وُلِد قبل عشرين سنة، وكبر واشتد عوده يوماً بعد آخر، ويكاد يكون اليوم مدينة طبية بمكوناتها الأساسية، فاحتوى مستشفى دلة على مراكز طبية متخصصة، وأقسام تكاد تكون مستوصفات متكاملة داخل مستشفى، فهناك قسم للنساء والولادة، ومركز القلب، وقسم لطب الأطفال وقسم للعقم.
ينظم مؤتمرات عالمية ويدعو بين الحين والآخر المراكز والجامعات الطبية لبحث كل جديد في عالم الطب وللوقوف على أحدث التطورات في تقنيات الطب الحديث. يلعب أدواراً مهمة في قضايا المجتمع ويساهم في نشاطاته العلمية والعملية من تدريب وتعليم وتوظيف ومساهمات خيرية. التقت مجلة (الجزيرة) المدير التنفيذي لمستشفى دلة الدكتور سليمان بن إبراهيم الطويان، الذي فتح قلبه للصحافة وكشف عن الكثير من الخطط المستقبلية للمستشفى وأهم الخطوات التوسعية التي سيقدم عليها في المرحلة القادمة. وإليكم تفاصيل الحوار:
* متى بدأت باكورة أعمال مستشفى دلة؟
- يعتبر مستشفى دله، من الاستثمارات الكبرى ل(شركة دلة للخدمات الصحية)، التي أنشئت لتقديم خدمات ذات نوعية متميزة ومهنية عالية، وكذلك تلتزم بالمعايير العالمية، وبما يتلاءم وبيئة المنطقة، من حيث التصميم، والتجهيز.
ولقد تأسس مستشفى دله عام 1987م، ليكون أحد أكبر المستشفيات الخاصة في المملكة العربية السعودية، وبطاقة استيعابية تبلغ أكثر من 273 سريراً.
أقسام المستشفى
* ما الأقسام الأساسية بالمستشفى وما مستوى الكوادر العاملة فيه؟
- تغطي المراكز المتخصصة في المستشفى جميع التخصصات الطبية الأساسية، والعديد من التخصصات الدقيقة. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، هناك مستشفى النساء والولادة ومركز مساعدة الإنجاب، ومركز طب وجراحة القلب، ومركز طب وجراحة المخ والأعصاب، ومركز السكر والغدد الصماء، وأقسام الجراحات العامة والمتخصصة، وأقسام الباطنية، والجلدية، والنفسية. كما أن معظم المراكز تغطي تخصصات دقيقة، مثل مركز الأطفال الذي يوفر تخصصات دقيقة في طب الأطفال مثل القلب، والأنف والأذن والحنجرة، والصدرية، والجراحة، إضافة إلى قسم متخصص في طوارئ الأطفال.
* حدثونا عن المستوى التقني والأنظمة التي تطبق في المستشفى؟
- حرص المستشفى منذ بداياته، على الاستفادة من التجارب الناجحة في مجال التقنية، والبدء من حيث انتهى الآخرون. ويطبق المستشفى أفضل نظم إدارة المعلومات المتكاملة، إضافة إلى الأنظمة المساندة الأخرى، التي كان من آخرها تطبيق نظام الأرشفة الإلكترونية لصور الأشعة (PACS)، الذي يعد من أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال.
جراحة القلب
* كنتم أول من أنشأ مركزاً متخصصاً في علاج وجراحة القلب في القطاع الخاص بالرياض.. كم عدد العمليات التي أجريت فيه؟ وما مدى نجاحها وحالة المرضى بعد العمليات؟
- أنشئ مركز دله لطب وجراحة القلب، ليوفر خدماتٍ متكاملة متخصصة، لمرضى القلب، الذين ينفردون عن المرضى الآخرين، بتزايد متطلبات الرعاية الصحية لهم. إضافة إلى التقنية المتطورة، التي تم تجهيزها في المركز. ويفخر المركز باستقطابه فريقا طبيا، يتمتع بالكفاءة والخبرة العالية، لتأمين الخدمة الطبية المتميزة لمرضى القلب.
وتغطي الخدمات التي يوفرها المركز، كل الحاجات الاستشفائية لمرضى القلب، تبدأ من الاحتياجات البسيطة، إلى أكثرها تعقيداً. يضم المركز العيادات الخارجية، ووحدة رعاية القلب، ومختبر القسطرة، ووحدة جراحة القلب. وبفضل من الله تعالى، تم إجراء ما يقارب 250 عملية قلب مفتوح، إضافة إلى 4800 عملية قسطرة.
* ماذا عن جراحة المناظير؟ ومتى بدأت لديكم؟ وما مستوى هذا التخصص لديكم مقارنة ببقية المستشفيات؟
- يعتبر مستشفى دله أول من أدخل جراحات المناظير، على مستوى القطاع الحكومي والخاص في المملكة. وهو رائد في هكذا نوع من الجراحات إلى الآن، حيث تجرى معظم العمليات الجراحية بالمناظير، حتى المعقدة منها، مما يعزز دورنا في الصدارة.
علاج العقم
* ما تجهيزاتكم في مجال علاج حالات العقم ومساعدة المعوقين على الإنجاب؟
- أولت إدارة مستشفى دله اهتماماً خاصاً بمركز مساعدة الإنجاب، لما فيه من بعد إنساني كبير، وترجمت ذلك على أرض الواقع بإنجازات متميزة، حيث كان أول مركز مرخص من وزارة الصحة، لعلاج العقم ومساعدة الإنجاب، على مستوى القطاع الخاص في المملكة. كما انه أول من استخدم تقنيات التحفيز الكهربائي، لعلاج العقم ومساعدة الإنجاب لذوي الاحتياجات الخاصة، على مستوى القطاع الخاص في المملكة. - ولله الحمد - فإن نسب النجاح المحققة تضاهي النسب العالمية.
* حبذا لو ألقيتم الضوء على قسم النساء والولادة كمركز تدريب؟
- اعتمدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، قسم النساء والولادة بالمستشفى، ليكون القسم الوحيد المعتمد كمركز تدريب، على مستوى القطاع الخاص. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على المكانة المتميزة التي وصل إليها القسم، سواء من ناحية الطبية، أو التقنية.
توسعة المستشفى
* أجريتم توسعة إضافية للمستشفى.. كم كانت تكلفتها وما الأقسام التي شملتها؟
- كانت التوسعة الأخير للمستشفى عبارة عن إنشاء مستشفى دله للنساء والولادة ومركز مساعدة الإنجاب الجديد. الذي يأتي وفق خطة توسعية يشهدها مستشفى دله تلبية لاحتياجات المرضى والمراجعين وتغطية الطلب المتزايد، بتوفير أرقى مستوى الرعاية الطبية. علماً بأن تكلفة إنشائه تجاوزت 80 مليون ريال سعودي.
تصل سعة المستشفى الجديد إلى 94 سريرا، ويتكون من 6 طوابق، تشتمل على17 عيادة خارجية، وقسم الحضانة، والصيدلية المركزية، وقسم السجلات الطبية، إضافة إلى قاعات المحاضرات والاجتماعات، بكامل خدماتها. أما أقسام التنويم فتتنوع درجات الغرف فيها من المشتركة إلى الأجنحة الفاخرة، التي تم تأثيثها من أرقى البيوت العالمية. كما لابد من الإشارة هنا الى أن هناك ما يزيد على 6 آلاف حالة ولادة تمت بمستشفى دلة خلال العام 2006م، ويتوقع أن يتضاعف العدد مع بدء تشغيل مستشفى النساء والولادة الجديد.
سياسة الجودة
* على ماذا تقوم سياسة الجودة في مستشفى دلة؟
- إن سياسة الجودة في مستشفى دله تهدف إلى ضمان تقديم خدمات طبية متميزة لعملائه. ويتم التأكد من تحقيق هذا الهدف، بالالتزام بتوفير احتياجات العملاء من خلال تبنى وتطبيق السياسات والإجراءات الخاصة التي تفي بمتطلبات نظام الجودة العالمي القياسي ايزو 9001:2000، مما أدى لاعتماده في المستشفى. كذلك قمنا بتدريب العاملين على هذا النظام وتفعيل دور كل منهم في تطبيقه والمحافظة عليه.
وتبذل إدارة المستشفى كل ما في وسعها لدعم هذا النظام ومتابعته والتأكد من تطبيقه من خلال المراجعة والمراقبة الدورية لسد أي ثغرات قد تحدث، وكذلك لضمان فاعلية النظام وقوته وديمومته. كما أننا بصدد التحضير لإجراءات الاعتماد من إحدى كبرى الهيئات العالمية المتخصصة في المجال الطبي.
إدارة التدريب
* ما دور إدارة التدريب في المستشفى؟ وما مخرجاتها؟
- يتابع المستشفى التطورات العلمية الحديثة، من خلال برامجه التعليمية والتدريبية المستمرة. فقد قام بالتعاون مع الجامعات والهيئات الصحية، العالمية والمحلية، بعقد المؤتمرات والندوات، والمحاضرات العلمية. إضافة إلى المعهد الوطني للتدريب الصحي المتخصص وهو يعتبر شركة شقيقة. وهناك تعاون مع العديد من الجهات العلمية مثل الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، وجامعة الملك سعود، وجامعة لوميلندا الأمريكية.
* حصلتم على ترخيص التعامل مع المواد المشعة المستخدمة في الطب النووي من مدينة الملك عبد العزيز.. ما أبعاد استخدام هذه المواد؟
- كان دلة أول مستشفى خاص يحصل على ترخيص التعامل مع المواد المشعة المستخدمة في الطب النووي، من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، على مستوى المملكة العربية السعودية. وبالطبع فهذا يدل على جاهزية القسم للتعامل مع مثل تلك المواد ضمن الشروط والأنظمة المحددة، سواء في استخدامها أو تخزينها، أو التخلص منها.
مؤتمر نابولي
* حدثونا عن مشاركاتكم في مؤتمر نابولي بإيطاليا؟
- لا شك أن مؤتمر نابولي كان أكثر المؤتمرات المتخصصة ثراءً بمناقشة أحدث الأبحاث المقدمة في جراحات مناظير الأطفال، وقد كان لمستشفى دله حضور قوي ولافت، حيث أضاف تميزاً بحثياً وعلمياً لحضوره، من خلال عرض ورقة العمل البحثية التي قدمها د. أحمد خيري، استشاري جراحة الأطفال في مستشفى دله. وشملت إمكانية إنزال الخصية المرتفعة التي لم تنزل إلى كيس الصفن وذلك باستخدام منظار البطن الجراحي، حيث إن هذا يساعد على عملية الإنزال في مرحلة واحدة بدلاً من عدة مراحل كانت تستغرقها هذه العملية في السابق.
ويومها أكد د. خيري أن وجود الخصية في مكان غير مكانها الطبيعي يؤدي قطعاً لحدوث ضمور في خلايا الخصية، مما قد يؤثر على القدرة الإنجابية فيما بعد البلوغ. وأبدى سعادته للصدى الذي حظيت به الورقة المقدمة من دله، وسط جمهور الأطباء والعلماء، وفي هذا المحفل العالمي.
* أطلقتم حملة (دلة بلا تدخين).. ما برنامجها وما نتائجها؟
- أقيمت حملة دله بلا تدخين بالتعاون مع الجمعية السعودية لمكافحة التدخين، واشتملت على معرض توعوي أقيم في المستشفى، إضافة إلى عيادة مكافحة التدخين المجانية - ولله الحمد - فقد كانت التجربة ناجحة، واستفاد منها العديد من المدخنين سواء من مراجعي المستشفى أو من موظفيه.
* ما خطتكم في مجال السعودة؟ وما نسبة السعوديين في القوى العاملة لديكم؟
إيماناً من المستشفى بالدور الاجتماعي، فقد اهتم بسعودة الوظائف منذ بداياته، ولذا فلم يواجه أي صعوبات تذكر في تطبيق نسبة السعودة المقررة من وزارة العمل، وشمل ذلك جميع الوظائف، سواء الطبية، أو التمريضية، أو الفنية أو الإدارية.
الرؤية المستقبلية
* ماذا عن رؤيتكم المستقبلية في مجال تطوير الخدمات الطبية؟
- لقد لعب القطاع الصحي الخاص دوراً مهماً في مساندة جهود القطاع الحكومي، ولكن تبقى الإمكانات المادية، والبشرية عاملاً مهماً في التطوير. ومن المعروف أن هناك ندرة في البعض التخصصات الطبية، وحالياً تبذل جهوداً كبيرة للمساعدة في توفيرها، سواء بالتدريب أو بالابتعاث.
وأعتقد أن دخول قطاع التأمين الصحي مؤخراً، سيكون له أثر إيجابي في تطوير قطاع الخدمات الصحية. سواء من خلال عملية المراقبة والمتابعة لمقدمي الخدمة، أو من حيث تأثيره الاقتصادي على القطاع.
الدور الاجتماعي
* ما الدور الاجتماعي الذي تلعبه المستشفيات الخاصة؟ وأين تقفون أنتم من هذا الدور؟
- لا شك أن للقطاع الخاص دوراً اجتماعياً مهماً، ومن ضمنه المستشفيات. وتعددت أوجه الدور الذي يلعبه المستشفى في هذا المجال، ليشمل أنشطة التدريب، والتوظيف، والتعليم، ودعم الأنشطة المتخصصة، مثل عقد أو رعاية الندوات والمحاضرات، إضافة إلى دعم الجمعيات الخيرية.
* أخيرا، هنالك مفهوم بأن الطب في القطاع الخاص صار تجارياً على حساب البعد الإنساني؛ فكيف تردون على ذلك؟
- إن هذا الاعتقاد سائد عند الكثيرين، ولا يشمل الطب فقط، بل يشمل جميع الأنشطة التجارية. لكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أن بناء علاقة الثقة المتبادلة مع المريض، من خلال تقديم خدمات متميزة، يلعب دوراً كبيراً في تغيير ذلك الاعتقاد، وهناك أمثلة عديدة من العلامات التجارية التي استطاعت كسب ولاء وثقة عملائها، وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت طويل نسبياً.