|
وبعد ثلثي عام..!
|
هذه المجلة..
وهي توشك على بلوغ ثمانية أشهر من سنتها الأولى..
من عمر طويل إن شاء الله..
ومن نجاحات مستقبلية تعطي المزيد من الرضا عنها..
هل يكون من تكرار القول أن نتحدث عنها..
وان نقول فيها ولها ما يعْرفه القراء..
وأن نستعيد ما عبّر القراء كتابة عن رأيهم فيها..
اعتزازاً بما مضى من شهور من عمرها..
***
لقد اعتدنا أن نبوح بما نعتقد أن إعلام الناس به صحيح..
وأن ترديده يؤصل النجاحات ويضيف اليها..
ومع إطلالة «مجلة الجزيرة» على الثلث الاخير من عامها الأول ..
وتوديعها لثمانية شهور قبل الاحتفاء في ذكرى مرور عام على يوم ميلادها..
كانت هذه الكلمة..
***
ومع هذه الشهور وقد مضت من سنتها الأولى بكثير من التميز والتفرد بشهادة الجميع..
لابد من وقفة..
ومن لحظات تأمل..
لمراجعة خطوات مسيرتها..
بحثاً عن جواهر جديدة..
نضيفها الى هذا الاصدار..
***
هاهي مجلة الجزيرة سنة أولى تستعد بعد أربعة أشهر لأن تلوح لكم بوداع جميل..
يعترف للقراء بالفضل..
وبالدور الأكبر في نجاحها..
دون أن تغمط الزملاء أسرة تحريرها حقهم في هذا الجهد الصحفي الكبير..
وهذا العمل المهني غير المسبوق..
وبأمل أن نرى مجلة الجزيرة بعد أربعة أشهر في سنة ثانية أكثر بهاءً وجمالاً..
***
قراءنا الأعزاء:
مجلة الجزيرة، منكم ولكم..
وصحيفة الجزيرة تكفيك..
خالد المالك
|
|
|
أسرار المرض الغامض حرب جديدة تخنق العالم «سارس» يشل حركة الجو ويضرب السياحة
|
في الوقت الذي تملك فيه الدول الآسيوية ثورة تكنولوجية هائلة وتشهد تقدما متسارعا تأتي إصابتها بمرض السارس كحجر عثرة لا يستهان به في طريقها نحو هذه الطفرة.. العالم باكمله وقف عاجزا عن تحديد سبب المرض ولايملك إلا أن يقف في انتظار الاكتشافات العلمية وما يمكن أن تقدمه الأبحاث من علاج لحالة الشلل التام التي تصيب تلك الدول وتزداد يوما بعد يوم وليس الأمر أسوأ من إدراج اسم الدولة الكندية من بين الدول المحظور السفر إليها محولة اياها من بلد سياحي يحصد جوائز التميز السياحي كما تحصل مدنه على ألقاب أجمل المدن في العالم وما إلى ذلك إلى بلد يخيم عليه شبح الموت ويعزف عنه المسافرون سواء من السائحين أو رجال الأعمال.
وفي تعليق لوزير المالية الكندي قال: «لا شك أن هذا الفيروس القاتل سيؤثر على الاقتصاد الكندي ولكن التحرك سريعا لإلغاء توصية منظمة الصحة العالمية بتفادي السفر إلى تورونتو يمكن أن يحد من هذا التأثير».
وأضاف: ليس هناك قلق بشأن حقيقة أن السارس أثر سلبيا على الدولار الكندي ودفعه للانخفاض عن أعلى مستوياته في الثلاث السنوات الماضية التي بلغها الأسبوع الماضي. ولست منزعجا بشكل خاص ولا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير دائم ولكن من المؤكد أنه سيكون هناك تأثير قصير الأجل».
المحنة الجوية
وفي هذه الاثناء فقد تراجعت أعداد الركاب على طائرات الخطوط الجوية الكندية (إير كندا) وهي من أكبر مستخدمي مطار بيرسون في تورونتو حتى إن الشركة تدرس نقل بعض رحلاتها إلى مراكز أخرى. وقال الوزير«أعتقد أنه سيكون هناك تأثيرعلى الاقتصاد». لكنه وبالرغم من ذلك أعرب عن اقتناعه بأن هذه المحنة لن تستمرطويلا والحقيقة أن ذلك المرض قد أثر على اقتصاد العالم ككل لما تلعبه هذه البلاد من دور كبير في الاقتصاد العالمي في مختلف قطاعاته. ولعل أشهر القطاعات التي لحق بها الضرر كان قطاع السياحة والسفريات حيث لم يعد رجال الأعمال يسافرون إلى تلك البلدان الموبوءة الأمر الذي أدى إلى إلغاء الكثير من الرحلات المسافرةإ لى دول القارة الآسيوية.
وتواجه شركات الطيران العالمية أزمة كبيرة نتيجة لمرض الالتهاب الرئوي الحاد وهو ما يحتم عليها اتخاذ إجراءات صارمة بقصد تخفيض الآثار المترتبة على هذا الوباء الذي انتشر في العديد من دول العالم كما أكد خبراء الاقتصاد أن هذه الضربة الجديدة سوف تؤثر على سوق السياحة وعلى الشركات السياحية في حين أنها تعاني من قبل من اضرار أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويقدر أن تصل الخسارة التي تلحق بشركات الطيران العالمية إلى ثمانية مليارات دولار في العام الجاري خاصة بعد اضطرار الكثير من الشركات العالمية لتخفيض رحلاتها إلى الصين حيث بدأ انتشار المرض هناك.
طوارئ جوية
ونتج عن هذا المرض تخفيض شركة الطيران الهولندية (KLM) رابع أكبر شركة طيران في أوروبا رحلاتها المتجهة إلى شرق آسيا بما فيها بكين وهونغ كونغ بسبب انخفاض الطلب على السفر إثر تفشي المرض.. كما قررت شركة طيران فيتنام تقليص الرحلات المتجهة نحو هونغ كونغ. وألغت شركة طيران كاثي باسيفيك نحو 45% من رحلاتها الجوية. كما خفضت الخطوط الجوية السنغافورية خدماتها بنحو الخمس وأجلت شراء طائرات كانت تخطط لشرائها. وعلقت شركة بولكوفو الروسية رحلاتها الجوية المتجهة إلى الصين حتى منتصف يونيو المقبل. أما الولايات المتحدة فقد عملت كل من الحرب على العراق وانتشار المرض على تقويض التعويضات التي كان الطيران الأميركي أوشك على تحقيقها بعد الخسائرالتي مني بها إثر أحداث 11 سبتمبر. فكبرى شركات الطيران العالمية أميركا إيرلاينز أعلنت أن خسائرها عن الربع الأول من هذا العام ستتجاوز المليار دولار مما يجعلها مهددة بالإفلاس.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» كيثيف دوبي إن «قطاع الطيران في آسيا يمر بأزمة تعد الأكبر في تاريخه». والحقيقة أن هذه الشركة بالتحديد قد تأثرت دون غيرها بهذه المأساة مما دفع القائمين عليها إلى تخفيض رواتب موظفيها والمزايا الممنوحة لهم بمقدار 660 مليون دولار سنويا. في محاولة لإنقاذ أكبر شركة طيران في العالم من الإفلاس.
ومن جهتها أعربت هيئة الأمم المتحدة عن أسفها من معاناة هذه الدول خاصة في آسيا.لاسيما وان هذه القارة تعاني من عوامل كثيرة أثرت عليها اقتصاديا ومن أهمها الحرب الأمريكية على العراق ومرض السارس الذي بدأ في الصين وانتشرإلى الكثير من دول العالم. الأمم المتحدة قالت: «إن الحرب على العراق ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارس» والتوتر في شبه الجزيرة الكورية سيخفض معدل النمو الاقتصادي في آسيا بنحو نصف نقطة مئوية هذا العام».
وقالت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي التابعة للأمم المتحدة إنها خفضت تقديرات النمو للمنطقة إلى 5% مقارنة مع 5 ،4% في نوفمبر بسبب انخفاض نشاط المستثمرين وتراجع حركة السياحة بسبب انتشار المرض. وهذه الأرقام مبنية على أساس تقديرات صندوق النقد الدولي وحكومات المنطقة. وقال كيم هاك سو الأمين العام للجنة في مؤتمر صحفي «الحرب نفسها لن تتسبب في أضرار كبيرة لأن سعر النفط استقر لكن الغموض الذي اكتنفها حتى مارس أضر بالاقتصاد بسبب التردد الكبير من جانب المستثمرين والمستهلكين». وأضاف: الآن لدينا سارس وليس بوسعنا أن نحدد على وجه الدقة مدى الضرر الذي سيتسبب فيه. وسيؤثر بشدة في الدول التي تعتمد على السياحة أكثر من غيرها. واعتقد أن التراجع المتوقع في السفر من أجل الأعمال سيكون له أثر على المنطقة كلها. كما ان الرأي الداعي للتفاؤل يقول إن سارس موسمي وسيتم احتواؤه بحلول يونيو.
توتر المستثمرين
وقال راج كومار أحد محرري التقرير إن التوتر في شبه الجزيرة الكورية كان عاملا رئيسيا في توتر المستثمرين في المنطقة. وقال كيم هاك سو إن من المتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي في الصين هذا العام 7 ،5% مقارنة بتقدير سابق بنسبة 7 ،7%. كما أنه من المتوقع أن ينخفض النمو الاقتصادي في هونغ كونغ إلى 2 ،4% من 2 ،5% في حين يتراجع في سنغافورة إلى 3% من 4 ،2%. من ناحية أخرى تنبأت منظمة التجارة العالمية لبعض الشركات الصمود في وجه هذه المصاعب ولكن المنظمة حذرت من أن هذا النمو الطفيف الذي يمكن لبعض الشركات تحقيقه يلفه الغموض بسبب آثار الحرب على العراق ومرض الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» وقتامة الاقتصاد العالمي.
وكان النمو التجاري السريع على مدى العقود الماضية القوة الدافعة وراء توفيروظائف العمل وزيادة حجم الاقتصاد العالمي ككل لكن التقرير قال إن ثمة مؤشرات مبدئية توحي بأن نمو التجارة السلعية ستنمو بأقل من 3% هذا العام. بعد أن سجلت نموا ضعيفا قدره 2 ،5% في العام الماضي وانكماشا في عام 2001. وساعد الطلب القوي في الولايات المتحدة والاقتصاديات الكبرى في آسيا على نمو التجارة في العام الماضي. إلا أن أداء أوروبا وأميركا اللاتينية ظل بطيئا.
وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية سوباتشاي بانيتشباكدي إن الأرقام تعكس شكوكا متنامية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في العالم قد تتحول إلى عدم استقرار. أما من ناحية الوضع في إندونيسيا إحدى الدول المتضررة من المرض فقد سدد لها المرض ضربة قاسية في قطاعات السياحة والطيران أيضا.
وقال مسؤولون بوكالات سياحة وسفر إن صناعة السياحة في إندونيسيا التي ما زالت تتعافى من آثار تفجيرات جزيرة بالي تواجه أزمة جديدة مع انتشار المرض الرئوي في دول مجاورة. وقال دون بيرش الذي يرأس أباكوس إنترناشيونال إحدى وكالات السياحة والسفرالرئيسية في آسيا إن بالي أحد أكثر المنتجعات السياحية شهرة في العالم بدأت تنتعش بعد حادث التفجير بفضل برامج سياحية منخفضة الأسعار وحملات دعائية.
وأضاف في مؤتمر سياحي إقليمي في بالي: «بمجرد أن تؤكد صناعة السياحة في بالي للعالم توفر الأمن في الجزيرة وأن تحذيرات الحكومات رفعت سيعود السياح». لكنه قال إن بالي تواجه مشكلة أخرى هي مرض سارز الذي بدأ من جنوب الصين وهو ينتشر حاليا في مختلف أرجاء العالم حيث أصاب نحو 4000 شخص وقتل 230 آخرين. ورغم أنه لا توجد حتى الآن تقارير رسمية بإصابات مؤكدة في بالي فإن منتجعات سياحية أخرى كسنغافورة وهونغ كونغ وقعت بها إصابات بالمرض مما دفع سياحا غربيين إلى الابتعاد عن المنطقة بما فيها بالي التي يؤمها السياح من مختلف أرجاء العالم للاستمتاع بشواطئها الرملية البيضاء وبراكينها الشاهقة وغاباتها الكثيفة. لكن هذا الإقبال الكبير على المنتجع كان قبل حادث تفجير ناد ليلي بالجزيرة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الذي سقط فيه 202 من القتلى أغلبهم أجانب. ويعتمد 70% من سكان بالي على السياحة التي تدر على إندونيسيا خمسة مليارات دولار سنويا نصيب بالي منها 35%. وتحدثت جوليتا شاندرا مديرة التسويق بفندق نوسا دوا بيتش الفاخر بالجزيرة عن الأزمة الجديدة قائلة «إنها ما زالت مشكلة كبرى أكثر من أي شيء آخر. وإذا لم تحل المشكلة فإن الوضع سيستمر كئيبا».وقبل وباء سارز بدأت السياحة في بالي تنتعش بخطى سريعة بعد حادث التفجير الذي سبب هبوطا ضخما في معدلات الإشغال بالفنادق.
وفي المؤتمر السياحي قال مسؤولو هذه الصناعة إنهم سيحاولون محاربة تأثيرالإرهاب وسارز على السياحة بالصدق في ذكر المشاكل التي قد تواجه الزوار وفي الوقت نفسه بالتأكيد على التقدم في إحلال الأمن وإجراءات الوقاية من المرض. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك شركات كبرى أعلنت عن عدم تأثرها بأي من هذه الكوارث على اقتصادها وأنها تعزم على الاستمرار رغم هذه الصعوبات، من هذه الشركات شركة كاثي باسيفيك للطيران والتي أعلنت أنها ليس لديها خطط حاليا أو مستقبلا لوقف رحلاتها. وأضافت الشركة أنها لمواجهة هذه الأوضاع عمدت إلى إعادة النظرفي خطط توسعها. وقللت من حجم نفقاتها واتخذت إجراءات أخرى تمثلت في تجميد مخصصات الدعاية.
وكانت شركة كاثي باسيفيك للطيران ومقرها هونغ كونغ قد قالت إنها تبحث وقف جميع رحلات نقل الركاب في مايو نظرا للانخفاض الحاد في أعداد الركاب بسبب انتشار نوع غامض من الالتهاب الرئوي والحرب في العراق. ويعتقد الاقتصاديون ان الصين وكوريا الجنوبية يمكن أن تعانيا من خسائر سياحية وفي مبيعات التجزئة والإنتاج قد تبلغ 2 بليون دولار لكلا منهما بسبب سارس.
ومن المقرر أن تبلغ خسائر اليابان وهونج كونج اكثر من 1 بليون دولار لكلا منهما. بينما يمكن لتايوان وسنغافورة أن تتكبدا نفس القدر من الخسائر. والأسوأ من ذلك انه لا يمكن التنبوء إلى أي مدى يمكن أن تسوء الحالة. فكلما زاد عدد الضحايا كلما كانت هناك فرصة اكبر لتفشي سارس بينما قد تكون هناك إصابات في الصين اكثربكثير من التوقعات.
الدول الموبوءة
تعتبر الولايات المتحدة محظوظة إلى حد كبير. فقد مضت حوالي ستة أشهر منذ اندلاع «سارس» واكثر من ستة أسابيع على تفشي هذا المرض في موطنه بجنوب الصين ليضع العالم في حالة من التأهب. ومع إصابة اكثر من 4800 حالة في ما لا يقل عن 26 دولة بهذا المرض الذي هز الأسواق الآسيوية وأصاب تجارة السياحة بالمنطقة بكاملها بالكساد. مع شبه إفلاس لشركات الطيران وانتشار الذعر في بعض من أكبر دول العالم إلا إنه لم يؤثر على الولايات المتحدة. ففي بكين تم إغلاق المستشفيات والمدارس فيما وضع آلاف من الناس تحت الحظر الصحي وانطلقت إشاعات في العاصمة بقرب فرض القانون العسكري بالبلاد. ولكن في الولايات المتحدة يعتقد أن حوالي40 شخصا فقط أصيبوا بفيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد أو «سارس». ولا يبدو أن عدد الحالات في ازدياد والشيء الذي يدعو إلى مزيد من الاطمئنان هو انه حتى الاسبوع الماضي لم يتم الإعلان عن وفاة أي حالة من تلك الحالات. ولكن إذا كان الأمريكيون يعتقدون انهم أفلتوا من هجوم هذا المرض الفتاك. يتعين عليهم أن يعيدوا حساباتهم. وذلك لأنه مع ظهور الحقائق المتعلقة بالمرض بشكل تدريجي بسبب التغطية الحكومية على تلك المعلومات في موطن اندلاع هذا الوباء. يتضح الآن أن ما تمر به قارة آسيا يهدد العالم بأكمله. فمنذ فترة طويلة أعلن المتخصصون في الأمراض الوبائية عن خشيتهم من تفشي مرض معدٍ وفتاك يمكن أن ينتشر بسرعة حول العالم وقد جاء «سارس» ليؤكد تلك المخاوف.
فالميكروبات يمكن أن تنطلق إلى أي بقعة من العالم مثلها مثل الطائرات ولذلك فإن هناك احتمال كبير للغاية أن هذا المرض لم يظهر شراسته بالكامل بعد. وفي هذا الخصوص تقول الدكتورة جولي جيربردينج وهي مديرة مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض «لا نعرف السبب بأننا محظوظون حتى الآن. ولكننا لن نجازف». وعلاوة على ذلك لاينبغي على الأمريكان أن يعتمدوا تماما على نظامهم الصحي المتطور لحمايتهم. فقد تكون الصين متأخرة نسبيا ولكن بالنسبة لهونج كونج التي تتمتع بنظام طبي حديث نجد أنها عانت تقريبا من نفس عدد الوفيات التي تم الإعلان عنها في بقية أجزاء الصين مجتمعة وعلى بعد عدة ساعات فقط بالسيارة من بفالو نيويورك أو ديترويت مقابل الحدود الكندية. نجد هناك مدينة غربية كانت قد اعتقدت أنها فعلت كل شيء ممكن للتحكم في تفشي هذا المرض ولكن الأمر خرج عن سيطرتها وبينما اعتقدت تورنتو أن هذا الوباء يتلاشى وصل عدد الحالات إلى 20 حالة وفاة. وأصبحت بذلك أول مكان خارج قارة آسيا يتم وضعه على قائمة الدول غيرالمسموح بزيارتها. تلك القائمة التي قامت منظمة الصحة العالمية بإصدارها مما يعتبر إهانة علنية أصابت الكنديين بالإحباط.
أمراض فيروسية
وبالرغم من الشهرة الواسعة التي حظي بها المرض منذ انتشاره إلا أن هناك أمراضا أخرى قد تفوقه شهرة من حيث عدد الوفيات والتأثير السلبي على المجتمعات وإذا نظرنا إلى حصيلة الوفيات بفعل الأمراض الأخرى في العالم خلال السنوات الماضية فسوف نجد أن سارس يأتي آخر القائمة من حيث عدد الوفيات أو التأثير السلبي بشكل عام فإن معدل الوفيات بالمرض بالعالم يعتبر ضئيلا مقارنة بثلاثة ملايين شخص توفوا بسبب مرض الإيدز العام الماضي. كما أن نسبة إجمالي معدل الوفيات الناتجة عن هذا الوباء تشكل حوالي 6% من حالات الإصابة مما يعتبر أقل بكثيرمن معدل الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز. الايبولا أو الملاريا. تلك الأمراض التي عانى منها الكثير من الشعوب في القرن الماضي. ومما يذكر أن معدل الوفاة بسبب وباء الأنفلونزا الأسبانية في عام 1918 19 كان اقل من 3%. ولكن الكثير من الأشخاص أصيبوا به مما أدى إلى القضاء على اكثر من 20 مليون شخص خلال 18 شهر فقط بينما كانت الإضرار والخسائر المادية في وضع لا يرثى له. ولكن ذلك لا يعني التهاون بالمرض فبينما يأتي هذا المرض أقل فتكا من الأمراض السابقة إلا أنه لا يزال في بدايته على أية حال. وإذا استمر هذا المرض في الانتشار بهذا الشكل فإن معدلاته سوف تفوق كافة الأمراض المستعصية التي عرفتها البشرية على مر السنوات الماضية.
السارس ... والإرهاب!
منذ بداية هذا القرن والعالم يعيش شبح الأسلحة البيولوجية والهجمات الإرهابية ما بين محاربين لها وبين معانين منها والحقيقة أن الثورة العلمية والتطورالعلمي والبحثي هما المسؤولان عن هذه القضايا. وهذا ما يجبر بعض الحكومات على الإقدام على منع ظهور الأبحاث العلمية الحساسة ونشرها حفاظا على أمنها القومي. وربما هناك من بين الحكومات من يحتضن هذه الأبحاث والابتكارات من أجل الحصول على وسائل جديدة لتحقيق أهدافها السياسية أو خدمة مصالحها أيا كان نوع هذه المصالح. وفي هذا السياق يطالعنا منذ فترة غير بعيدة مرض فيروسي جديد خرج إلينا من جنوب شرق آسيا وانتشر بسرعة ربما تواكب سرعة هذا العصر. هذا المرض هو مرض الالتهاب الرئوي الحاد المزمن أو ما يسمى (SARS). فبينما كانت قوات التحالف تطلق قذائفها في العراق كانت هناك قنابل من نوع آخر تسافر عبر القارات تحملها عبوات بشرية هي المسافرين لتنفجر في البلاد التي تستقبلهم. وبينما يطل شبح الموت على العالم الآن بهذا القناع الجديد سارس.
هناك من يعتقد فعلا أن هذا المرض ليس إلا مؤامرة أمريكية لجذب انتباه العالم بعيداً عما حدث ومازال يحدث في العراق. وساعد في انتشار هذه الفكرة تلك المناقشات التي تفيد بأن طبيعة المرض لا تتعدى كونها نوعا من أنواع السل المتعارف عليها في جميع دول العالم كما يصف الكثير من العلماء ذلك المرض بأنه إرهاب طبي قامت بتدعيمها لوسائل الإعلامية الغربية وذلك بهدف المحافظة على المصالح المالية والسياسية في المنطقة. حيث أن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذا المرض تجعل من الولايات المتحدة القوة الأكبر في المنطقة خاصة بعد أن تمكنت من تثبيت أقدامها في المنطقة والحقيقة أن العجز الذي أصاب الكثير من الشركات الآسيوية المختلفة والخسائر المادية الكبيرة يشير بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وسعيها إلى تحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة بل والأكثر من ذلك أن هناك من يتهم الولايات المتحدة بتدبير هذه المؤامرة والمتمثلة في المرض لمعاقبة تلك الدول التي كانت تختلف معها حول مسألة الحرب والقضية العراقية بالإضافة إلى تعزيز قوتها في المنطقة اقتصاديا وذلك بإزالة جميع القوى التي يمكن أن تضاهيها.
ولننظر للأحداث التي سبقت ظهور أول حالات من الإصابة بوباء «سارس» حيث تسابق الأمريكيون إلى منطقة المحيط الهادي للسيطرة على العنف المتصاعد بشبه الجزيرة الكورية بينما نجد أن الصين الشيوعية التي تعتبر الشريك التجاري المفضل لأمريكا قد تحالفت مع عدة أعداء لأمريكا بما فيهم أولئك الذين يقال انهم يمتلكون أسلحة دمار شامل مثل العراق أيمكن أن يكون ذلك بمحض الصدفة؟ غير محتمل عندما ننظر إلى الصورة السياسية الكبيرة التي تشمل جدول الأعمال الانجلو أمريكي و«النزاعات غير العسكرية» التي يتم إيقادها.
نظرية المؤامرة
فلنأخذ في الاعتبار حقيقة أن الوسائل الإعلامية يتم التأثير عليها بشكل كبير. إذا لم تكن واقعة تحت السيطرة الكاملة لشركات متعددة الجنسيات تقوم بحماية وتدعيم مصالح عدد صغير نسبيا من الصناعيين العالميين كما يجب أن نتذكر أيضا أن تركيز مزودي الأخبار في أي يوم أو ساعة معينة ينتج عن توجهات وكالات المخابرات وذلك وفقا لمصادر موثوق بها شاملة عدداً هائلاً من المسؤولين الإخباريين المتقاعدين وموظفي المخابرات والأمثلة على ذلك كثيرة وتتعلق بالتصريحات الأمريكية والتي قد تمر بدون أن يفكر بها الشخص إلى أن تبدأ الأحداث في الظهور على سطح الأحداث حيث يبدأ الشخص في الربط بين الأحداث وتفسير تلك التصريحات إنها ما يسمى بنظرية المؤامرة والتي يعمل بها كثير من الأنظمة في عالمنا فمثلا: لماذا قام المسؤولون الأمريكيون العسكريون بنشر دعاية أن أكبر خطر يواجه أمريكا هو الأسلحة البيولوجية التي تقع في أيدي الإرهابيين؟ أليس هذا شكلاً من أشكال الخيانة العظمى ضد الولايات المتحدة أن يتم نقل هذه المعلومات الحساسة إلى الأعداء المحتملين من خلال الصحافة والإعلام؟ ماذا حدث لكي يتم السماح لهوليود للقيام بإنتاج فيلم «سقوط الصقر الأسود» لكي يقوم صدام حسين وجيشه وقادة المخابرات لديه باستخدامه لتثقيف وتشجيع قواته؟ لماذا تم إطلاق اسم «الأنفلونزا الأسبانية» على فيروس «الأنفلونزا الأسبانية» بينما كان منشأه طبقا لسجلات التاريخ في منطقة التبت في عام 1917؟ يقال إن الصحف الأسبانية كانت الوحيدة التي تنقل خبر هذا الوباء العظيم وبسبب موقفهم الحيادي تجاه سياسات الحرب العالمية الأولى إلا أن أسبانيا كانت قريبة من أمريكا في ذلك الوقت مثلما هو الحال مع الصين الشيوعية اليوم مع الولايات المتحدة فقد تم إطلاق هذاالاسم بعد عقدين من النزاعات بين أمريكا وأسبانيا على استعمار جزر الكاريبي هاواي والفلبين وذلك بدءا من الحرب الأسبانية الأمريكية التي انتهت في الفلبين عام 1902. هل يبدو هذا التاريخ انه يعيد نفسه مع قدوم السارس كما يزعم من الصين؟
المرض الكبير
إذا كانت السلطات تنشر دعاية إلى قدوم «المرض الكبير» لماذا يقوم نفس الأشخاص بتجاهل منشورات هذا المؤلف الخاصة بحكومة الولايات المتحدة؟ المعاهد الوطنية للصحة ومستندات معهد السرطان الوطني التي تبين ان المقاول السادس للأسلحة البيولوجية بالجيش الأمريكي في عام 19691970 قام بإعداد تحويلات لفيروس الأنفلونزا والبارا أنفلونزا التي تم جمعها مع فيروسات اللوكيميا الكريات اللنفاوية؟ بمعنى آخر كيف ترى هذا النوع من الأنفلونزا الذي يقوم بنشر السرطان من خلال العطس؟
هل يمكن لك ان تفكر منطقيا في تطوير هذا الفيروس المسبب لسرطان الكريات اللنفاوية الذي يقوم بقتل ضحاياه خلال أسابيع قليلة من انتقاله من خلال الهواء؟.
ومن ناحية أخرى قامت إيما روس من وكالة اسوشيتد برس الأخبارية بالكتابة عن وباء سارس مع قيام منظمة الصحة العالمية بشن «خطتها الطارئة للهجوم» على فيروس سارس. ومما يذكر ان هذه المنظمة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة والتي يثار عنها إشاعات بأنها قامت بالمساعدة في نشر مرض الإيدز في أفريقيا من خلال أمصال الوباء الكبدي ب او الشلل الملوثة وهناك كم معقول من الأدلة تؤيد هذه الفرضية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|