واشنطن تسخر من أموال جمعتها الحكومة الفلسطينية
اتفاق للتهدئة بين فتح وحماس وأنباء عن إلغاء زيارة مشعل للقاهرة

* غزة - نابلس - واشنطن - بلال أبو دقة - الوكالات:
كانت بداية متفائلة لأسبوع جديد أمس في الأراضي الفلسطينية، حيث أشاع نبأ ذاع مع ساعات الصباح الأولى عن اتفاق بين حركتي فتح وحماس على تخفيف التوتر، أجواء من الارتياح حلَّت محل مخاوف توقّعت سبتاً دامياً وفقاً لتعبير مراقبين للشأن الفلسطيني.. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إنهما قدّمتا فجر أمس السبت مبادرة مكونة من تسع نقاط تهدف إلى نزع فتيل التجييش والتحشيد والاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس، وقال بيان للجبهة إنهما عقدتا سلسلة من اللقاءات المكوكية مع كل من وزير الداخلية سعيد صيام وقيادتي حركتي فتح وحماس.
وجاء الاتفاق صباح السبت ليخفف من حدة التوتر الذي زاد بعد أن اتهمت حركة حماس الحاكمة بعض الموالين للرئيس محمود عباس بالتخطيط لمحاولة انقلاب. ووجهت حماس هذا الاتهام في بيان يوم الجمعة قائلة إن الموالين لعباس خططوا لاقتحام بعض المباني العامة يوم السبت أمس، ولم تتهم حماس عباس نفسه.
وعلى الرغم من أن حماس لم تقدّم دليلاً على وجود مؤامرة ورفض مسؤولين من حركة فتح التي يتزعمها عباس ذلك بوصفه أكاذيب فإن هذا الاتهام يؤكّد الصراع المر والعنيف على السلطة بين الجانبين.
واتفق الجانبان المتناحران على عقد اجتماع في غزة لإخلاء الشوارع من كل مسلحي الطرفين وعدم السماح إلا للشرطة بالقيام بدوريات.وقال إبراهيم أبو النجا عضو لجنة الفصائل الفلسطينية إن حماس وفتح ستساعدان قوات الشرطة على الانتشار وستمنعان أي تجمعات أو ظهور مسلح لأعضائهما.
وبعد الاجتماع قال فتحي حماد وهو من كبار زعماء حماس إن الخوف من احتمال قيام البعض بمحاولة انقلاب قد تلاشى.
وقال بيان الجبهة الشعبية إن من بين ما تم الاتفاق عليه وقف الحملات الإعلامية السلبية واستبدالها بحملة إعلامية إيجابية تعزّز عوامل الثقة، وحصر أي حدث قد يحدث في مكانه والامتناع عن نقله إلى مواقع أخرى، وأن تتولى الشرطة وحدها معالجة ما يمكن أن يحدث.
وزادت حدة الصراع على السلطة بين حماس وفتح في الأسابيع الأخيرة بعد أن أخفقتا في الاتفاق على حكومة ائتلافية.
وكان عباس وهو من المعتدلين يريد اتفاقاً من شأنه أن يعترف ضمنياً على الأقل بإسرائيل.
ومن جانب آخر ذكرت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى فجر أمس السبت أن المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة تعثَّرت بعد تراجع إسرائيل عن موافقتها على المطالب الفلسطينية وهو ما قد يدفع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لإلغاء زيارته المحتملة لمصر.
وقالت المصادر في تصريحات لموقع سما الإخباري على الإنترنت إن إسرائيل رفضت إطلاق سراح مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح ومحمد جمال النتشة القيادي في حماس عقب بعض التصريحات التي أدلى بها بعض قادة حماس يوم الجمعة.
وأوضحت أن مشعل قد يلغي زيارته المرتقبة لمصر عقب هذا التعثّر قائلة إن (الاختلاف على شروط بسيطة ولكن الجانب الإسرائيلي لا يرغب في تسهيلها).
وتأتي هذه التطورات بعد أن أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس يوم الجمعة أن ملف الجندي الإسرائيلي المحتجز (ناضج تقريباً) للحل، موضحاً أن رئيس المكتب السياسي للحركة سيناقش الموضوع مع مسئولين مصريين خلال زيارة قريبة إلى القاهرة.
وفي سياق آخر سخرت الولايات المتحدة من الجهود التي تبذلها حركة حماس لجمع الأموال في العالم الإسلامي، ووصف مسؤول أميركي النتيجة بأنها (ضعيفة بما يثير الشفقة)، على حد تعبيره.
وزعم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش لبضعة صحافيين يوم الجمعة إذا ما دققنا بعناية، نرى أن كافة الجهود التي تبذلها حماس لجمع أموال من الحكومات قد أعطت نتائج ضعيفة بما يثير الشفقة.
وكان ولش يرد على أسئلة حول معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أفادت أن وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام جمع هذا الأسبوع مليوني دولار خلال جولة في مصر وسوريا وإيران.
وتتعرض الحكومة الفلسطينية المنتخبة التي ترأسها حماس للمقاطعة، وأوقف الغرب المساعدات المالية المباشرة التي كان يرسلها إلى الفلسطينيين، فبات متعذراً على السلطة الفلسطينية دفع رواتب موظفيها، ويضغط الغرب من أجل منع حركة حماس من تولي الحكم.