إعداد - وفاء الناصر:
قرر محمود وزوجته سهام للمرة الأولى أن يذهب كل منهما هذا العام لبضعة أيام في إجازة منفصلة من دون الآخر، على أن يقضيا بقية الوقت في إجازة مشتركة، فقد اختارت الزوجة الذهاب إلى أوروبا مع صديقاتها، حيث فرص التسويق أكبر، أما زوجها فاختار القيام برحلة بحرية مع الأصدقاء.
نحن مع بعض منذ 10 سنوات عندنا ثلاثة أطفال؛ ولذلك نقضي معاً الكثير من الوقت، لكن بعض هواياتنا مختلفة، لذلك تناسبنا النشاطات المنفصلة.. هذا ما تقوله الزوجة. محيط الزوجين لا يتفهم ذلك، فأسرة الزوجة مثلاً تعد ذلك علامة مؤكدة لوجود أزمة زوجية، أما الأخصائيون فبالعكس لا يمانعون. ويعلق على الموضوع أحد أطباء النفس وخبراء العلاقات الأسرية بالقول: قد يبدو غريباً حقاً لو قرر الزوجان أن يقضيا كل الإجازات منفردين. وبحسب رأيه لا يوجد شيء غير صحي إذا قضى الزوجان جزءاً من إجازتهما منفصلين بعد السنوات العشرة الطويلة، وخصوصاً من اللحظات التي يشعران فيها بأن الأمر قد وصل بينهما إلى حده. ويضيف قائلاً: (أقصد هؤلاء الذين يعانون ما يسمى (مرض الخواصة) أو تزايد الحساسية المتبادلة، والحالة نفسها لا بأس أن يعتمدها الزوجان عندما يكون لكل منهما تصور مختلف عن الآخر تجاه كيفية ومكان قضاء إجازته). ويشرح عالم النفس قائلاً: لو كان أحدهما يحب الذهاب لقضاء الإجازة عند البحر وكان الآخر لا يتحمل حرارة الشمس حتى في الظل، فمن الغباء أن يقضي أسبوعاً أو اثنين في غرفة الفندق أو مقهى الفندق، كما أنه ليس من اللائق سحب الزوجة لقضاء إجازة في الجبال العالية، وهي تعاني الدوار عند صعود الدرجة الثانية من السلم بسبب خوفها من الأماكن المرتفعة. في هذه الحالة ينصح بأن يقضي الزوجان جزءا من الإجازة منفصلين حسب ذوق كل منهما الخاص، أما الجزء الآخر فيمكن قضاؤه معاً عندما يكون الاثنان مرتاحين ومتفقين حتى لو كان ذلك في الشاليه.
لا أحب السفر وحدي
المشكلة يمكن أن تنشأ إذا أراد أحد الطرفين الذهاب في إجازة منفردة بينما الطرف الآخر سوف يفسر هذا الأمر كدليل على ذبول الاهتمام من الشريك أو حتى يمكن أن تصيبه الغيرة والشكوك. ويقول علماء النفس في هذا الصدد: يمكن اجتياز الكثير من الأمور من خلال النقاش المفتوح، ومحاولة إقناع الآخر بأن الحب وقضاء الإجازة معاً ليس مرادفات حقيقية لكن إن كان الأمر يتعلق فقط بالغيرة فإن من الأفضل عدم الرضوخ للضغوط، ولكن من دون أن (تكسر الجرة) أي أن يركب الشريك رأسه في كل مرة بدعوى رفض (التهديد والوعيد).. فتكرار الحالة من دون اعتبار لمشاعر الآخر قد يغذي الغيرة ويزيد الشك، وهذه المبادئ المطبقة نفسها على الإجازة يمكن تعميمها على الاهتمامات المشتركة والهوايات.
وإذا كان للزوجين اهتمامات مشتركة فذلك مفيد جداً لعلاقتهما؛ فالاهتمامات المشتركة تتيح فرصة الاستمتاع باللحظات التي يقضونها سويا، لكن من الخطأ الاعتقاد أن كل الاهتمامات يجب أن تكون متطابقة. على العكس من ذلك فإن بعض الاختلافات تثري العلاقة من جوانب عديدة، حيث يمكن لأحد الزوجين أن يكسب الطرف الآخر بمشاركته هواياته، وبهذا تزداد قائمة النشاطات المشتركة، ويمكن أن نقوي علاقتنا. وينصح عادة بأن يقضي الناس وقت فراغهم بثلاث طرق مختلفة، يجب أن تكون متوازنة: أولاً: يجب على الزوجين أن يفعلا شيئاً مشتركاً مثل الذهاب معاً لزيارة معارفهما أو الذهاب للسينما، أو حتى الذهاب في نزهة. ثانياً: يمكن أن يكونا معا لكن كلا منهما يقرأ شيئاً مختلفاً ويتبادلان أطراف الحديث من وقت إلى آخر، وبعض الجمل، وهكذا يشعران بقضاء وقت مشترك وممتع. ثالثاً: من المفترض أن يقضي الزوجان جزءا من الوقت منفصلين إما مع الأصدقاء وإما مع اهتمام كل واحد بهوايته. وقت قضاء هذه الفترات المنفصلة يتغير مع السنوات لكن دائماً يجب أن توجد العناصر الثلاثة المذكورة.