أكد باحثون مختصون في دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للطب النفسي أن الإجازات هي أفضل الوسائل للتغلب على التوترات العصبية وحالات الكآبة التي يسببها روتين الحياة اليومية.
وأوضح علماء النفس أن التمتع بالإجازة سواء بالسفر أو الاسترخاء في المنزل أو ممارسة الهوايات المحببة والأنشطة الرياضية الممتعة أو بالمشاركة في مهمات اجتماعية، يساعد في تحسين صحة الإنسان ومزاجه ونفسيته وتزيد من حيويته، خصوصاً إذا ما تصاحبت مع تغير الأجواء المحيطة وأنماط الحياة اليومية.
ودعا الخبراء أصحاب المؤسسات والشركات ومسئولي الحكومة إلى إعطاء موظفيهم جميع إجازاتهم المقررة كاملة والتأكد من أنهم يأخذونها ويستمتعون بها؛ لأن عدم أخذ الإجازات المحددة في لوائح العمل يعرض الكثير من العاملين والموظفين لمخاطر صحية ونفسية شديدة، كما أن العمل المرهق يؤثر على إنتاجية العامل بشكل كبير بسبب الإجازات المرضية المتكررة.
وأشار علماء النفس إلى أن الكثير من الموظفين يرفضون أخذ الإجازات على مضض حتى لا يفقدون أعمالهم عند استبدالهم بغيرهم أو يتم وصفهم بالإهمال وهو ما يزيد من احتمالات إصابتهم بالأرق والقلق والاضطرابات النفسية كالكآبة والإحباط والملل؛ لذا فمن الضروري قضاء الإجازة بصورة صحيحة والتمتع بها لتحسين المزاج والصحة وتقليل مستويات التوتر النفسي والعصبي فالإجازة الممتعة هي أفضل وأقوى المضادات للتوتر العصبي. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يستمتعون بإجازاتهم سواء الأسبوعية أو السنوية بصورة جيدة يتعرضون لمخاطر أقل للوفاة بنسبة 17 في المائة من الأشخاص الذين يمضون إجازاتهم بشكل خاطئ.
ويرى خبراء النفس أن الإجازات تعتبر فرصة جيدة للتقارب الأسري، خصوصا مع الأطفال، والتواصل مع الأصدقاء والأقرباء وإعادة التوازن الجسدي والمعنوي المفقود بسبب متاعب العمل ومسؤوليات الحياة.