إعداد - عصام عبد الحميد:
أجمعت آراء المشاركين في قضية المنتدى الهاتفي لهذا الأسبوع على وجود نوع من التأخير في المعاملات الحكومية، واتفق الجميع على أن الموظف في موقعه هو المسؤول عن أي تأخير وعليه أن يراعي ضميره ويتقي الله في عمله بحيث ينهيه أن كانت المستندات كاملة دون أي تأخير وطالب المشاركون في المنتدى بتشديد العقوبات على الموظفين المتأخرين والمهملين في أعمالهم، وذكر البعض أمثلة لما تعرضوا له من تأخير أو عرقلة.
إن التعميم هنا كما في كل قضية ليس منطقيا فالاعتراف بوجود تأخير ببعض المعاملات لا يعني عدم الإشارة إلى أن كثير من المعاملات تسير بشكل صحيح وسليم وتنجز في وقتها المناسب دون تأخير في الدوائر الحكومية المختلفة، مما يؤكد على أهمية النظرة الموضوعية لهذه القضية دون تحامل أو مبالغة.
معاناة للمرأة
(فاطمة سعد الجوفان: تأخر المعاملات الحكومية هي ظاهرة في بعض الدوائر للأسف الشديد وذلك في الدوائر التي يكون المسؤولين عنها نساء أو رجال ولأسباب غير مبررة فالمعاملة التي من المفترض أن تنتهي في دقائق أو ساعة أو في يوم على أضعف الإيمان قد تأخذ أسابيع أو أشهر ناهيك عن مشكلة كبيرة جداً وأكثر خطورة وهي ضياع بعض الأوراق والمعاملات بعض القطاعات تستلم المعاملات بدون ما تعطي أي سند لاستلام الأوراق وفي حال ضياعها أو تأخرها يحمل المواطن الخطأ للأسف.
النقطة الأخرى أعتقد أن سبب التأخير في الدوائر الحكومية يرجع بالدرجة الأولى إلى التقاعس وغياب العقاب لأنه إذا كان كل مسؤول في الإدارة لديه هناك اهتمام ومتابعة لاختلف الوضع كثيراً، من المفترض أن يكون هناك لجان متخصصة أو جهات في كل دائرة لتلقي الشكاوي ومتابعتها لأن تأخر المعاملات يحطم جميع الأحلام وخصوصاً للمرأة التي تواجه معضلة فالرجل يستطيع أن يدخل جميع الدوائر الحكومية والمرأة لا تستطيع فتضطر أن تستعين بمعين أو أحد أقاربها وللأسف في بعض الدوائر الحكومية الهواتف دائماً إما لا ترد أو مشغولة بمعنى أننا دخلنا منظمة التجارة العالمية والحكومة الإلكترونية لكن بعض الدوائر الحكومية لا زالت بعيدة تماما مواكبة التطورات.
إن تأخير المعاملات يدخلنا في خسائر مادية ومعنوية وإحباطات بل لا أبالغ إذا قلت إن البعض يقيس مدى قوة صبره ومدى صحته حين يراجع أي قطاع حكومي لأن بعض الموظفين يسهمون في ارتفاع نسبة ضغط الدم فمن له واسطة في أي قطاع للأسف الشديد تمر معاملته بشكل سريع بينما البعض تقفل عليها في الأدراج وستظل المعاملات الحكومية بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب طالما لا يوجد هناك عقاب صارم يتمثل في خصم من الراتب وحتى من المفترض عند تكرير الخطأ أن ينقل إلى مكان آخر أو ينزل إلى مرتبة أقل ولا بد أن يكون هناك تقييم دائم والاهتمام بشكاوى المواطنين وجعلها من ضمن الأولويات.
إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحفظهما الله يدعوان باستمرار للاهتمام بالمواطن وتسهيل المعاملات وعدم تأخيرها ويجب على كل الإدارات الحكومية الامتثال لهذه التوجيهات الكريمة.
من سنتين
(محمد خالد الحلبي: لي معاملة مع أحد الأشخاص يدعي أنه رجل أعمال ومنذ سنتين وأنا أطارده في المحاكم ورغم كل الوثائق المقدمة من طرفي يتهرب من الحضور مما سبب لي الكثير من الأضرار، كيف يمكن أن نلزم هذا الشخص أو غيره بما هو مقرر في القانون بعيدا عن الاجراءات الروتينية التي تؤدي لتهربه.
معاملة صيفية
(محمد عبدالله التميمي: تتمثل مشكلتي مع التعاملات الحكومية من خلال هذا النموذج فقد كنت خارج المملكة وانتقلت إلى الرياض وعندي طالبة ناجحة من الصف الأول متوسط إلى الثاني متوسط راجعت الاشراف التربوي في الرياض لتعادل شهادتها راجعتهم في 5-7 فقالوا لي أن أرجع في 5-8 بحجة أن كل موظفات الإشراف التربوي في إجازة فكيف يمكن أن تكون جميع الموظفات في إجازة وهذه الحجة غريبة، وتعال بعد شهر من الآن فهذا لن يرضي المسؤولين وما دامت الإدارة لم تعطل يجب ألا يقف العمل في كامل فترة الصيف.
في الوقت المحدد
(حسن عبدو محمد دوس: نعرف كلنا أن المعاملات الحكومية لا بد أن تسير على وجه تام وكامل ودقة وسرعة وبعض المعاملات يجب البت فيها سريعاً لأنها تتعلق بمصير أناس ومواطنين لهم المصلحة في انجاز المعاملة وإنهاء موقف أو مشكلة خاصة بالأسرة أو بالعمل وهناك معاملات حكومية ترد من مناطق مختلفة ولكن للأسف تفتقد المتابعة وسرعة الإنجاز وإرجاعها إلى مرجعها الأصلي لكي تنهي بعض المشاكل لأصحابها. هناك بعض المواطنين لا يستطيعون القدوم من منطقة إلى أخرى لكيينهون معاملاتهم فما هو ذنبهم إن وضعت في درج أو أهملت بعدم إنجازها سريعاً وتترتب عليها أضرار صحية ونفسية واقتصادية وأضرار متعلقة بصاحب العمل وبرب العمل فيجب علينا كمواطنين أن نهتم بهذا الجانب ونقوم بإنجاز المعاملات الحكومية وبسرعة وننصح إخواننا العاملين في القطاعا ت الحكومية الحرص على هذه المعاملات وانجازها في الوقت المحدد ونريدهم أن يعرفوا أن العقوبة بانتظار كل من يتأخر في إنجاز اعماله وتعطيل مصالح المواطنين.
ورقة واحدة
(منصور الوهبي: أتحدث بحكم احتكاكي ببعض الدوائر الحكومية واجد أن هناك تأخيرا واضحا ولا يختلف فيه اثنان وعندي وثائق تدل على أن هناك معاملة تأخرت لمدة أربعة أشهر ثم أجلت مرة أخرى لمدة مماثلة. كذلك عند الحضور فقط أخذ الموظف ورقة واحدة و(دبسها) مع باقي المعاملة وقال راجعونا بعد أربعة أشهر وعندي وثائق.
أربعة أشهر حتى يأخذ منا ورقة ويدبسها مع المعاملة، أتعجب أين المراقبة الذاتية للموظف نفسه؟
يجب أن يراقب نفسه ويتقي الله في عمله الذي أوكل إليه ثم إذا كان يقول عندنا عجز فولاة الأمر صرفوا وبذلوا الكثير ويصرحون ويقولون إنهم مستعدون لتقديم أية مساعدة لأي دائرة حكومية أو منشأة أو لجنة.
بسبب معاملة
( روحان الهزازي: تأخير المعاملات الحكومية كثيرا ما يصدر من الموظفين الكسولين وأذكر لكم قصة واقعية في إحدى محافظات المملكة. دخل رجل بسيارته أحد البنوك فتحطمت الأبواب وتكسرت الأجهزة وهذا كله بسبب تأخير معاملة.
الداخلية مثال يحتذى
( عمرو بن إبراهيم محمد العمرو - كاتب صحفي: من منا لم يقع في دائرة مراجعة إحدى الوزارات الحكومية، كل منا قد حدث له مثل هذا الموقف مرة أو عدة مرات ففي ظل لهفه الشديد واجتهاده الجاد لإنهاء معاملته ربما يصطدم ببعض العراقيل التي قد تؤخر انجاز هذه المعاملة وربما توقفها إلى الأبد دونما أسباب من طرفه هو، وقد تكون من طرف بعض الأشخاص هداهم الله مثل التأخير فالتأخير حقيقة ينسف أحلام الأشخاص مواطنين أو مقيمين في انهاء المعاملة.
وهناك بعض الطلبات التي قد لا تكون مهمة لإنهاء المعاملة وقد تكون من جوانب نظامية وقد تكون العرقلة من جوانب بشرية فبعض الموظفين يحضر متأخراً إلى العمل وقد لا ينهي كثيراً من الأعمال المنوطة به ولا بد عليه التمتع بالصبر، ومتابعة الجمهور هي جزء من عمله فعليه أن يكون طويل البال ويسعى أن ينهي هذه الإجراءات وبعض المراجعين قد يتكبد عناء السفر من أماكن بعيدة حتى ينهي إجراءاته. والواجب على الموظفين أن يستقبلوا المراجع بابتسامة وإنهاء الإجراءات حتى يخرج وهو سعيد راض ولا يضطر أن يفتش عن واسطة لكي يتم إنهاء إجراءاته. ويجب عقد دورات تأهيلية في مجال التعامل البشري والمجالات الادارية والاجتماعية للموظفين وهنا نشكر وزارة الداخلية ممثلة بالقطاع التوعوي عندما سعت إلى عقد دورات لأفرادها بمختلف قطاعات الوزارة حتى يستوعبوا التعامل مع أنماط كثيرة من البشر باعتبار أن الناس ليسوا بعقلية واحدة.
المطلوب من جميع الموظفين إدراك أن هذا العمل أمانة ورسالة وأن يتم استبعاد النظرة الشخصية حتى لا يتعرض الناس لجلب شفاعة فمتى تواصلت الإجراءات النظامية للمعاملة فإنها تنهي ولا تعطل.
ولا بد أن يدرك الموظف أن وضعه في أي موقع يعني الثقة، والثقة تعني المسؤولية ولولا هذه الثقة لما وضع في هذا المكان الحساس الذي من خلاله يستقبل المراجعين ويساعدهم في إنهاء معاملاتهم، كذلك أهمس في أذن المراجعين بألا يستعجلوا إنهاء المعاملات والأوراق حتى لا يتعرضوا للتعطيل ولا يعرضوا الأشخاص الذين هم موظفون في هذه الدوائر للحرج ويجعلوهم لا يستطيعون أن يخدموا كافة الناس في هذا اليوم بشكل جيد بسبب الحاحهم.
ولا بد أن ندرك أن بلدنا بلد متطور وهذه القفزات التنموية قد تفتح مجالات كثيرة ونشاهد بعض القطاعات الحكومية قد بادرت بوضع خدمة المعاملات الالكترونية فأصبح التقديم من خلال الإنترنت دون مقابلة أي شخص أمامك وهذا الأمر يحتم عليك أخي المراجع أن تكون ملما بالموضوع الذي تريد أن تتقدم له ومزودا بكافة المعلومات والمستندات التي تتطلبها هذه المعاملات.
مقارنة
( محمد الفلاج العنزي: أتساءل: كيف أن بعض الشركات السعودية في قطاعات مختلفة تنجز الأعمال وتنهي المعاملات دون حاجة إلى الحضور، وبعض الدوائر ما زالت تعرقل المعاملات بحجج واهية؟
ما السبب؟ هل هو الأمان الوظيفي إن غياب العقاب؟ يجب أن تكون العقوبات شديدة ولا تحمي أي موظف مقصر أم مهمل لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.