهم كيفية الأكل بالشوكة والسكين أو بالملعقة في البداية.
* قد يحاول الولد أن يلقي الأوساخ في المكان الذي يجلس فيه أو أن يلعب بطعامه، علينا ألا نتجاهل تصرفه ونقول سيتعلم عندما يكبر بل يجب تنبيهه إلى أن تصرفه خطأ ومع مرور الوقت سيتعود أن يكون نظيفاً.
* إذا لوث الطفل يديه وفمه بطريقة مقصودة يجب ألا نضحك له حتى لو كان منظره مضحكاً لأنه سيشعر وكأنه قام بشيء ظريف وبطولي.
* عليه أن يأكل بهدوء وبفم مغلق وعدم وضع كميات كبيرة في فمه.
* من أهم النقاط أن تجتمع العائلة في وقت تناول الطعام (على الأقل مرة واحدة في يوم العمل) وأن يشارك الولد أهله على المائدة، وألا ينهض قبل أن ينتهي الجميع.
نصائح تجعل الولد
يتعلم بسرعة
إذا أردت من أبنك أن ينفذ ما تشرحه له من فن الإتيكيت عليك أن تسبقه بمعاملته بالمثل وهنا ننصحك بعدم التنصت عليه وهو يتحدث مع أصدقائه مباشرة أو عبر الهاتف، ولا تتدخل في أحاديثه ونقاشاته مع رفاقه، وإذا أردت دخول غرفته المقفلة أطرق الباب أولاً وهكذا تمنحه احتراماً وتشعره بشخصه وهو سيبادلك السلوك بالمثل.
* وكلما أردت التكلم بالهاتف أو اتصل بي أحدهم يبدأ ابني بالصراخ لأنه يريد التكلم مع الطرف الآخر، كيف أتصرف وهل يجوز أعطيه السماعة؟
- أغلب الأطفال يتصرفون بهذا الشكل، وإذا كانت من تتكلمين معها صديقة مقربة يمكن إرضاء ابنك عن طريق إعطائه الهاتف ليقول مرحباً وإلى اللقاء، أما إذا كان اتصالاً مع إحدى المعارف أو زميلات العمل يمكنك الاعتذار منها وإخبارها أنك ستتصلين بها لاحقاً في أقرب وقت وليس لائقاً أياً كان المتصل أن تعطي ابنك الهاتف ليتحدث معه لوقت معين إلا إذا كانت رغبة الطرف الآخر وأن يكون من الأصدقاء المقربين.
