|
|
مدننا.. أين جمالها..؟
|
مع كل ما أنفقناه على مدننا..
من مال..
وجهد..
على هذا التوسع غير المسبوقين عليه في العالم..
وكل هذا الامتداد العمراني الذي نراه هنا وقد لا نراه عند غيرنا..
فإن هناك مسحة من الجمال لاتزال مدننا تفتقر إليها..
ولايزال ذلك الفنان المبدع غائباً عن رسم الشخصية الجمالية لها..
***
هناك اجتهادات..
وهناك عمل كبير..
من أجل أن تكون المدينة السعودية في أبهى صورة وأجمل شكل..
وهناك سعي دؤوب..
ورغبة صادقة..
لإبراز مدننا في مظهر أخّاذ وشكل بهي..
ولكن..
هل أدركنا أو أنجزنا ما نتمناه أو بعض ما نتمناه لها..؟
***
الصورة أمامي وكما تراءت أمام ناظري..
محاكاة في التصاميم الخارجية للمباني..
وتقليد في انتقاء الألوان مع سوء في الاختيار..
تشابه في المواد المستخدمة في البناء..
وشبه غياب في الخصوصية أو السمة لهذا المبنى عن ذاك.. ودون تدخل مباشر أو غير مباشر من أمانات المدن لمعالجة هذا الوضع المعوج..
***
أما التشويه الأكثر والأكبر..
والإساءة الواضحة إلى جمال المباني في مدننا..
ونزع مابقي من جمال فيها..
وتفريغها من سحر ما نراه في غيرها..
فهو في هذه الدكاكين العشوائية التي تنتصب بشكل استفزازي على طول واجهاتها..
وهي بهذا لا تسيء إلى شكل المبنى فحسب وإنما إلى أساسيات جمال المدينة..
***
هناك أحياء جميلة في الرياض وبقية مدن المملكة..
حي السفارات بالرياض نموذج لذلك وهناك غيره..
وهناك مبان رائعة في الشكل والتصميم وتناسق الألوان في مدينة الرياض وغيرها أيضاً..
خذوا مبنى المملكة ومبنى الفيصلية وبإمكاني ان أضيف عدداً آخر من المباني الجميلة المماثلة في الرياض وغير الرياض..
لكن من الضروري ان نتذكر ان هناك أحياء عشوائية..
ومباني بلا إبداع..
وهي تسيء إلى الجمال وان كثر في مدننا..
وبالتالي إلى المدينة بكثير من التشويه..
***
مطلوب منا إذاً تخطيط مدننا مستقبلاً بشكل أفضل..
ليس في مبانيها فقط..
ولكن..
في طرقها..
وحدائقها..
وكل شيء يضيف إليها لمسة من جمال..
ومثلما نعتني بمنازلنا من الداخل..
فمن الضروري ان نعطي الاهتمام لمظهرها من الخارج..
لنمنح عيوننا المتعة حين تجوالنا في شوارع المدينة وأحيائها وبين مبانيها..
++
خالد المالك
++
|
|
|
|
من خلال موقع متقدم «سري»
دور فعَّال للطائرات بي2 في الحرب على العراق
كابينة القيادة يبلغ اتساعها ثمانية أقدام وتستوعب مقعدين لطيارين وسريراً متحركاً
|
* إعداد عوض خليفة
تلقى قائدو طائرات الشبح القاذفة بي 2 التي تتكلف الواحدة منها ملياري دولار تعليمات اثناء تحليقهم في الاجواء العراقية حول الاهداف التي سيقومون بقصفها من واضعي خطط المهمة على الارض عن طريق رسائل البريد الاليكتروني التي على شاشات اجهزة الكومبيوتر المحمول التي يحملها الطيارون، يقول الطيارون الذين عادوا من الخليج العربي ان هذه الرسائل كان ذات اهمية حيوية بالنسبة لهم.
لقد تحدث الطيارون عن واحد من جوانب الحرب على العراق كان هاما ولكنه لم يكن مرئيا حيث لم يكن هناك مراسلون مرافقون للقوات على متن الطائرات القاذفة أو حتى في القواعد التي اقلعوا منها ولاتزال وزارة الدفاع الامريكية غير راغبة في الافصاح عن المكان الذي كانت تتمركز فيه هذه الطائرات في الوقت الذي لعبت فيه الطائرات القاذفة طراز ستيلث الشبح التي يساعدها شكلها الجانبي الذي تبدو فيها في نحافة الورقة فضلا عن سطحها الذي تكتنفه درجة عالية من السرية على الاختفاء عن أعين أجهزة الرادار دورا حيويا في هذه الحملة التي تضمنت الاستخدام غير المسبوق للاتصالات السريعة بين الارض والجو.
وجهت هذه الطائرات بعض الضربات الحاسمة في الحرب الجوية من ارتفاعات عالية بعيدا جدا عن الاخطار أو دمار المعركة وكان الكثير من هذه الطائرات قد اقلع من قاعدة نوب توستر بولاية ميسوري الامريكية التي توجد بها حظائر خاصة يتم فيها التحكم في المناخ لحماية اسطحها الخارجية الحساسة وقد ساهمت اربع من إحدى وعشرين طائرة شبح تعمل من مكان ما اقرب الى مسرح الاحداث لأول مرة بنسبة40% من مهام القاذفات «بي2» ويعتقد ان مكان «الموقع المتقدم» هو في جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي. وقد تحدث اثنان من قائدي طائرات بي2 من سرب «بومبر وينج 509» لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن نشر هذه القاذفات في موقع متقدم لمدة خمسة اسابيع وعن المهام القتالية الاربعة دون الافصاح عن المكان الذي كانا يعملان به اثناء القتال ويختصر هذا الموقع المتقدم الطريق الى العراق بمعدل النصف بحيث يصل الى 18 ساعة طيران فقط في الرحلة كلها كما يخفض عدد مرات اعادة التزود بالوقود في الجومن خمس مرات الى مرتين فقط.
يقول الليفتنانت كولونيل جافين كيتشن الذي قاد السرب من الموقع المتقدم: هناك فارق كبير حيث لم يعد الطيارون بحاجة الى غفوة قصيرة وراء مقاعدهم بل اصبح بامكانهم النوم بعد الهبوط على الارض بينما لايزال زملاؤهم الذين اتجهوا الى ميسوري ينتظرون غروبا وشروقا آخرين للشمس.
الليلة الأولى
انطلق الكولونيل كيتشن من موقعه المتقدم بعد ظهر 20 مارس قائدا لمجموعة من ثلاث طائرات بي 2 وفي غضون دقائق انضم اليه في الجو اثنتا عشرة طائرة اخرى من طراز بي 52 الى جانب كل طائرات التموين بالقاعدة وانضمت الى هذه المجموعة الكبيرة من الطائرات مجموعة من طائرات الحراسة وطائرات الحرب الاليكترونية في الوقت الذي كانت تقترب فيه من العراق وهو نفس الشيء الذي فعلته ثلاث طائرات أخرى طراز بي2 اقلعت من ميسوري.
تمثلت مهمة هذه المجموعة في ضرب المطارات الجوية حول بغداد التي وزع فيها العراقيون الطائرات القادرة على اسقاط الاسلحة الكيماوية وتخصيص محطات اذاعية متطورة قادرة على نقل الرسائل التي ساعدت القادة العراقيين على الاتصال بالوحدات في الميدان ومخابئ القيادة والسيطرة التي يختبئ فيها كبار الجنرالات.
رأس الأفعى
يقول الكولونيل كيتشين «كنا نحاول قطع رأس الافعى» ولم تكن الاهداف مفاجئة فقد درست سرية الكولونيل كيتشين على مدى اسابيع اهدافا منتقاة سلفا ووضعت خططا لمهام محتملة فقد كانوا يتوقعون ان يبدأوا هم الحرب الا انه تم في اللحظة الاخيرة توجيه ضربات بمقاتلات ستيلث اف 117وصواريخ كروز لموقع في بغداد ساد اعتقاد ان القادة العراقيين بما فيهم صدام حسين سوف يلتقون به.
لم يكن الكولونيل كيتشين غريبا عن القتال في العراق حيث بدأ عمله بالقوات الجوية بعد انتهائه من الدراسة بالكلية مهندسا في مجال صواريخ جو جو واستطاع ان يحقق حلم طفولته بالتقدم الى مدرسة الطيران وزار عدة مرات متحف الطيران في قاعدة رايت باترسون الجوية اثناء وجوده في دايتون بولاية اوهايو وانتهى به المطاف الى قيادة قاذفة مقاتلة طراز اف 117 من تركيا في مهمة قتالية ضد العراق خلال عملية عاصفة الصحراء الا ان هذه المرة كانت اول مهمة قتالية يقود فيها الطائرة بي 2.
القاذفة بي 2
يقول كيتشين بعد دراسته المسرح العراقي بعناية انه لم يكن عصبيا أبدا اثناء قيادته الطائرة الى العراق بجانب مساعده وعلى النقيض من الطائرة بي 52 التي يبلغ عدد افراد طاقمها خمسة افراد . وبي 1 التي تحتاج الى طاقم من اربعة افراد فان الطائرة بي 2 تحتاج الى طاقم من فردين فقط كما انها تحتاج الى التزود بالوقود مرة واحدة.
يعتبر الطيارون مهمة التزود بالوقود مرهقة من الناحية البدنية مثل خوض المعركة تماما حيث يتعين عليهم الاقتراب بالطائرة لمسافة اقدام قليلة من خزان طائرة التموين اثناء الطيران وبسرعة 300 ميل في الساعة ويتعين على الطيار اثناء هذه العملية التي تشبه باليه في الجو الاقتراب بفوهة الخرطوم الى الذراع الممدود من طائرة التموين.
يقول الكولونيل كيتشين انه فيماعدا عملية الرقص في الهواء فان الطيران الى العراق كان هادئا الى حد ما مشيرا الى انه على النقيض من الطيران من الولايات المتحدة حيث يشاهد الطيارون تمثال الحرية اثناء مرورهم فوق المحيط الاطلنطي فانهم يرون القليل خارج الطائرة اثناء هذه الرحلة (الا انه رفض الافصاح عن الطريق الفعلي الذي سلكه) ان المنظر الوحيد الذي يمكن رؤيته هو طائرة مقاتلة امريكية تطير على ارتفاع اقل.
غفوة طيران
لقد جلس طاقم الطائرة بي 2 في كابينة القيادة التي يبلغ اتساعها ثمانية أقدام أي مثل حجم مكتب كبير وتستوعب مقعدين لطيارين وسريراً متحركاً يمكن للطيار أن يحصل على قسط وجيز من الراحة به «غفوة» خلال ساعات الطيران الطويلة رغم ان الطائرة نفسها ضخمة حيث يمتد طول جناحها البالغ 172 قدما لمسافة نصف ملعب كرة قدم ولكن غرفة القيادة صغيرة وعالية بما يكفي لوقوف الكولونيل كيتشين.
يتناول الطيار أثناء الرحلة عددا من الوجبات السريعة من ضمنها الكرفس والجزر ودجاج محمر وبيض مسلوق وعصائر لإمداد جسمه بالطاقة ولايحتاج أي من الطيارين الى الحصول على غفوة خلال المسافات القصيرة. يقول الكولونيل كيتشين «انه يشبه يوم عمل عادي تقريبا» الا ان الرحلات الطويلة التي تنطلق من ميسوري تجعل من هذه المهام امرا معقدا حيث يتعين على الطيارين ان ينظموا جداولهم الزمنية جيدا قبل الاقلاع لضمان ان يكون واحد منهما مستيقظا بينما يكون الاثنان مستيقظين خلال المراحل الاكثر حساسية من الرحلة وهي: الاقلاع والهبوط وإعادة التزود بالوقود واطلاق الاسلحة.
عندما اقتربا في النهاية من هدفهما بعد ثماني ساعات من الطيران واثناء طيرانهما على ارتفاعات عالية كان بامكانهما رؤية اضواء بغداد وكان بامكانهما رؤية النيران المضادة للطائرات والصواريخ ارضجو التي يطلقها العراقيون من مسافة قريبة ولكنها لم تكن مصوبة نحو طائرة كيتشين وتم اسقاط حمولة الطائرة من القنابل الذكية «جي دي ايه ام» بشكل تلقائي على اربع مجموعات من الاهداف وكان لدى الطيارين الخيار باطلاق اسلحتهما يدويا ولكن كيتشين وكل قائدي طائرات بي 2 الاخرى كانوا يستخدمون خلال الحرب حاسوباً محمولاً يقوم باعادة حساب وقت الاطلاق الصحيح باستمرار ورغم ان الطائرة بي 2 تزن 360 الف رطل الا انها تهتز قليلا في كل مرة تطلق فيها قنبلة زنتها 2000 رطل.
تقييم العمل
تحدد تقديرات الدمار التي تتم فيما بعد مدى اصابة الطائرة بي 2 لاهدافها البالغ عددها 48 هدفا. يقول «كتشين» انه على النقيض من قائدي الهجمات الارضية الذين يطلقون النار مباشرة الى دبابات العدو من ارتفاعات منخفضة الا ان قائدي الطائرات بي 2 لايعرفون تأثير قنابلهم مضيفاً انك لاتحس بما فعلته حقيقة سوى بعد مرور يومين.
هبط كيتشين بعد اكمال المهمة في الموقع المتقدم الذي لم يحدده ولكنه معروف على نطاق واسع باسم دييجو جارسيا وهي محمية بريطانية يسيطر عليها حاليا أفراد عسكريون ومقاولون مدنيون ويزور هذه المنطقة البالغ مساحتها 6270فدانا من الصخور المرجانية قبالة الساحل الهندي جنوب خط الاستواء بسبع درجات عدد قليل من الاجانب ويعد هذا المنظر تحولا من قاعدتهم العادية في نوبنوستر وهي عبارة عن مجموعة من اشارات المرور تربط في المزرعة المحيطة بها طائرة الشبح واسطوانات صواريخ نووية من الاسمنت ويحمل كل موقع اشارة ضوئية في نوب نوستر عليه لافتة تقول «مخصص لطائرات بي 2».
جزيرة رائعة
لم يكن امام هذا الفريق الكثير من الوقت بسبب اندلاع الحرب على العراق للتمتع بالبحيرة الضحلة بالجزيرة ذات الامواج الهائجة التي تضرب شواطئها البالغ طولها 40 ميلا والتي يعيش بها 700 نوع من الحيوانات البحرية من بينها الدلافين وقد وصفها موقع بحري على شبكة الانترنت بانها واحدة من اروع المصائد في العالم.
كانت تقلع كل يوم طائرتان او ثلاث من طراز ستيلث متجهة الى العراق من ممر متاخم لشواطئ الجزيرة وكان من حسن حظ الطيارين ان اتيحت لهم الفرصة للنوم في هذه المباني في مجموعتين من الاسرة بينما كان افراد السرية الآخرون ينامون في اعداد تتراوح بين اربعة الى ستة افراد في خيمة واحدة تفصلها فواصل خشبية رقيقة أو في بعض الحالات ستائر من القماش.
أوقات الفراغ
كان بامكان الافراد ممارسة تمرينات اللياقة البدنية في المراكز المخصصة لذلك أو زيارة احد اندية الضباط أو الخروج لشراء الاحتياجات من متجر صغير وقد كان قائدو الطائرات القاذفة بمن فيهم الكابتن جينيفر ولسون وهي اول امرأة تقود قاذفة من طراز ستيلث في مهمة قتالية يمضون اوقات فراغهم القليلة في اجراء تقييم للدمار الذي ألحقته القنابل من خلال مشاهدة اشرطة فيديو لقناة سي.ان.ان الاخبارية أو قناة فوكس نيوز ولعل اقصى مايستطيع قائدو طائرات بي2 رؤيته اثناء الطيران على ارتفاعات وسرعة عادية هو انزلاق القنابل من خلال السحب ولكنهم لايستطيعون التعرف على الانفجارات التي احدثتها قنابلهم الا بعد مشاهدة الاخبار.
يقول كيتشين ان حالته واسرته كانت في وضع افضل وهم بعيدون عن بعضهم البعض مشيرا الى انه عندما تكون في مهمة في قاعدة متقدمة فانه لايوجد هناك شيء ينتزعك من مهمتك الاساسية لقد اتاح له الانفصال عن الاسرة التركيز فقط على العمل بينما لم تشغل زوجته بالها لمعرفة الليالي التي يمضيها زوجها في الطيران بعيدا عن اسرته للقيام بمهام قتالية وتعمد كيتشين عدم تمرير أي معلومات الى الازواج عن مواعيد الطيران. ومن حسن حظ الطيارين كما يقول كيتشين ان الكثيرين منهم وصلوا قبل اسبوع واحد فقط من بدء القتال وكان يتعين على زملائهم الذين يقودون طائرات بي 52 وهي القاذفات الاستراتيجية القديمة التي وصل متوسط عملها في الجو اربعين أوقات الفراغ
كان بامكان الافراد ممارسة تمرينات اللياقة البدنية في المراكز المخصصة لذلك أو زيارة احد اندية الضباط أو الخروج لشراء الاحتياجات من متجر صغير وقد كان قائدو الطائرات القاذفة بمن فيهم الكابتن جينيفر ولسون وهي اول امرأة تقود قاذفة من طراز ستيلث في مهمة قتالية يمضون اوقات فراغهم القليلة في اجراء تقييم للدمار الذي ألحقته القنابل من خلال مشاهدة اشرطة فيديو لقناة سي.ان.ان الاخبارية أو قناة فوكس نيوز ولعل اقصى مايستطيع قائدو طائرات بي2 رؤيته اثناء الطيران على ارتفاعات وسرعة عادية هو انزلاق القنابل من خلال السحب ولكنهم لايستطيعون التعرف على الانفجارات التي احدثتها قنابلهم الا بعد مشاهدة الاخبار.
يقول كيتشين ان حالته واسرته كانت في وضع افضل وهم بعيدون عن بعضهم البعض مشيرا الى انه عندما تكون في مهمة في قاعدة متقدمة فانه لايوجد هناك شيء ينتزعك من مهمتك الاساسية لقد اتاح له الانفصال عن الاسرة التركيز فقط على العمل بينما لم تشغل زوجته بالها لمعرفة الليالي التي يمضيها زوجها في الطيران بعيدا عن اسرته للقيام بمهام قتالية وتعمد كيتشين عدم تمرير أي معلومات الى الازواج عن مواعيد الطيران. ومن حسن حظ الطيارين كما يقول كيتشين ان الكثيرين منهم وصلوا قبل اسبوع واحد فقط من بدء القتال وكان يتعين على زملائهم الذين يقودون طائرات بي 52 وهي القاذفات الاستراتيجية القديمة التي وصل متوسط عملها في الجو اربعين عاما الانتظار اسابيع في دييجو جارسيا قبل بدء الحرب.
تتم اعمال صيانة طائرات بي 2 في صالات اقيمت خصيصا لها بما يمكن عمال الميكانيكا التابعين للقوات الجوية من العمل على الاسطح الخارجية للطائرات دون التأثر بدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة خارج الصالات وتستطيع الصالات ان تستوعب في أي وقت طائرتين من الطائرات الاربع مع وجود طائرتين اخريين على الممر.
يقول كيتشين ان اداء هذه الطائرة لمهامها «فاق التوقعات» ان وجود اعطال فنية قليلة كان يعني ان عدد الطائرات المتاح للقيام بالمهام فاق توقعات واضعي خطط القوات الجوية.
رحلة العودة
كان الميجور ريدمان بالقوات الجوية قد نشأ وهو يصغي الى جده الذي كان يحكي له قصصا عن التأثير المدمر للقصف الاستراتيجي الالماني لمنطقة بريستولب انجلترا اثناء الحرب العالمية الثانية ومرت الايام وقاد ريدمان في الليلة الأخيرة من حملة قاذفات ستيلث على العراق عملية كبيرة بالقاذفات الامريكية ضد اهداف بالقرب من بغداد.
تمكن ريدمان باعتباره خريج احدى اكاديميات القوات الجوية ومتطوعا في الرابعة عشرة من عمره في القوات الجوية من قيادة طائرات بي 52 وبي 1 قبل التخرج وقيادة القاذفة بي 2. لقد كانت تلك ثاني مهمة قتالية يقوم بها ريدمان وكانت الاولى في الليلة الثانية من الحرب وكان ريدمان مسؤولا عن قاذفات بي 52. اي ايه 6 بي ايه. اف16 سي.جي.
أهداف عتيقة
تمكن ريدمان من الاتصال بطائرات اواكس وجمبو مستعينا برادار مخصص لذلك بالطائرة يتحكم في اشارات المرور للطائرات في الجو فضلا عن موجهي حركة القوات الجوية على الارض الذين يقومون بتوجيه القاذفات الى اهدافها وكان ريدمان مسؤولا أيضاً عن التأكد من ان هذه القاذفات تحظى بغطاء مناسب وكاف الى جانب عدم وجود طائرات اخرى بالقرب من الهدف المقصود ومع تقدم القوات البرية بسرعة نحو بغداد علم ريدمان قبل الاقلاع ان اهدافه اصبحت عتيقة وشعر بالقلق ازاء ضرب قوات صديقة أو مدنيين وكانت السماء خالية تماما من أي نيران عراقية مضادة للطائرات في الوقت الذي كانوا يقتربون فيه من بغداد.
كانت قوات التحالف قد احتلت نصف المدينة بحلول ذلك الوقت وتلقت قاذفات بي 2 قبل 30 45 دقيقة من وصولها الى وجهتها تعليمات جديدة : استعدوا لضرب مطار بالقرب من بغداد وهنا يقول ريدمان «كان ذلك امرا مروعا بالنسبة لنا» حيث لم يكن لديهم اى صورعن الهدف الجديد وكان عليهم ان يتأكدوا من اختيار الهدف وحدثت المفأجاة وهم يطيرون على بعد اربعين ميلا أي أربع او خمس دقائق طيران من الهدف عندما تلقوا أوامر جديدة مرة اخرى: توقفوا وعودوا الى ميسوري.
كانت القوات الامريكية تتحرك بسرعة من اجل إلقاء القنابل بأمان. لقد انتهت اذن معركة بي 2 يقول ريدمان كان الامر بمثابة خذلان لنا الى حد ما .. ليس بسبب اننا لم ننسف شيئا ما بل بسبب الجهد الكبير الذي بذلناه في الإعداد لهذه المهمة لقد قامت طائرات بي 2 بالطيران معا تفصل الواحدة عن الاخرى اميال قليلة بصورة مكنت الطيارين من رؤية بعضهم البعض من نوافذ كبائن القيادة وراح ريدمان في غفوة مرتين كانت اطولها لمدة ساعة ونصف الساعة وامضى بقية الوقت في القيام باعمال كتابية وفي الوقت الذي اقتربوا فيه من القاعدة الجوية الامريكية «اف ايه ايه» رحب مسؤولو الحركة الجوية بهم في وطنهم ويتذكر ريدمان ذلك قائلا رحلة آمنة مع قليل من النوم.
لم شمل الأسرة
وصل الطيارون الى وايتمان في 8 ابريل نيسان بعد رحلة شهدوا خلالها شروق الشمس طول الطريق الذي اتسم بسماء باردة ملبدة بالغيوم الا ان الاستقبال على الارض كان اكثر دفئا وكانت زوجة ريدمان وطفلاه بانتظاره في خارج مبنى السرية بالقاعدة العسكرية وكان ابنه الاكبر يعتقد ان والده عائد من لاس فيجاس الا ان ريدمان ابلغه انه كان في نيفادا التي يذهب اليها مرة كل عام للتدريب وكان ابنه الاصغر سعيدا لرؤيته بينما القت زوجته نظرة على بدلة الطيران التي كان يرتديها وعلمت انه قام برحلة التفافية فوق العراق في طريق عودته الى الوطن.
عاد كيتشين الى الوطن بعد اسبوعين على متن طائرة تجارية مؤجرة الى كنساس سيتي عبر البحرين ولندن وكانت زوجته بانتظاره في مطار كنساس سيتي وكانت المضيفات والطيار في غاية الكرم والرقة معه ومع ذلك يقول كيتشين انه كان يتمنى العودة الى الوطن على متن طائرته مضيفا من الافضل ان تقود طائرتك بنفسك الى مطارك.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
