يلعب الشعر دورا هاما في حياتنا فهو من ابرز ملامح الوجه والتي نلاحظها في الآخرين. كما أن الشعر وعند النساء خاصة هو أول الجوانب التي يحرص على أناقتها قبل الخروج والالتقاء بالآخرين.وعلى هذا فإن أي خلل يصيب الشعر سيؤثر حتما على نفسية المصاب وقد يدفع به للشعور بالنقص وفقدان الثقة خاصة إذا كان المرض حادا وتسبب بفقدان كبير للشعر. يزيد الأمر سوءا عند النساء الشابات حيث أن هناك قيمة جمالية كبرى للشعر مما يجعلها رهينة لأنواع مختلفة من الحالات السلبية الشخصية مما يدفع الكثير منهن تفادي المناسبات وحضور الاجتماعات .
وقد أجرى الباحثون فى إحدى الجامعات استبيانا على شريحة مكونه من 145 مصاب بالتساقط ووجدوا أن 84% من الذين يعانون من فقدان الشعر او الصلع الجزئي منشغلون جدا بهذا الفقد ويعترفون بالشعور باليأس وحساسيتهم لمسالة الصلع . وقد وجد الباحثون أن اولئك الرجال والنساء الذين يعانون من تساقط كميات من شعرهم وهم فى العشرينات من أعمارهم يعانون من نقص حاد فى الثقة بالنفس.
تساقط الشعر الطبيعي
إن رأس الشخص البالغ منا فيه حوالي ما بين 80.000 إلى 120000 شعرة.. و كل شعرة منها لها عمر محدد تنمو في خلاله ثم تشيخ فتسقط (عند اكتمال عمرها) بشكل طبيعي ثم تبدأ شعرة جديدة بالنمو مكان تلك التي سقطت
ومن هنا فإن من الطبيعي أن يسقط عدد من الشعرات يومياً وهذه الشعرات تكون طبيعية إذا بلغ عددها ما بين 50 إلى 100 شعرة . إلا أن هذا العدد قد يكون مرضياً عند بعض الأشخاص يستطيع الطبيب تحديد ذلك بالكشف السريري والتاريخ المرضي واحيانا تحاليل مخبرية محدودة فينبغي الحذر
الصلع الوراثي : يصيب الصلع الوراثي أكثر من 50% من البالغين إلا أنه يصيبهم بدرجات متفاوتة فمنهم من يفقد مقدمة الشعر فقط ومنهم من يفقد شعره بالكلية . وهذه الدرجة تتراوح بين 1 - 7 أنظر الرسم البياني :
ويعتقد الكثير من المصابين بالصلع الوراثي أنه لا يوجد علاج فيسلمون الأمر ولا يطلبون العلاج . كما يوهم بعض المختصين من الأطباء وغيرهم انه لا علاج ناجع والبعض يسوق بشدة أن العلاج الوحيد هو زراعة الشعر . وهذه المعلومة في أغلب الأحيان غير صحيحة . إذ يمكن إيقاف تساقط الشعر بل وإعادة كثير من الشعر المفقود بدون جراحة.
ومما ينبغي التنبيه إليه أن المبادرة بالعلاج أمر أساسي في زيادة فرصة استعادة الشعر المفقود ولذا ينصح كل المصابين بتساقط الشعر باستشارة الطبيب المختص قبل الوصول إلى مرحلة اللاعودة . وهم المرضى الذين يكون الحل الوحيد هو زراعة الشعر . وتعد زراعة الشعر من العمليات الرائدة والناجحة في جميع أنحاء العالم لهذا الصنف من المرضى إذ كان في السابق الأمر ميئوس منه ولذلك اكتسبت هذه العملية رواجا وقبولاً واسعاً لدى المرضى وبالذات لنتائجها الرائعة . وهى من العمليات المأمونة والخالية من التعقيدات بسبب التقدم الذي حصل عليها منذ الخمسينات. وفكرتها تعتمد على أخذ بصيلات الشعر من مناطق تكون فيها البصيلات غزيرة وصحية ولا تكون ملاحظة بعد استئصالها.يتم توزيع هذه البصيلات فى المنطقة المريضة وتترك لتنمو بشكل طبيعي بعد ذلك. وعادة ما يكون نمو الشعر كامل في المنطقة بعد 6 أشهر من العملية لكن هذا النمو قد يكون ملاحظاً بعد شهرين تقريبا من الزراعة.
وسنتكلم في مقال آخر بشكل مفصل عن زراعة الشعر الإيجابيات والسلبيات .
الصلع الوراثي عند النساء :
الكثير من النساء يصبن بالصلع الوراثي إلا أنهن يجهلن ذلك إذا أشارت الدراسات إلى أن أكثر من 40% قد يصبن بالصلع الوراثي والسبب في عدم معرفة إصابتهن بهذا النوع من تساقط الشعر يرجع إلى أمرين :
الأول : أن كثيرا من أطباء الجلدية قد يجهلون ذلك والأمر الآخر أن طبيعة هذا التساقط تختلف عنه عند الرجال
زراعة الشعر :
وعلى الرغم من أن الصلع يثير التوتر والقلق إلا أنه حتما ليس أمراً خطيراً على المصاب فهناك ممن يعانون من الصلع تأقلموا معه بل أعده البعض علامة تميز وذكاء وآخرون استخدموا طرق بسيطة لإخفاءه كارتداء القبعات والحرص على ارتداء الشماغ والغترة في منطقة الخليج مثلا وهناك فئة من المصابين استطاعوا إخفاءه بقصات شعر تناسبهم وتقلل من وضوح المشكلة بالإضافة للعناية بمظهره وملبسه بحيث لا يكون شعره مركز للفت الاهتمام بل أن الصلع في أحيان كثيرة دفع بالمصابين لممارسة الرياضة والمحافظة على الرشاقة حتى تزيد ثقتهم بأنفسهم أكثر ولا يكون تركيز الآخرين على الصلع.
الا ان النجاح الباهر لعمليات زراعة الشعر خلقت افقا جديدا وحقيقي لعلاج الصلع ولعل الصورة توضح المقصود في كون الزراعة احد الحلول الجديرة مع عدم اغفال العلاج الطبي .