السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخي الفاضل د. خالد المنيف، عندي مشكله تواجهني وأتمنى من الله ثم منك أنك تعطيني الحل والتوجيه السليم لها...
أنا امرأة متزوجة موظفة وعندي طفل، مشكلتي بدأت في نفس سنة زواجي حيث إن زوجي إنسان غيور بطريقة غريبة ، يعني هو يسمح لي أن ألبس أي شيء خارج السعودية لكن في السعودية يلزمني بالغطاء وخصوصا العمل، أنا إنسانة محجبة وهو على علم بذلك، يطلب مني لبس النقاب عند الخروج من البيت وخلعه بالطريق ثم ألبسه عند مدخل الشركة ثم خلعه في المكتب، يقول لي مرة البسي النقاب في الأماكن العامة ومره لا تلبسين... يراقب تصرفاتي مع الجميع وخاصة زملائي في العمل وبائعي المحلات.
بالإضافة إلى أن كل قراراته مهزوزة احترت أخي الفاضل مع زوجي مع العلم بأني إنسانة واثقة من نفسي ولا أتردد في فتح أي موضوع مع الجميع فأتمنى أن زوجي يكون واثقا من نفسه تجعلني أعتمد عليه.
* الرد:
أختي الكريمة حياك الله... اعلمي أن هناك ثلاث دوائر في حياتنا وذلك فيما يخص القدرة على تغيير الأشياء...
الدائرة الأولى اسمها دائرة (اللا تحكم) وهي دائرة تعفينا من الكثير من الهموم والاستغراق في التفكير كون قدرتنا تجاه تغيير بعض الأمور معدومة فنحن لا نملك تغيير بشرتنا أو قبيلتنا أو الطقس وغيره من الأشياء الخارجة على نطاق قدرتنا، والثانية دائرة (التحكم اللامباشر) وأقصى ما نطالب به هو أن نبذل الوسع ونستفرغ الجهد وتبقى احتمالات التغيير غير مؤكدة وهي تختص بتغيير الآخرين، والدائرة الثالثة هي ما تسمى بدائرة (التحكم المباشر) وهي التي تخص ذواتنا فنحن قادرون على أن نغير بأنفسنا ما شئنا ونملك القرار في هذا
ونصيحتي لك أختي:
1- (فيما يخصك) وتملكين القرار فيه وهو ما يقع ضمن الدائرة الثالثة وهي دائرة(التحكم المباشر) وأنصحك ابتداءً ما يخص الحجاب تحديدا أن (لا تخالفي زوجك إلى ما عتبتِ عليه فيه) فيجب أن يكون لديك ثبات في الشخصية واستقرار في القرار فلزاما عليك أن تثبتي على مبادئك ولا تتنازلي عنها مهما كان الضغوطات خاصة في هذه القضية تحديدا ولا تكوني خاضعة لمزاج زوجك.. وتتلاعب بك حالته النفسية! وتأكدي أن السعادة والفلاح بطاعة العزيز وأن مطاوعتك له في حجابك لربما تكون مصدر للشك ومحركة للزوابع حولك! اعملي ما يرضي الله أولا وهذا كفيل بإذنه تعالى بحياة أجمل ورضا من حولك عليك.
2- وبالنسبة لشخصية زوجك فهي تقع ضمن الدائرة الثانية (التحكم اللامباشر) حيث إن كل ما تملكينه هو فعل السبب وليس هناك ضمانة كاملة لتغيير الأمور!
وما أنصحك بشأن زوجك الذي يعاني من اضطراب (بسيط) في الشخصية ما يلي:
أشعريه في كل مناسبة باحترامك وتقديرك له... وإياك والافتخار بنفسك وبإنجازاتك أمامه فقد تتولد لديه نيران الغيرة وتهب في قلبه أعاصيرها المدمرة لحياتكما.
ساعديه على اتخاذ القرار وأثني وباركي أي قرار يتخذه لو كان خاطئا وبيني له وبقلب رحيم ولسان هادي مساوئ التأجيل والتردد ولا تنتقديه بطريقة مكشوفة. اهدي له أشرطة عن تطوير الذات والثقة بالنفس ولعلك تقنعينه بحضور بعض البرامج التدريبية في هذا الشأن.
لا تركزي على هذا الجانب في شخصية زوجك فتركيزك وتضخيمك لهذا سوف يزهدك فيه استحضري ما فيه من صفات طيبة أجزم أنه قد فاق فيها الكثير من الأزواج وتأكدي أن وجود الشخص (الكامل) متعذر في هذا الدنيا وأن الشخص متى غلبت حسناته سيئاته عُد إنساناً جيداً.
أختي قبل حسن العلاقة مع زوجك حسني علاقتك بربك حافظي على صلاتك وتصدقي وافعلي الخير وعليك بالدعاء بالتوفيق والصلاح... رعاك الله ووفقك.