للإعلام دور أساسي وإيجابي في المجتمعات ككل وإن كانت هناك تخصصات عديدة له فهذا يعني غناه وتعدد روافده، وربما ظن البعض أن إعلام اليوم همّش نفسه وقلّص دوره في مجالين فقط، هما الأخبار والترفيه، ولم يعد هناك متسع من الوقت للوقوف على مشاكل المجتمع بصورة صادقة وايجابية وعدم الاكتفاء ببرامج الإثارة تحت مبررات أنها ناقوس خطر لتنبيه المجتمع وهي في حقيقتها برامج إثارة، الهدف منها محاولة لجلب شريحة جماهيرية جديدة، والدليل على ذلك (أن جميع البرامج التي قدمت عن أطفال الشوارع، والدجل والتحرش وما أكثرها) لم تؤت ثمارها لأن حقيقة تقديمها مغايرة لأهداف طرحها.
والحقيقة أن الصورة ليست بهذه القتامة فهناك قلة قليلة تعتمد الإعلام الإيجابي هدفاً (ولو في أوقات قليلة) وهذا ما لفت الانتباه في الفترة القليلة الماضية فعندما ظهرت (أزمة نقص أكياس الدم في المستشفيات المصرية) سارع التلفزيون بتقديم حملات تهدف لتوعية المجتمع بأهمية وجود كم كبير بصفة مستمرة لإنقاذ حياة العديد من الناس وعرض صوراً لأطفال وتقارير عن عدد المرضى المصابين بأمراض تتطلب حاجتهم الملحة (للدم) وبصفة مستمرة كانت لهبة الإعلام دورها الكبير في التغلب على هذه المشكلة وفي وقت قياسي، والجميل أن هذه الحملات لم تقتصر على المحطات الحكومية فقط ولكن كان للقنوات الخاصة أثر كبير وبارز في التئام هذا الجرح الاجتماعي الطارئ.
فهل تعتمد المحطات الخاصة الخليجية أسلوب الإعلام الهادف خاصةً وأن هناك العديد من الأمور التي تستدعي وقفتها الجادة فيها مثل (الماء والسبل الصحيحة لترشيده، والطاقة وغيرها) أم ستنتظر (كارثة) لا قدر الله كي تتحرك؟
تركي البسام
tb787@hotmail.com