حث زعماء جنوب آسيا تجمعاً اقتصادياً إقليمياً على التحرك من مرحلة الأقوال إلى الأفعال مطالبين التجمع بتحقيق ما وعد به وانتشال الملايين من الفقر في واحدة من أفقر بقاع العالم. كما دعا رؤساء دول وحكومات ثماني دول تمثل 1.5 مليار نسمة في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي إلى الثقة المتبادلة والسلام في تجمّع وقع أسيراً للمنافسة بين اثنتين من كبرى دول المنطقة هما الهند وباكستان.
وصرح رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ بأن هناك تقدماً اقتصادياً وتغيراً اجتماعياً في دول منفردة في منطقة تنمو بنسبة سنوية تصل إلى نحو خمسة في المئة، وأنه حان الوقت لأن تعمل الدول معاً على تعزيز التكامل وتسريع التقدم.
وقال سينغ في كلمته الافتتاحية أمام القمة الرابعة عشرة لرابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك): علينا الآن أن نطوي صفحة الماضي ونتضافر لنحقق مصيرنا المشترك. السؤال المطروح أمامنا يتعلق بإذا ما كنا سننتهز هذه الفرصة الفريدة السانحة. لقد حان الوقت لأن تتحرك رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي من مرحلة الإعلان إلى مرحلة العمل والتنفيذ.
وتشكلت الرابطة عام 1985 وتضم أيضاً - إلى جانب الهند وباكستان - بنجلادش وبوتان وجزر المالديف ونيبال وسريلانكا. وأصبحت أفغانستان العضو الثامن في أول توسعة للرابطة.
وتسعى رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والتجارة الحرة والاتصال والروابط الثقافية بين الدول الأعضاء التي يعيش فيها خمس سكان العالم، ومن بينهم مئات الملايين يعيشون بأقل من دولار في اليوم، وأعاق التقدم الخصومة بين الهند وباكستان وأيضاً مصاعب اقتصادية وعدم استقرار سياسي ونزاعات إقليمية بين الدول الأعضاء. ولم يطبق بشكل كامل نظام للتجارة الحرة دشن العام الماضي وهو من أهم المشروعات الطموحة لسارك.
وصرح سينغ بأن الهند وهي أكبر دولة في المنطقة (ستتحمل مسؤوليات تتناسب مع حجمها)، وستسمح قبل نهاية العام الحالي بدخول السلع إلى أسواقها دون دفع أي رسوم من الدول الأقل نمواً، كما سترفع أيضا الحواجز التجارية.
وقال شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكستاني إن منطقة جنوب آسيا تعيش صراعاً إدارياً يستنفد مواردها ويمنع الرابطة من تحقيق أهدافها. وأضاف عزيز: علينا أن نسأل أنفسنا إلى أي مدى تمثل سارك شعوبنا وما تأثيرها في حياتهم؟ هذه بعض الأسئلة المهمة التي علينا أن نجد إجابة لها، ولا يمكن تجاهلها بعدالآن.
وكرر الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا نفس المعاني. وقال: الحديث بشكل طيب عن بعضنا البعض وتجاهل الواقع لن يوصلنا إلى شيء، ولذلك يجب أن يتحول كل ما صدقنا عليه على مدى سنوات إلى أفعال دون أي تأخير.