في بعض الأحيان ربما تصاب الأم بهلع شديد من كثرة الأسئلة التي يلقيها عليها طفلها، ويحدث هذا غالباً مع الأطفال في سن عامين إلى ثلاث سنوات، ففي هذه السن يسيطر على الطفل حب الفضول والرغبة في معرفة كل ما يدور حوله، ويأتي ذلك من اعتقاده بأنه لا بد أن يكون هنالك سبب لكل شيء، لذلك لا يجب أن تغضب الأم عندما يلاحقها طفلها بكثرة أسئلته؛ لأن ذلك يعني أنه بدأ يفكر بطريقة صحيحة وأنه نشيط ولماح، وبشكل عام يبدي الأطفال في هذه السن رغبة في معرفة أصل كل شيء ويدفعهم إلى ذلك اكتشافهم أنهم باتوا قادرين على التحدث وأن لديهم حصيلة كبيرة من الكلمات والمعاني؛ لذا ستشعر الأم أن فضولهم لا نهاية له، ولكن في الكثير من الأحيان ربما يكثر الطفل من الأسئلة ليستحوذ على اهتمام أمه وصرف انتباهها عن أخيه الأصغر، وربما يفعل ذلك ليثبت لها أنه موجود وأنها يجب أن تراعيه كما تفعل مع إخوته الأكبر سناً، ومما قد تلاحظه الأم على طفلها في هذه السن أن لديه استعداداً لتوجيه ألف سؤال خلال برهة قصيرة من الوقت، فمثلاً قد يسألها أثناء وجودهما في الحديقة: لماذا يجري ذلك الرجل؟ فتجيبه الأم: (لأنه يمارس الرياضة) فيرد سائلاً ولماذا يمارس الرياضة؟ فتجيب الأم: (لتقوية الجسم) فيفاجئها متسائلاً من جديد: ولماذا يحتاج الجسم إلى تقوية؟ وهكذا تتواصل أسئلته رداً على كل جواب تقدمه الأم.. وننصح بأن تسايره الأم بقدر استطاعتها، وعند شعورها بالملل تحاول أن تلفت اهتمامه إلى شيء آخر، أو تعلمه شيئاً جديداً، ستجد أنه سينصت إليها باهتمام، إذ يمكنها أن تستغل فضوله لتعليمه أشياء تتعلق بمحيطه وبمعاني مصطلحات يسمعها تتردد على ألسنة الكبار لكنه يجهل معناها.