|
في جازان |
ثلاث مرات في غضون ثلاث سنوات قُدِّر لي أن أزور جازان أو جيزان لا أدري كيف أكتبها!! وقد كان رسم اسمها موضع خلاف واختلاف كما هو معروف بين القمتين والرمزين حمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري رحمهما الله..
لم يطل المقام بي طويلاً بجازان في أيٍّ من الزيارات هذه..
وبالتالي، فلم يتبين لي بما فيه الكفاية حجم الجهد المبذول لتحديث وتطوير هذه المنطقة..
***
في كل زيارة لجازان كنت أشعر بسعادة كبيرة مع ساعات أثيرة أقضيها من عمري هناك..
وأخرج مشمولاً مثل غيري من زوارها بسخاء من العواطف ، وهي شيمة أهلنا هناك..
وما تركتها في أيٍّ من زياراتي الاّ وشعرت بالندم أن حائلاً صادفنا في الطريق وحال دون مزيد من الوقت كان ينبغي أن أقضيه بين جبالها وسهولها وبحرها الجميل..
***
وجازان بناسها، وأرضها يُحار المرء عندما يريد الاستدلال على أفضل ما يمكن أن يُقال من كلام عنها..
فهي امتداد ساحلي جميل..
وهي هضاب وجبال وسهول آسرة..
وجازان بلد زراعي متميز بأجوائه وتربته ومياهه، وتلك هبة من الله لأهلها الطيبين..
***
وهذه المنطقة على امتداد تاريخها عُرفت وعرّفت بأنها منبت للشعراء والمؤرخين والأدباء والإعلاميين والفنانين وذوي التخصصات النادرة في الطب والهندسة والاقتصاد وغيرها..
ومظلتها في كل هذا الذي يقال ويكتب ويروى عنها هو هذا الكرمُ، والشهامة، والتعامل الحسن التي تتصف بها حياة وسلوك وطبيعة الناس هناك..
***
ومنطقة بمثل هذه المواصفات..
وبكل هذا التميز..
بتاريخها المشرق
وموقعها المميز..
وبالنمو الهائل في عدد سكانها..
وبما حباها الله من وفرة في الخيرات..
فهي لذلك تحتاج إلى الكثير من المشاريع التنموية الملحة..
وإلى المزيد من الدعم لتطوير برامج التنمية فيها..
مثلما أنها تحتاج إلى الإسهام الفاعل والسريع من القطاع الحكومي والقطاع الخاص في إنجازات غير مسبوقة في فترة يتولى أمير شهم إمارتها..
***
فهنا في جازان كثافة سكانية كبيرة..
يقابلها بطالة كبيرة بين السعوديين..
والمؤشرات تنذر بالمزيد من فاقدي فرص العمل في أوساط السعوديين..
ما لم تتوافر للمواطنين فرص عمل بأعداد تستوعب هذه القائمة الطويلة والكبيرة التي ما زالت تنتظر..
وبنظري فإن الاستثمار الأمثل في هذه المنطقة المهيأة لإنجاح أي مشروع صناعي أو زراعي يأتي من الاهتمام أولاً بهؤلاء العاطلين كخيارٍ وحيدٍ لحل هذه المشكلة وتطوير المنطقة بمثل هذه المشاريع..
***
وحسناً فعل سمو أمير منطقة جازان الأمير فهد بن ناصر بن عبدالعزيز بتبنيه لعقد فعاليات مؤتمر اقتصاديات جازان تحت عنوان (الاستثمار الصناعي والعمل التعاوني الزراعي) ودعوته للوزراء المختصين ولرجال الأعمال للمشاركة معه في هذا التوجه السليم والجهد الخلاق نحو إيجاد صناعة وزراعة بمستوى أفضل في منطقة جازان.
***
لكن الأهم في هذا أن نرى التنفيذ..
وهذه مسؤولية كبيرة في أعناق هؤلاء الوزراء وأولئك الذين دعوا أو لم يدعوا من رجال الأعمال..
***
شكراً لأهلنا في جيزان، ولأميرها والمسؤولين فيها..
على كرم الضيافة..
وحسن المعاملة..
وما أحاطوا به المدعوين من تواصل حميم أثناء تواجدهم هناك..
والشكر أيضاً لابن جازان الوفي زميلنا الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ الذي عزّ عليه أن يرى أسماء زملائه ضمن قائمة المسجلين في قائمة الغائبين في سجل الحضور فأصر على تواجدنا وحسناً ما فعل.
خالد المالك
|
|
|
التعصب الرياضي كره يركل الكرة |
يبدو أن التعصب الرياضي أصبح سمةً للكثير من متابعي الـ (كُرة) لأنها تحظى بالاهتمام الأكثر على مستوى الرياضات جميعها دون منازع. لا يمر يوم أو تمر صحيفة يخلو أو تخلو من تصاريح نارية تشير بشكل أو بآخر إلى حالة مرضية لا تعني الانتماء بالتأكيد بقدر ما تشير إلى أن العقلية الرياضية لا زالت (أسيرة) لنمط غريب من الحب! زادت في حدة ذلك مدرجات الكرة وما تحفل به من شخصيات أشبه بالشخصيات الكارتونية في طريقة تعبيرها عن انتمائها لنادٍ أو لآخر. اتهامات توزّع في حالات الفوز أو الخسارة، وفي حالات وجود (منافس) يتحول إلى ضدٍ، وإلى ضدٍ كريه أحياناً بالنسبة لطرف آخر. أشكال من الممارسات الكلامية والجسدية والانفعالات التي تنعكس في شواهد كثيرة على الثقافة وعلى المجتمع، يساعدها في ذلك (متعصبون) قدماء بأبوة منقطعة النظير في إدارة الجماهير. لنقرأ آراء أصدقاء منتدى الهاتف حول التعصب الرياضي:
التعليم الفني!
محمد بن عبد العزيز اليحيى: من الجيد أن يطرح مثل هذا الموضوع الهام الذي يتطرق للتعصب الرياضي، هذا الداء الفتاك الذي وصل بضعاف العقول إلى أن ينعكس على تعاملهم مع زملائهم ومع أهلهم ووصول مشاحنات وعداوات قد تمتد إلى المشاكسات والتكسير.
كما أنها قد أفسدت عدداً من البيوت باختلاف ميول الزوجين، سواء على المستوى المحلي أو العربي.
التعصب الرياضي ظاهرة خطيرة تحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع بدءًا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والمؤسسات التربوية والتعليمية، ونخص المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وقطاع التعليم العام والجامعات السعودية والرئاسة العامة لتعليم البنات، نظراً لوصول داء التعصب حتى لداخل مدارس البنات، لكي نوقف أو على الأقل نحد من ظاهرة التعصب الخطيرة. فيجب أن تسهم الجهات الرسمية والقنوات الإعلامية المحلية من أجهزة مرئية أو مسموعة أو مقروءة في هذا الأمر بحيث يكون هناك نبذ للتعصب خاصة في جانب الصحف، التي تجسد هذه الظاهرة لدرجة أن البعض منها ترفض أن ينضم إليها محرر صحفي إذا كان لا يوافق ميول الصحيفة أو المشرف على القسم الرياضي فيها، دون النظر إلى خبرة أو مقدرات، بل المعيار الأساسي هو الميول، مما يُنتِج أقلاماً صحفية ضعيفة الخبرة والثقافة، السبب الذي يزيد من حدة التعصب.
فالمفترض لكي نحد من التعصب أن تقوم الأجهزة الإعلامية بنشر كل ما يهم الأندية على اختلافها بشكل متساوٍ من حيث المساحة المعطاة والمتابعة، كذلك عندما تكون هناك احتفالية بالفريق الذي يحقق بطولة محلية أو خليجية أو عربية يجب أن يعطى الفريق الفائز ما أُعطي الفريق الذي حققها قبله.
كما يجب أن يراقب مدرس مادة التربية الرياضية في المدارس والمعاهد والجامعات، لأن بعضهم يفرض على الطلاب ارتداء زي ناديه المفضل أو يحاول دفعهم إلى تشجيعه.
عناوين ساخنة
محمد عبد الله العولبي: دور الإعلام مهم جداً في إثارة التعصب الرياضي أو الحد منه، ومن أسباب التعصب الرياضي العناوين الساخنة في بعض الصحف وخاصة الرياضية منها، فهي تزيد من مشاعر التعصب الرياضي.
كما أن الدوافع النفسية من اللاعبين والإداريين والمعلقين تثير الجماهير المتابعة للرياضة وتزيد من حدة التعصب لديها.
سمة أزلية
سليمان أحمد الذويخ: لا يمكن بحال من الأحوال القضاء على التعصب الرياضي، إلا في حالة واحدة وهي إلغاء الرياضة نفسها، وعندها لن يتم القضاء على التعصب وإنما سيتحول إلى مجال آخر.. فالتعصب سمة أزلية ملازمة للإنسان سواء لمجتمع أو لقبيلة أو حتى لفكرة معينة، وما أكثر ما نرى التعصب حتى خارج الرياضة وبأشكال مختلفة منها مصادرة رأي الطرف الآخر.
ومع أن التعصب الرياضي كان واضحاً في الفترة الماضية عندما كانت الرياضة تشكل أهمية بالنسبة للشباب، ولم يكن هناك أمور أخرى لإشباع طاقتهم الفكرية والجسدية إلا بالانتماء والولاء لنادٍ معين يفرز به تلك الطاقات. أما الآن فالوضع بالنسبة للرياضة أصبح أخف وذلك بسبب التحول إلى اهتمامات أخرى من تعصب فكري وغيره، ولا تجد بقايا التعصب بشكله الحاد إلا في فئة كبار السن.
الخطأ والصواب
أبو عبد الله: التعصب الرياضي كان ظاهرة متفشية في المجتمع ولكنها خفت بدرجة كبيرة جداً ولله الحمد، ما عدا بعض الحالات الشاذة، وذلك لانتشار الوعي بين الرياضيين، وفي العموم ما أردت الإشارة إليه هو أن الوعي ازداد في أوساط المجتمع بشكل كبير وأصبح الناس يميزون بين الخطأ والصواب، وحتى نسعى للقضاء أكثر على التعصب الرياضي لابد من زيادة جرعات الثقافة والوعي الرياضي والوصول لحقيقة أن الرياضة عموماً لم توجد من أجل التعصب، وإنما من أجل الفائدة وقضاء الأوقات واستثمارها فيما يفيد النفس والروح والمساعدة على تهذيبها.
وكما أن في الرياضة فوزاً فهناك خسارة، أيضاً فلابد من تقبل الخسارة مثلما نتقبل النصر، وذلك من خلال تهيئة النفس على تقبل الأمرين بكل هدوء وطمأنينة، ولنساهم بذلك في انتشار ما يسمى بالروح الرياضية التي تنادي بسمو الأخلاق ونشر المحبة والخير بين الناس، ولا يجب أن ننسى أن الرياضيين هم جزء من المجتمع.
الجدار الفاصل
عواطف: فطر الله الإنسان على أن تكون له ميول محددة، وربما لا يملك الشخص أن يغير ميوله، فتتجه ميول شخص مثلاً لتشجيع نادٍ رياضي من دون أن يعلم لماذا، وهذه أشياء فطرية حتمية.
لكن البعض لا يغمض له جفن حينما يُهزم فريقه بينما يضحك وهو يشاهد مناظر الدماء المتدفقة من الشعوب الإسلامية، لابد أن نضع القضايا الإسلامية نصب أعيننا، ونبدأ بالأهم فالمهم، لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
فيجب أن نهتم بقضية الجدار الفاصل أكثر من قضية لماذا لم يعد الهداف الفلاني يسجل أهدافاً!.
كذلك بعض وسائل الإعلام زادت من مشكلة التعصب الرياضي، فهي أحياناً تكتب كلاماً جارحاً عن بعض الأندية مما يولد لدى البعض كره الأندية الأخرى، وهذا نقد هدام وليس بناء.
تدنٍ رياضي!
هلا عبد العزيز: كان بالإمكان قبل ثلاث أو أربع سنوات أن نطرح هذا الموضوع، لكن الآن لا نستطيع أن نطرحه، لأن مستوى الرياضة السعودية أساساً متدنٍ، ولا يوجد تعصب داخلي، إن أردت أن تقول تعصباً للرياضة الخارجية فهو ليس تعصباً بالمعنى المفهوم، وإنما هو مجرد مشاهدة وتفضيل للدوري الإنجليزي أو الإيطالي.
إساءة للرياضة
حسن حمد موسى المقبول: بداية يجب أن نؤمن بفكرة أن الرياضة بشتى أنواعها تعتبر هواية وفناً، لذلك يجب علينا احترامها وعدم الإساءة لها، وهذا ما يحصل الآن من سوء ممارسة لمفهوم التشجيع، فمن الواجب توعية المجتمع وتوجيهه نحو تحقيق المعنى الحقيقي لمفهوم الرياضة ومعنى أن تكون ذا روح رياضية.
العقل الرياضي
عبد الله إبراهيم الفوزان: يجب أن يحكم الفرد من عقله قبل عاطفته، فالعاطفة أحياناً هي التي تؤدي للتعصب، وعندما يحكم الإنسان عقله يمكنه أن يروِّض نفسه وأن يلتزم بقبول الواقع ومسايرته، ولكن العاطفة تقود للتصرف غير المسؤول، وربما يصاب الشخص باكتئاب أو قد يقف مواقف سيئة مع زملائه أو مشجعي الفريق المقابل، لك يمكن أن يروض الإنسان نفسه في التعامل بعقلانية مع ميوله الرياضي، حتى لو تصرف الآخرون وفق عواطفهم يمكنك أن تكون هادئاً وتقبل ما يصدر عنهم بروح عالية مما يدفعهم إلى إعادة التفكير في مواقفهم نفسها.
كبار الرياضيين
سهير مبارك البدير: اصطدامات وهجوم ونقاش قد يصل إلى العراك، صداقة تتحول إلى عداوة، وغير ذلك.. كل هذا لأن فريقاً ما خسر وآخر انتصر، هذه المقدمة لا تعني أنني لست من المتعصبين، رغم عدم رضاي عن نفسي، أما أسباب غليان التعصب فهي تصرفات كبار الرياضيين.
كيف نلوم مشجعاً وهناك من يدعمه ويقتدي به، هذا رئيس وذاك نائبه من رعاة التعصب المخفي؟!
وعندي ملاحظة قد تكون خاطئة، وقد تكون فيها نسبة ضئيلة من الصواب، ما أراه من قلة الجمهور في الملاعب بعد الكثير من الأسباب قد يكون قلة التعصب، إلا أن هناك شيئاً من الحقيقة في هذا التوقع، فما أراه حالياً أن الجمهور عندما ابتعد عن التشجيع القريب من التعصب ابتعد الكثير من الشباب من متابعة المباريات والمنافسات الرياضية.
القيم والعادات
سليمان حمود: أرى أن التعصب الرياضي ليس بذلك الحجم، بل ربما يكون من الضرورة أن يكون للشاب ميول رياضية وانتماء لفريق يشجعه بدلاً من التفحيط وغيره من الممارسات الضارة، وليس بالضرورة أن تصل لمرحلة التعصب، وألا يكون الأمر مخالفاً للقيم والعادات والتقاليد.
ابتكار أجيال
محمد بن عبد الله الداوود: برأيي لا وجود في الأصل للتعصب الرياضي وإنما هو من ابتكار الأجيال الحديثة، وليس هناك في الدول المتقدمة من التعصب الرياضي الشيء الكثير خاصة بين طبقات المثقفين والعارفين.
ففي أمريكا مثلاً نجد أن الناس لا يهتمون بالنواحي الرياضية كثيراً، فأين هي من البطولات الدولية؟
فالتعصب ممقوت وهو إضاعة للوقت فيما لا فائدة منه، والتشجيع للرياضة هو ترويح عن النفس، وليس إثقالاً لكاهل الفرد وزيادة هم ونصب وتفكير. فالمشاحنات والردود والمساجلات على النطاق العام، أو الخلاف بين الأفراد في البيت الواحد أو في المجلس الواحد أمور يجب أن نبتعد عنها، وأن نركز على ما يفيدنا ويفيد مجتمعنا.
أنظمة رياضية
علي المجحدي: الرياضة تهم قطاعاً كبيراً من فئات المجتمع، والتعصب في حد ذاته أمر غير جيد سواء كان في الرياضة أو في أي مجال آخر، وأعتقد أنني أستطيع أن أسميه بدون تحفظ فيروساً يهدم الرياضة.
والتعصب له مسببات، وبحكم التصاقي كمشجع بالمجال الرياضي وكمتابع لهذا النشاط أرى أن من أسبابه أولاً الأنظمة وعدم تطبيقها على الجميع لأن الرياضة مجال حيوي، فالرياضة كالفروسية مثلاً ينبغي ألا يحصل على المشاركة فيها صاحب الجاه أو صاحب المال فقط، بل يجب أن يكون المجال متاحاً لصاحب المجهود الذي يمكنه من المشاركة وإثبات جديته ومقدرته. فأنظمة الجهات المشرفة على الرياضة لا تتيح المجال للكل للمشاركة في الأنشطة الرياضية. وفي حين أن الرياضة عندنا تقفز قفزات كبيرة تجد أن الأنظمة (مكانك سر)، فعندما تجد لائحة تخص لعبة معينة تشعر أن تطبيقها يتم وفق نظرات محددة وأنها تطبق على هذا من اللاعبين ويستثنى منها ذاك.
ويجب أن تطبق اللوائح الموجودة على الجميع دون استثناء حتى يعلم كل من يمارس الرياضة أنه خاضع للنظام وأنه إذا أخطأ سيعاقب كما أنه يثاب إذا أصاب.
ثانياً من الأسباب الداعية للتعصب عدم وجود الشفافية الكاملة في التعامل مع الأحداث. وثالثاً التعامل بمكاييل مختلفة بين جهة وأخرى ومنطقة وأخرى، فبعض المناطق تجد أن لها مميزات محددة، فالبطولات والألعاب تقام في الرياض أو جدة مثلاً، ونادراً ما تقام بطولات في أماكن أخرى. فلماذا لا نوزع البطولات على المناطق أو حتى المباريات في البطولة الواحدة وخاصة الألعاب الأخرى غير كرة القدم مثل السلة والطائرة.
وهناك عامل آخر يشجع التعصب ويزيد منه وهو الإعلام، وخاصة الإعلام الرياضي فيجب أن يكون هناك التزام في الإعلام، ولا أحب أن أتحدث عن صحيفة معينة أو جهاز بعينه، ولكن هناك مقياساً يجب أن يلتزم به الجميع، نعم الصحفي إنسان وله ميول يجب ألا نحرمه منها لكن المطلوب منه احترام جمهور الفرق الأخرى مثلاً، وعدم الإساءة والتجريح للجهات التي لا يشجعها الصحفي أو لا يميل إليها.
وأخيراً الأندية الرياضية أيضاً لها إسهام في إثارة التعصب من حيث تصريحات الإدارات والأعضاء واللاعبين والتصرف في حالة الهزيمة أو في حالة الانتصار. وعموماً ليس عيباً أن يحب الشخص فريقاً أو نادياً وأن يطمح الشخص لفوز فريقه وتطوره، لكن المرفوض هو التعصب الأعمى وعدم تقبل الآخر.
شريان الحوار
أبو حسام المذهم: التعصب الرياضي يتم ترويضه بإلغاء المشاحنات من الصحافة بشكل عام، ومن الصحف والمجلات الرياضية بصفة خاصة لأنها تؤدي إلى مخرجات سلبية تفسد الوسط الرياضي ذاته والوسط المتابع الذي يترجم الخلافات البسيطة إلى مشكلات كبيرة ومؤثرة. والذي زاد الهوة هو الزخم الإعلامي المخرج لتلك الخلافات بالوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة.
ويفضل أن تكون الصحافة الرياضية فقط للأخبار والنتائج وأن تكون في منأى عن الخلافات، وكفانا خلافات حتى في الوسط الرياضي. ومن المفترض أن يعيش الرياضيون من رؤساء أندية ولاعبين وحكام بروح رياضية عالية متميزة في تعاملها وأخلاقها وأتمنى أن يكون الحوار شرياناً للتعامل الرياضي لنحقق أهدافاً سامية تربوية وخلقية نتاجها يظهر على المتابع ذاته ومن يعيش الرياضة على حد سواء.
تصرفات اللاعبين
سلطان إبراهيم السعيد: إذا تحدثنا عن التعصب في محيط اللاعبين مثلاً فيمكننا أن نقترح التحاور مع اللاعبين الذين يتصرفون بتعصب وبأفق ضيق من خلال التصرفات وردود الفعل التي تصدر منهم بسبب تصرف الجمهور في أرض الملاعب خاصة جمهور الفريق الخصم. فتصرفات اللاعبين والإداريين عقب المباريات أو أثناءها هي التي تثير التعصب بين الجماهير وتؤدي إلى حدوث مشاكل وخلافات تظهر على الصحف وفي المجالس العامة والخاصة.
... بالقوّة
ةسارة القحطاني: أنا من رأيي أن التعصب الرياضي كالتعصب في أي مجال آخر، فهو يقوم على أساس الثقافة والعقلية هل هي متخلفة أم متحضرة!. ومن الصعب ترويض التعصب الرياضي، فالحل يملكه المتعصب نفسه، فهو يملك القدرة على التحكم في أعصابه والتمسك برأيه دون التعدي على الرأي الآخر وافتعال المشاكل.
ومن غير المعقول أن تجبر الآخر على أن يحيد عن رأيه ويقتنع برأيك بالقوة، فالإنسان المثقف صاحب العقلية المتحضرة هو الذي يشجع فريقه دون تعصب، فإذا كان الفوز حليفه سيبقى في ضمن الحدود ولا يتسبب في إيلام مشاعر الآخرين، أما إذا خسر فالقادمات أكثر وعليه أن يتقبل الهزيمة بروح رياضية ويهنئ أصدقاءه من مشجعي الفريق الآخر. حيث لا يستدعي الأمر أن يقيم الدنيا ولا يقعدها سواء كان فريقه فائزاً أو خاسراً.
مرفوض!
أحمد علي طارقي: التعصب أمر مرفوض، والوضع في بيئة المتعصبين لبعض الأندية الرياضية عندنا قريب من الحرب، ولا يخفى ما يحدث بين من يشجعون الهلال ومن يشجعون النصر مثلاً، أو الأهلي والاتحاد.
فالبعد عن هذه النظرة البعيدة عن الطبيعة وبعيدة عن الواقع ليست محمودة، خاصة وأن الرياضة ليست مجالاً للتشجيع والتعصب بل هي ممارسة مفيدة للإنسان، وهناك ما يجب أن يلفت اهتمامات الناس أكثر من التشجيع والتعصب وخاصة في وقتنا الحالي.
خطورة وحلول
جاسم عبد الله العتيبي: هذه ظاهرة يمكن علاجها بعدة طرق.. أولاً طرح النقاش في هذا الموضوع بكثرة ودراسة الحلول الممكنة وتطبيقها، ثانياً القيام بعقد ندوات ولقاءات مخصصة لهذا الموضوع لتنوير الجمهور واستقطاب أنواع من الأشخاص الذين يعرفون بالتعصب ومحاورتهم وسؤالهم ماذا استفادوا من التعصب؛ حتى يستفيد الشباب من تجربة من سبقوهم، ولكي يعرفوا ألا فائدة من التعصب غير إثارة البلبلة والحساسيات بين الناس.
والموضوع خطير بالفعل، والإعلام له دور كبير في هذا الأمر، فأحياناً بعد المباريات يؤدي التعصب إلى حدوث مشاكل ومشاجرات فعلية، فينبغي تربية النشء على نبذ فكرة التعصب المنبوذ أصلاً في كل الأمور سيما الرياضة التي ينبغي أن ترسخ فكرة التعاون مع الآخر.
الخداع والغش
سامي عبد العزيز البليهد: لا شك أن التعصب الرياضي سبب قوي لكثير من المشاكل، وأول تلك المشاكل ترك قيم وتقاليد الإسلام، ولن تتقدم دولة في الرياضة طالما تشهد تعصباً أعمى، فالتعصب يؤدي إلى الخداع والغش في كثير من الألعاب وبالتالي القضاء على الرياضة والرياضيين.
وكيفية التخلص من هذا الداء، هو وضع عقوبات صارمة لمن يرتكب أخطاء ناتجة عن التعصب الرياضي الأعمى، وإذا لم يرتدع المخطئ يجب إبعاده عن هذا المجال.
ونصيحتي للمتعصبين بترك التعصب، فكم ذهبت من أرواح، وكم أصيب الناس بأمراض مثل الضغط وأمراض القلب والشرايين بسبب التعصب.
قيم وأخلاق
صالح عبد الله: الرياضة أمر محمود وطيب ومفيد في حياة الإنسان، ولعلنا نلحظ أن ديننا الإسلامي أوصى بالرياضة مثل المشي الذي لازال الطب يعطينا منافعه وفوائده العظيمة حتى اليوم، وربما يكتشف من فوائده أكثر وأكثر في المستقبل، وهذا دليل واضح على أن الرياضة مهمة في حياة المسلم.
هذا فيما يخص الممارسة الشخصية للرياضة، أو الميول والتشجيع، فنقول عنه لا بأس إذا كان هذا يحدث بشكل مضبوط بقيم وآداب، ولا تشجيع في أوقات الصلاة ولا في أوقات العمل إلى غير ذلك، فالتشجيع راحة وانسجام وتغيير، لكن الأمر المحزن تلك الأخطار التي تنتج عن التعصب بين شبابنا، فهذا يطلِّق زوجته لأنها غير مشجعة لناديه وغير مائلة له، وهذا يقاطع أخيه من أمه وأبيه ولا يكلمه لأنه يشجع فريقاً آخر، فنحن أمة واحدة لا يجب أن تفرق بيننا أمور جانبية وغير ذات أهمية ولا فائدة.
بل بهذه الطريقة تصبح الرياضة تفاهة وخروجاً عن الصواب، ويجب أن نرجع إلى ديننا وقيمنا وهو أسلم الطرق لترويض التعصب، فديننا يرفض الغضاضة والمقاطعة والمشاحنة، وهذا أقرب الطرق للابتعاد عن التعصب.
شعور زائد
رغد عبد الرحمن: التعصب أو الشعور الزائد بالانتماء لأحد الأندية ليس سيئاً إذا كان في حدود، وإذا كانت الأندية تستحق ذلك، لكن إذا تعدى التعصب الحدود وأصبح تعصباً أعمى فيصبح الأمر خطراً، خاصة أنني قرأت قبل فترة عن أخ يقتل شقيقه بعد إحدى المباريات المحلية.
فيجب التقليل من تناول الشئون الرياضية في الصحف وأجهزة الإعلام بالطريقة التي تثير التعصب وتؤججه بين الجماهير، والسعي لتثبيت وجهة نظر مغايرة لذلك تركز على نبذ التعصب والتفكير في الرياضة على أنها منافسات شريفة.
جنون البقر!
علي عبد الله السهمي: التعصب الرياضي أشبه بجنون البقر الذي يصيب الجماهير الرياضية، فالمصابون بالتعصب الرياضي لا يمكنهم تقبل أي آراء ولا تقبل النقد الصحيح، فيعتبرونه قذفاً وتشويهاً لسمعة ناديهم.
ولا يمكن ترويض التعصب إلا بتبني النقد الهادف، ومنع المتعصبين من تبادل الشتائم عبر القنوات الإعلامية المختلفة، وتوجيههم إلى خدمة النادي الذي يشجعونه بدلاً من الدفاع عنه بالحق وبالباطل.
إعلام ورؤساء
سامي العتيبي: أتوقع أن التصاريح اللاذعة التي يصدرها رؤساء الأندية وتنشرها الوسائل الإعلامية هي السبب الرئيسي للتعصب.
كما أن بعض الصحف للأسف تميل إلى أحد الأندية مما يجعلها غير منصفة في تناولها لما يخص الأندية الأخرى، مما يزيد من وتيرة التعصب الرياضي.
آباء التعصب
محمد عبد الله الصويغ: نرى أغلبية المشجعين من المتعصبين عندما يخسر فريقهم يجعلون اللوم على المدرب وعلى اللاعبين، فما ذنبهم؟! لأنهم بشرٌ مثلهم، وكرة القدم لابد أن يكون فيها فائز أو خاسر، أو يكون فيها تعادل في النتيجة، ولكن المشجع المتعصب دائماً لا يقتنع بمستوى الفريق، بل يريد الفوز لفريقه وبشكل مستمر، ولكن الفوز من الصعب أن يتحقق على الدوام.
ومن ناحية أخرى نرى فئات من المشجعين المتعصبين عندما يحضر المباراة في الملعب عندما يفوز فريقه يقوم بإلقاء بعض العبارات الاستفزازية للآخر، وهنا لا يحتمل المشجع المتعصب للفريق الآخر هذه العبارات الموجهة له، ويحدث الشجار، والبعض الآخر من هؤلاء المشجعين المتعصبين نراهم يجعلون منازلهم كالأندية تماماً لا تختلف عنها في أي شيء، وليت هؤلاء من المراهقين أو من الشبان، بل المصيبة أنهم من الآباء، فإذا كان الأب متعصباً فكيف لا يتأثر أبناؤه ويصبحون متعصبين مثله، ودمتم سالمين من هؤلاء المتعصبين.
ضبّاط التصريحات
ماجدة: المنافسة الشريفة مطلوبة في ملاعبنا، ولكن مع زيادة المنافسة لا يخلو الأمر من وجود التعصب، ومن أسبابه التفرقة بين الأندية، ولم يقتصر الأمر على التفرقة بين نادٍ صغير ونادٍ كبير، ولكن وصل الأمر إلى التفرقة بين الأندية الكبيرة نفسها، والأمر الآخر هو انحياز التحكيم بشكل واضح لنادٍ واحد، ومع ذلك يخرج في الموسم ببطولة أو اثنتين، ومن المفترض أن يحرزها كلها بسبب ذلك التدليل، كما أن أجهزة الإعلام تلعب دوراً أساسياً في تشجيع التعصب بانحيازها لهذا النادي أو ذاك وتبني كل ما يصدر عنه والدفاع عنه باستمرار، والتعامل مع الأندية الأخرى وكأنها ليست أندية سعودية.
كذلك يأتي دور رؤساء الأندية وإدارييها الذين تخرج تصريحاتهم عبر أجهزة الإعلام دون ضوابط مؤججة للخلافات.
تصريحات متعصبة
حورية عبد الرحمن السبيعي: ليس التعصب الذي يحتاج للترويض، وإنما بعض المسؤولين في الأندية هم الذين يجب تحجيم تصرفاتهم وتصريحاتهم، فهم الذين ينشرون بذور التعصب بين جماهيرهم وبالتالي ينتقل هذا التعصب إلى باقي جماهير الأندية.
على سبيل المثال رئيس أحد الأندية إذا أراد أن يمتص غضب جماهيره بعد كل خسارة مذلة أو تعادل مخجل أو حتى فوز بشق الأنفس، ما عليه إلا أن يطلق العنان للسانه في القنوات الفضائية ليسب هذا ويقلل من شأن ذاك.
وهنا نطالب سمو الرئيس العام لرعاية الشباب أن يكون هناك قرار بمنع مثل هذه التصريحات، وإيقاف من يصرح بهذه التصريحات.
إداريون ولاعبون
إبراهيم محمد مشوح العنزي: التعصب آفة تنخر في جسم الرياضة وتلغي الروح الرياضية التي يفترض سريانها بين كافة الفئات الرياضية، وتثير العداوة والبغضاء بين الرياضيين من لاعبين وإداريين وجماهير.
والتعصب الرياضي ظاهرة سيئة منتشرة في كل مجتمع وفي اعتقادي يمكن التخفيف من حدتها بعدة طرق، أهمها الإعلام ودوره الكبير والأساسي في محاربة التعصب ونشر الوعي بين فئات المجتمع، وثانياً دور الأندية من حيث عدم الأخذ بمبدأ التصريحات التي تستهدف الفريق المنافس، أو من حيث الشماتة في الفريق المنافس بعد الفوز عليه، أو من حيث ترصد أخطاء المنافس والتخريب عليه، كذلك دور الإداريين واللاعبين بعدم إثارة المنافس والتنديد به عبر الحوارات والتصريحات الصحفية، والتمسك بذوق وأخلاق الرياضة.
وهناك دور هام للجماهير بعدم الإساءة لأي فريق أو لأي لاعب، والنظر إلى المنافسة الرياضية باعتبارها منافسة شريفة، ولابد فيها من فائز أو خاسر.
أخبار كاذبة
إيمان: التعصب داء انتشر في وسطنا الرياضي بشكل مخيف لدرجة أنه قد يؤثر على المنتخب الوطني.
وأعتقد أن السبب الرئيسي في التعصب الرياضي يعود للإعلام بما يبثه من أخبار كاذبة الغرض منها فقط نشر التعصب، ولو فكّر كل مشجع بناديه وانفرد به وانتقده دون التعرض بالإساءة للنادي الآخر لكنا تمتعنا بوسط رياضي مثالي.
ترويض
سليمان صالح الخلف: يمكن ترويض التعصب الرياضي بكثير من الطرق، منها التوعية المستمرة من قبل أجهزة الإعلام وتبيين عدم فائدة التعصب، وابتعادها هي نفسها عن هذا الطريق.
يوميات
يوسف العبود: أرى ألا يكون هناك صفحة يومية تتحدث عن الأخبار الرياضية في الصحف، فبدلاً أن تكون يومياً يمكن أن تكون مرة أو مرتين في الأسبوع، مع التقليل من التحليل الزائد للمنافسات الرياضية، فهناك مبالغة كثيرة في التحليل الرياضي.
إثارة
سلطان مقبل حمود الخضيري: تقريباً.. التصريحات الصادرة من رؤساء الأندية في الصحف هي التي تزيد من حدة التعصب بين جماهير الأندية، كذلك المقالات والتحليلات الصحفية المثيرة.
مصيبة!
أحمد عبد الله محمد: التعصب الرياضي مصيبة كبيرة في مجتمعنا الحاضر، وليس لها علاج حسبما أرى.
قواعد
محمد إبراهيم الرميزان: يمكن تخفيف حدة التعصب الرياضي بفهم القواعد الأساسية للرياضة نفسها، ونشر الروح الرياضية بين الجماهير والممارسين في المنافسات الرياضية.
كما يجب تفادي الارتباك والخوف من تعليقات الصحافة بالنسبة للاعبين.
فهم الفائدة
عبد العزيز عبد الله: إذا أردنا ترويض التعصب الرياضي يجب أن نعي أن الرياضة جعلت للفائدة والتسلية وقضاء وقت الفراغ والمنافسة الشريفة، وهذا يعني أنها لا تستوجب هذا التعصب الذي نشاهده الآن.
خاتمة
ولا يزال الاستفسار قائماً..
ولا نزال نسأل المتخصصين:
كيف يمكن أن نقوّم من حال فوضانا؟
كيف يمكن أن نشجّع باستمرار على استمرار الرياضة والمنافسة لا النزول ولا النزوح إلى ما يشبه الهمجية في رفض التنافس ورمي الآخر بالتهم ومحاولة البقاء في الميدان (وحدنا)!
الرياضة ليست شعاراً واحداً
الرياضة ثقافة وحضارة متى ما تنبهت المؤسسات المعنية بأن هناك خللاً في بنية وعي الجماهير.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|