الملك عبد العزيز .. فطنته وحنكته السياسية مع الرعية
عبد العزيز السبيل

عُرف عن الملك عبد العزيز (رحمه الله تعالى) فطنته وحنكته السياسية في التعامل مع الرعية ونستعرض هنا بعض تلك الحكمة في مراعاة الأحوال والظروف وتتمثّل في خطاباته للشاعر عبد الله بن سبيل الذي عيَّنه أميراً على نفي، وفي نصِّ إحدى رسائله (انظر الوثيقة الأولى):
((بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى المكرم عبد الله بن سبيل وجماعته سلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام بعد ذلك من طرف جهادكم مطيتين يكون تسنعونه فلوس كل مطية سبعين ريال وتسلمونه لأمر عبد الرحمن السبيعي ولا توقفون في ذلك إن شاء الله والسلام 20 ش 1337هـ)).
وفي الرسالة الأخرى (انظر الوثيقة الثانية):
((بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى المكرم عبد الرحمن بن عبد الله السبيعي سلمه الله تعالى آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن أحوالكم أحوالنا من كرم الله جميلة بعد ذلك من قبل أهل نفي حنا مسامحينهم هالزمان بالجهاد فأنتم إن شاء الله ما تعارضونهم بشيء يكون معلوم 18ر 1347هـ)).
وفي الرسالة الثالثة (أنظر الوثيقة الثالثة):
((بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى عبد الرحمن السبيعي بعد ذلك من قبل عادة عبد الله بن سبيل الجارية عندكم مايتين صاع ذكر لنا انها ما تفيض عليه بالتمام إن شاء الله تجرونها له كما هو مقيد عندكم يكون معلوم 28 ر 1349هـ)).
قال الشيخ سعد بن عبد الله بن جنيدل - رحمه الله تعالى - : (من هذه الرسائل الثلاث ندرك فطنة الملك عبد العزيز ودقّته في سياسته حسب ظروف الناس وأحوالهم، فبينما يأمره في سنة من السنين أن يدفع مبلغ الجهاد دون تعويق، نرى أنّه في سنة ثانية يسامحه بالجهاد رأفة به وبجماعته، وفي سنة أخرى يبعث له إعانة نقدية)(1).
وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدل على أنّ الملك عبد العزيز يتعامل مع رعيته حسب ما تقتضيه الحكمة في مثل تلك الظروف التي تجعله يطالب أثناء الحروب بالجهاد وفي حال الاستقرار يعفيهم من ذلك بل وأكثر، يزودهم بالمئونة التي تعينهم على الحياة، وفي وثائق أخرى يخصص لهم العطايا والمخصصات .. فرحم الله الملك عبد العزيز وأبناءه الذين يسيرون على هذا المنهج في التعامل بالحكمة ودقة السياسة.