من النادر في رأي خبراء التربية أن يشعر الطفل الذي يمارس هوايته بالملل، حتى أن نتائجه الدراسية تكون في الغالب أكثر من جيدة، ولهذا هم يدعون الآباء إلى ضرورة الاهتمام بتنمية مواهب أطفالهم، موضحين أن السن المناسبة لذلك تتراوح ما بين 6 - 8 سنوات، وهي المرحلة التي تظهر فيها على الطفل علامات الاهتمام باكتشاف محيطه وممارسة مهارات جديدة.
وتكمن أهمية المواهب في أنها إلى جانب إحساس الطفل بالمتعة والإثارة، تمنحه شعوراً بالفخر والاعتزاز بنفسه، وأيضاً الإحساس بالتفوق والتميز، كما أشارت البحوث إلى أن الأطفال الذين يظهرون اهتماماً أو تعلقاً بمهارة محددة لا يجدون صعوبة في تكوين صداقات في محيطهم، وأنهم أكثر تفوقاً في دروسهم وأكثر صموداً في المواقف الصعبة.
ولكن بينما قد يكون من السهل على بعض الأطفال تحديد المجال أو المهارة التي تستهويهم وربما يجد آخرون صعوبة في ذلك ويكونون بحاجة لمساعدة آبائهم، ويتم ذلك من خلال ملاحظتهم ومراقبتهم في ساعات لهوهم لاكتشاف قدراتهم وميولهم، فمثلاً إذا بدا على الطفل أنه يحب لعبة (العسكر والجنود) فربما نستدل من ذلك على أنه قد يجد متعة في قراءة القصص التاريخية والسير الذاتية، أما الطفل الذي يستمتع بالرسم وبمشاهدة رسوم الكرتون وعمل الأقنعة، فقد يشير ذلك إلى عشقه للفنون، أما الطفل الذي يحب الحيوانات، وربما يبدي اهتماماً لمعرفة كل ما يتعلق بتربية القطط أو الكلاب، فقد تجذبه فكرة عمل كتاب يضم معلومات وصوراً عن أشهر الحيوانات.
ولمساعدة الطفل أكثر يجب أن يتاح له الاطلاع على مهارات متنوعة مثل (الزراعة، الطهي، تنسيق الزهور، وعمل الأشكال..)، فالاطلاع على مثل هذه المهارات يتيح له الفرصة للتعلق بإحداها، وسيكون هذا دليلاً على أنه يمكن أن يبرع فيها دون غيرها، كما سيفيد الطفل كثيراً أن يبدي الأبوان تحمساً واهتماماً بالشيء الذي لفت انتباه طفلهما؛ ففي هذا تشجيع له على المواصلة والمضي قدماً، كما سيشعره بقيمته وتفرده. وأخيراً، لا يجب أن يغيب عن بال الأبوين أن الصبر هو مفتاح التعلم، فمن السهل في هذه السن أن يصاب الطفل بالإحباط إذا شعر بالارتباك أو العجز، لذا على الأبوين أن يكونا إلى جانبه ليعلماه أن يصبر ويثابر.