مصاريف التعليم الثانوي في مملكة ليسوتو الفقيرة الواقعة بمنطقة الجنوب الإفريقي باهظة وعدد المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة محدودة للغاية لدرجة أن بعض الأسر تضطر لدفع الرسوم الدراسية لأبنائها في صورة ماشية.
وكانت قضية التعليم بشكل عام والرسوم الدراسية على وجه الخصوص واحدة من القضايا الساخنة في ليسوتو خلال الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في البلاد أمس السبت.
ويدفع الطلاب في مدرسة ماسيانوكنج العليا (الثانوية) على مشارف العاصمة ماسيرو 1200 مالوتي (167 دولارا) سنويا كرسوم دراسية وهو ما يعادل خمس متوسط دخل نصف المواطنين في ليسوتو الذين يقل متوسط دخل الفرد منهم عن دولارين يومياً.
وبالنسبة للأسر التي لديها أكثر من ابن في مرحلة التعليم الثانوي، فإن التكلفة هائلة ولاسيما أن هذا المبلغ لا يشمل ثمن الزي المدرسي والأدوات المدرسية. وتكاد المنح الدراسية تقتصر علي التلاميذ يتامى الأم والأب أو أحدهما وأبناء الأسر شديدة الفقر الذين يصنفون تحت مسمى معوزين.
يذكر أن حكومة ليسوتو شرعت قبل سبع سنوات في برنامج لمجانية التعليم في مرحلة التعليم الأساسي بمعدل صف كل عام حيث تنتهي الصفوف السبعة عام 2006م. وحقق البرنامج نجاحا هائلا حيث بلغت معدلات الانتظام في هذه المرحلة 85 في المئة لكن هذا أدى إلى اكتظاظ فصول المدارس- مثل مدرسة ماسيانوكنج- المكتظة أصلاً بالتلاميذ.
ويجلس التلاميذ وقد تلامست أكتافهم على مقاعد خشبية طويلة، وكانت المدرسة تقبل نحو 120 تلميذا جديدا كل عام.
وفي عام 2007 ارتفع هذا الرقم إلى 161 ومن ثم زادت كثافة الفصول إلى 60 تلميذا للفصل الواحد.
ويقول مومبي مدير المدرسة بنبرة تشي عن مشاعر الإحباط واليأس: (لدينا مختبر واحد للمدرسة كلها يستخدم في دروس مواد الاحياء والكيمياء والفيزياء، أريد مختبرين أو ثلاثة).
وإلى جانب مشكلة الرسوم الدراسية المرتفعة، فإنه تثار أيضا قضية جودة التعليم حيث لا يتقاضى معلمو المدارس الابتدائية سوى 900 مالوتي تقريبا في الشهر وهو ما يزيد قليلا على أجر العامل غير الماهر في صناعة النسيج، مما يجعل من المستحيل تقريبا اجتذاب شباب مؤهلين للعمل في التدريس.
ويقول مومبي: (الناس يتجهون إلى التدريس لانه لا يوجد خيار أفضل أمامهم).