لا نريد تناول برامج الأطفال المستوردة ويدها الطولى في ترسيخ مفاهيم تربوية دخيلة، فقد قتل الموضوع بحثاً، ثم إنه لا يحتاج لإشارة أو لتوضيح خطورته التي يعلمها المشاهد العادي وخبير التربية على حد سواء.
فالجميع أصبح واعياً لمظاهر العنف التي تعج بها هذه البرامج والتي سرعان ما تنتقل إلى أذهان أبنائنا وتتبلور لديهم سلوكاً عنيفاً قد يكبر معهم.
وإن كان الجميع مدركاً لخطورة ثقافة العنف هذه فإن هناك ما قد نكون عنه غافلين لأنه ربما لم يرد بخاطرنا أن برامج الأطفال يمكن أن تجرؤ على تقديمه وأعني بذلك الإيماءات والإيحاءات الجنسية، التي تبدو في أظهر صورها في سلسلة توم وجيري ذات الشعبية الجارفة.
فمن خلال الصراع الذي يستهوينا جميعاً كباراً وصغاراً بين الفأر الذكي والقط المغلوب على أمره يتم تقديم وجبة أشبه (أشبه بالإباحية) تتمحور حول الصراع من أجل (قطة) أبدعوا في تحميلها - رسماً بالطبع - كل معاني الأنوثة الطاغية والدلال والإغراء، وقد يتساءل الطفل عن أسباب السباق المحموم للتقرب من قطة، إذ أن الصراع حول أنثى لا يعني له شيئاً حسب مداركه وسنه، فيسأل من حوله أسئلة لا يجدون لها إجابات مقنعة أو يحاول إيجاد تفسيرات ومبررات وقد تؤدي به رحلة بحثه هذه إلى ما لا تحمد عقباه.
وفي العادة فإن الموضوع لا يتوقف عند هذا الحد إنما يتعداه إلى أحضان وقبلات محمومة تثير الاشمئزاز.
تركي البسام
tb787@hotmail.com