تعتبر ندب حب الشباب مشكلة حقيقية تؤرق شريحة لايستهان بها من افراد المجتمع كما قد تتسبب في تأثيرات وانعكاسات نفسية قد تؤثر على العلاقات الإجتماعية والثقة بالنفس. وحيث أن العلاجات الموضعية غير مجدية في علاج حب الشباب فإن العلاج غالباً يكمن في العلاجات التداخلية والتي تشمل صنفرة الجراحة وصنفرة الليزر التقليدية والتقشير الكيميائي العميق.
غير أن هذه الطرق التقليدية المعروفة منذ زمنً تتطلب تنويماً أو تخديراُ عاماً بالإضافة إلى مهارة في التعامل معها فضلاً عن عدم ملائمتها للبشرة الداكنة والمحفوفة دوماً بمخاطر التبقعات والتصبغات الجلدية والمضاعفات الأخرى علاوة على فترة النقاهة والإحمرار الطويلة المرتبطة بها. فأصبحت هذه الخيارات غير جذابة للأطباء والمرضى على حد سواء خصوصاً لدى أصحاب البشرة الداكنة التي أصبح التعامل معها بهذه الطرق محدوداً وضيقا جداً.
* طريقة فريدة وذكية في التعامل مع الجلد أثبتت نجاحها
فكان توفر علاجاً فاعلاً لندب حب الشباب لا يتطلب تنويماً أو تخديراً عاماً ويلائم جميع أنواع البشرة ويتم فيه تفادي تجريح الجلد وتجنب فترة الاحمرار والنقاهة الطويلة حلماً يراود الكثير من خبراء طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر لسنوات طويلة. واليوم وبعد طول انتظار تحول الحلم إلى حقيقة ماثلة نتيجة لما توصل اليه فريق البحث العلمي برئاسة البروفسور روكس اندرسون من جامعة هارفارد الامريكية حيث تمكن البروفسور اندرسون ومساعديه في الفريق البحثي من اكتشاف وتطبيق تقنية جديدة يتم فيها الجمع بين الفاعلية والأمان العالي لعلاج ندب حب الشباب وغيرها من الحالات والتي اطلق عليها " تقنية الفراكسل أو الفراكسل ليزر" FRAXEL . حيث أصبح بالامكان عن طريق هذه التقنية علاج ندب حب الشباب بفاعلية دون الحاجة إلى تنويم أو تخدير عام مع إمكانية ممارسة الحياة بشكل طبيعي ودون الحاجة إلى فترات نقاهة واحمرار طويلة والتي قد تعوق الالتزامات العملية والاجتماعية اليومية. ويتمثل هذا الانجاز العلمي الذي توصل إليه الدكتور اندرسون في تحقيق وتطبيق ما يعرف بمبدأ ال FRACTIONAL PHOTOTHERMOLYSIS . ويتلخص هذا المبدأ الجديد في معالجة الجلد بأعمدة مجهرية حرارية محاطة بنسيج طبيعي يحفز على شفاء وتجديد المناطق المتأثرة بهذه الأعمدة وبهذا يتم تعرض المنطقة المراد علاجها بشكل جزئي لاشعة الفراكسل لتحفيز عملية شفاء وتجديد ينتج عنها إعادة تشكيل لطبقات الجلد دون إحداث جروح في الجلد. ويتطلب العلاج بالفراكسل عدة جلسات تتراوح مابين 4-6 جلسات تحدد بحسب الحالة وطبيعة المشكلة المعالجة وبمعدل جلسة كل شهر. وباستخدام هذا الاسلوب العلاجي الفريد والذكي للتعامل مع الجلد اصبح بالامكان علاج ندب حب الشباب وغيرها من المشاكل الجلدية بنتائج مرضية مع تجنب الأعراض الجانبية والمضاعفات لصنفرة الجراحة وصنفرة الليزر التقليدية وتفادي فترات النقاهة والانقطاع الطويلة المصاحبة لها.
* الفراكسل ريستور تقنية حديثة تجمع الفاعلية والأمان
ونتيجة للدراسات والأبحاث المتلاحقة وانسجاما مع التطور السريع في تقنيات الفر اكسل ظهر مؤخراً الجيل الثاني الحديث لتقنيات الفراكسل والذي يعرف بتقنية الفراكسل ريستور Restoreوالذي يمتاز بالتطور التقني للفراكسل بحيث اصبح بالامكان التحديد وعلى وجه الدقة للعمق والكثافة المطلوبة للعلاج بحسب الحالة وطبيعة المشكلة مع فاعلية إضافية ومستوى آمان عالي وسرعة فى العلاج ومن دون حاجة الى صبغة زرقاء. ولعل من المزايا الخاصة لتقنية الفراكسل والفراكسل ريستور هو ملائمتها للبشرة العربية والبشرة الداكنة فأصبحت بمثابة طوق نجاة لمن يعانون من ندب حب الشباب من ذوي البشرة الداكنة فقد أظهرت اكثر من دراسة حديثة تم نشرها فى المجلة الأمريكية لطب وجراحة الليزر لعام 2007م ملائمة ومناسبة الفراكسل للبشرة الداكنة كما أظهرت الخبرة المتراكمة للعدد الكبير الذى تم معالجته محليا بتقنية الفراكسل من ذوي البشرة الداكنة ملائمة هذه التقنية للبشرة المحلية خاصةً في ظل وجود الممارس الخبير الذى يعي كيفية التعامل مع هذه البشرة وكيفية التعاطي مع معايير وأساليب العلاج الملائمة. يشار إلى ان فاعلية الفراكسل ريستور لاتقتصر على ندب حب الشباب بل تشمل مشاكل جلدية اخرى. فالفراكسل حاصل على شهادة ال FDA الامريكية لعلاج ندب حب الشباب والندب الجراحية والتجاعيد وتجديد البشرة وإعادة تشكيل السطح والتصبغات الجلدية.
ومما يشار إليه أن تقنية الفراكسل هي التقنية الأولى والرائدة لتقنيات الفراكسل والفراكشنال والتي تطبق مبدأ ال FRACTIONAL PHOTOTHERMOLYSIS كما أنها الأوسع خبرة على مستوى العالم والأكثر دراسة وبحثا نتيجة للعدد الكبير للأبحاث والدراسات التى تم تطبيقها ونشرها فى المجلات العلمية المعتبرة دوليا. كما أن نجاح هذة التقنية دفع الكثير من الشركات العالمية المصنعة لمحاكاتها والتى بدات منتجاتها بالظهور مؤخراً.
مما لا شك فيه أن تقنية الفراكسل ريستور وتطبيق مبدأ ال FRACTIONAL PHOTOTHERMOLYSIS يعتبر ثورة علاجية ونقلة نوعية فريدة تستحق الاحترام حيث جمعت بين الفاعلية والأمان حتى لذوي البشرة الداكنة. غير أن هذا يجب ان لا يدع مجالا لإغفال دور وأهمية الممارس الجيد والذي يستوجب دورهً تقييم الحالة ومناقشتها مع المريض للتأكد من مدى ملائمة علاج الفراكسل ريستور وشرح النتائج المتوقعة وتأكيد أهمية الالتزام بتعليمات المعالج. كما أن التعامل مع البشرة المحلية والبشرة الد\كنة يتطلب خبرة وممارسة حقيقية ومعرفة بالمعايير المناسبة حتى يتسنى تحقيق أفضل النتائج مع الحفاظ على مستوى الأمانً العالي.