* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري
على الرغم من أن الذبحة الصدرية تعد نذيراً لمشكلة في الدورة الدموية بالقلب، إلا أنها ليست عرضاً خطيراً للغاية، حيث لا تتطور أكثر من 2 - 4% من الحالات إلى الأزمة القلبية, وأن كثيراً من الحالات يمكن السيطرة عليها ببعض التعديلات الملموسة في أسلوب الحياة وبعض الأدوية التي يصفها الطبيب.
وتحدث الذبحة الصدرية نتيجة ضيق في الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم مقللة من كمية الدم التي تتدفق إليه من خلالها, وينتج عنها وصول كمية غير كافية من الأكسجين إلى عضلة القلب, ويحدث هذا التضييق في الشرايين بسبب تراكم ترسبات الكولسترول والجلطات الدموية المتفتتة, وتحدث هذه النوبات بصفة خاصة عندما يجهد القلب بصورة أكثر من المعتاد, مثلاً عند ممارسة الرياضة العنيفة لفترات طويلة دون أخذ قسط من الراحة، أو في الطقس شديد البرودة أو في حالات الحزن الشديد أو الانفعال الشديد أو بعد تناول الوجبات الثقيلة.
وعلى الرغم من أن الأعراض المميزة للذبحة الصدرية شديدة ومفزعة للغاية، إلا أنها لا تمكث أكثر من دقائق وتختفي بعد فترة راحة قصيرة خلاف الألم المرتبط بالأزمة القلبية، وتتلخص الأعراض العامة للذبحة الصدرية في ألم يعتصر منطقة أعلى عضلة القلب الذي يمتد بدوره بعيداً عن القلب ليصعد لأعلى الصدر ثم تجاه الفك ثم يهبط أسفل الذراع الأيسر، وقد تصاحبه آلام غريبة مثل الألم في يد واحدة، وغالباً ما يصاب بها الرجال على الرغم من إصابة كثيرات من النساء بها في سن اليأس.
أسبابها وحلول مقترحة
- من أهم أسبابها وجود مشكلة في الشريان التاجي بالقلب، أو ارتفاع في ضغط الدم، وكلاهما يتفاقم بالتدخين وزيادة الوزن وارتفاع نسبة الكولسترول بالدم، وهناك أسباب فرعية أخرى قد تتضمن الإصابة بالأنيميا أو السكري.
- يستفيد مرضى الذبحة الصدرية من التعديل في أسلوب الحياة وعلاج الأسباب الحقيقية الكامنة وراء المرض. وهاتان خطوتان مهمتان جديرتان بالاتباع.
- وهنا يصف الطبيب العقاقير التي تساعد على التحكم في ارتفاع ضغط الدم، حيث تساعد هذه العقاقير على توسيع الشرايين التي تغذي القلب، مما يساعد على إمداده بتدفق أكثر من الدم, وكذلك الأدوية التي تساعد على تهدئة معدل ضربات القلب وتهدئة قوة التقلصات التي قد تحدث به.
- يساعد تناول جرعة يومية بسيطة من الأسبرين على منع الأزمات القلبية بالتقليل من احتمالات تجلط الدم.
- يساعد الاختيار الجراحي كذلك على توسيع الشرايين التي حدث لها تضييق باستخدام البالون الذي يتضمن وضع أنبوب صغير يسمى قسطرة لتوسيع الشريان مع جراحة فرعية.
أسلوب حياة وقائي
اتفق جميع الخبراء على أن تراكم الترسبات الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين هو أهم أسباب الذبحة الصدرية. وهذا معناه أن تناول الأغذية الصحيحة المضبوطة تحدث فرقاً, فهي تساعد بالتأكيد على منع التدهور في الأعراض وتفاقمها، بل إنها قد تحسن منها أيضاً, وقد أوضحت أحدث الاكتشافات العلمية أن هناك أغذية معينة تساعد على حماية القلب والصفائح الدموية ضد الأمراض.
- أهم عناصر هذا النظام الغذائي المصمم من أجل مكافحة الذبحة الصدرية تتضمن تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة؛ لأنها تحتوي على مستويات عالية جداً من الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامينات أ ،ج، هـ، وهذه الفيتامينات تزيل الجزيئات الحرة التي هي جزيئات ضارة تدمر خلايا الجسم، ولها دور كبير في التسبب في ضيق الشرايين.
- يفضل كذلك في هذا النظام الغذائي الوقائي تضمين الأغذية المحتواة على مجموعة فيتامينات ب في وجبتك الغذائية يومياً. فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هذه الفيتامينات تساعد على تقليل مستويات الحمض الأميني الذي يسمى homocysteine ويعجل بأكسدة الكولسترول الضار.
- وتضمين حمض الفوليك ضمن النظام الغذائي الذي يوجد في الكبد والكلى والخضراوات والبيض والحبوب المدعمة بالفيتامينات. وفيتامين ب6 الموجود في الأسماك وصفار البيض والحبوب الكاملة والموز والأفوكادو والمكسرات والبذور, وفيتامين ب12 الموجود في الحليب والكبد والكلى والبذور المنبتة والبيض والبقوليات.
- يراعى التوقف عن تناول الدهون المشبعة وتناول الدهون غير المشبعة بدلاً منها من مصادر نباتية مثل زيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت بذرة الكتان وزيت السمسم وغيرها من الزيوت ذات الأصل النباتي.
- يراعى تجنب الدهون المتحولة المهدرجة؛ لأن خطرها كبير جداً على الشرايين، ويلاحظ أنها توجد في كثير من المنتجات التجارية التي يدخل في صناعتها السمن الصناعي كالبسكويت والكيك والفطائر.
نصائح تغذوية
- تساعد الأغذية المحتواة على الأحماض الدهنية أوميجا 3 على منع تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين، ومن المصادر الجيدة لهذه الأحماض الدهنية الأسماك الدهنية مثل السردين والرنجة والمكاريل والسلامون والتونا. لذا ضعها في قائمة وجباتك مرتين أو ثلاثاً يومياً.
- تساعد الألياف القابلة للذوبان على التقليل من مستويات الكولسترول، لذا يجب أن تجعل ضمن وجبتك الغذائية بطريقة مثالية 6 ثمرات يومياً من الأغذية الغنية بالألياف التي من أمثلتها الخبز والمكرونة والحبوب التي يفضل أن تكون مصنوعة من الحبوب الكاملة، وكذلك الخضراوات النشوية مثل البطاطس والبطاطا.
- يحتوي كل من البصل والثوم على مركبات تساعد على إعادة التوازن في الجسم في صالح الكولسترول النافع لذا ينصح بتناولهما في صورة طازجة في السلاطات لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة.