| |
هل.. بدأ سباق التسلح النووي بالخليج؟؟ ندى الفايز
|
|
هناك سؤال يطل برأسه ويطرح نفسه بنفسه وهو هل بدأ سباق التسلح النووي بالخليج الذي يعد مطلباً واقعياً وعلى الولايات المتحدة قبل غيرها أن تعمل بالسياسة الواقعية (لا) التخيلية خاصة مع امتلاك الكيان الإسرائيلي للترسانة النووية ومؤخراً اكتشفت من زلة لسان رئيس الوزراء أيهود أولمرت التي لمح فيها بالأسبوع قبل المنصرف عند حديثه بالإعلام إلى امتلاك الدولة العبرية أسلحة ذرية!! تتذرع إسرائيل من حين لآخر بما يُسمى بالهاجس الأمني الذي لا يتناسب مع ميزان القوى بالمنطقة، متجاهلةً حقيقة الترسانة العسكرية التي تمتلكها التي تقبع بداخل حزام نووي الذي لا يقابله ميزان قوى عربي بالمنطقة، وعليه لم يعد من المنطق التذرع بالأمن الوقائي ومواصلة العدوان على الفلسطينيين وجنوب لبنان الذين يخشون على أمنهم تماماً كما تخشى إسرائيل عليه ويجب على إسرائيل أن تتوقف على اللعب بهذه الأوراق واستخدام ذريعة الأمن القومي بهذه الصورة غير المسبوقة بتاريخ البشرية، خاصة بعد حقيقة معرفة امتلاكها لترسانة أسلحة ذرية وقبل ذلك نووية!! من جهة وثيقة الصلة بالموضوع أعلنها مدوية سمو رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمام مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية عُقِدَ في المنامة، بالبحرين، بأن أصل المشكلة النووية في الشرق الأوسط ليس في إيران فقط كما هي عادة الولايات المتحدة أن تصورها، ولكن أصل المشكلة في الترسانة النووية الصهيونية التي ترغب باحتكار السلاح النووي في المنطقة، مكملاً: بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية تمثل الخطر الأكبر على أمن الخليج وأن القدرة الإسرائيلية النووية تهديد إستراتيجي للأمن في المنطقة على المدى القصير والمتوسط الأجل، الأمر الذي يرفع الخطر. لأن انتشار أسلحة الدمار الشامل ستدفع بعض الدول المعتدلة في المنطقة إلى إقامة برامجها النووية، سواء بشكل معلن أو سري، بغية إنشاء توازن عسكري في المنطقة، وبالطبع خاطب الأمير مقرن الحضور بمؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية وكان من بينهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي. وجاء الإعلان الختامي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في ختام أعمال قمته بالرياض، عن عزمه إجراء دراسة حول أهمية برنامج مشترك في التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، الأمر الذي أثار بالتأكيد حفيظة وزير الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وجعلتها تخرج من صمتها وتسأل عبر وسائل الإعلام (لا) عبر القنوات الرسمية كما هو متبع، تسأل بفضول منقطع النظير عن سبب احتياج دول الخليج للطاقة النووية، موضحةً أنها تريد أن تعرف المزيد عن خطط دول الخليج العربية لدراسة برنامج للطاقة عبر أسئلة يقتلها الفضول منها على سبيل المثال لا الحصر: (أود أن أعرف المزيد عن هذا البرنامج؟ وكذلك قولها: إنها مسألة يتعين أن نجري مناقشات بشأنها)!!. لقد تعجبت من الاهتمام الذي حاولت وزير الخارجية الأمريكية الخروج به على الملأ وتصوير الولايات المتحدة نفسها بالحريصة على سلامة ونجاة البشرية من مخاطر الأسلحة النووية مع أنها أي الولايات المتحدة قامت عام 16-7-1945م بعمل أول تجربة نووية في تاريخ البشرية على أرض هيروشيما حتى بعد أن عرضت اليابان استعدادها للتفاوض على الاستسلام في الحرب العالمية الثانية، كما استخدمت الولايات المتحدة القنبلة النووية على أرض ناجازاكي اليابانية بعدها، وهذا غير تحطيم الولايات المتحدة للرقم القياسي بإجرائها 1032 تجربة نووية خلال ما يزيد على خمسين عاماً، أي ما يزيد على عدد التجارب النووية التي أقدمت عليها البلدان الأخرى مجتمعة!! أما عن الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق فالولايات المتحدة لم تعمل بالاتفاقية العالمية لحظر التجارب النووية، كالاتفاقية العالمية الثانية لحظر انتشار السلاح النووي عالمياً عام 1995م فضلاً عن استخدامها للأسلحة الجرثومية في فيتنام وغيرها التي دفعت الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جيمي كارتر بأن يطالب في مقابلة تلفزيونية شهيرة بأن تقوم الولايات المتحدة بالمبادرة بنزع أسلحتها غير التقليدية لكي تكون قدوةً للدول الأخرى لتحذو حذوها وتدمر مخزوناتها من هذه الأسلحة، مشدداً أن ما تفعله الولايات المتحدة هو عدم استجابتها للجهود الدولية الرامية لتدمير جميع مخزونات الأسلحة الجرثومية في العالم ومن بينها المخزون الذي بحوزتها. ومن وجهة نظر شخصية فسوف يعيش العالم بسلام ولن تتسابق دول الخليج أو غيرها على امتلاك هذه الترسانة النووية التي مجرد الكتابة عنها بمقال يثير مخاوفي وأرجو من الله العلي القدير ألا أرى يوماً من الأيام مفاعلاً نوويا أو ذرياً لأن هذه الأسلحة في غاية الخطورة لكن امتلاك الدول لها ذات أهمية قصوى إذا ما أصر الغير على امتلاكها وتطويرها وبنفس الوقت حظرها عن الآخرين، وليس مبالغاً القول إن القادة الإسرائيليين أنفسهم يرون أن اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب هي لغة القوة والردع حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو نطق بذلك نصاً في كتابه الذي يحمل عنوان (مكان تحت الشمس) وأوضح فيه وجوب إجبار العرب على الإذعان للاعتراف بوجود إسرائيل عبر استخدام سلاح الردع والقوة وبناء سلام قائم على الردع (لا) على السلام مع العرب، وعليه ليس من اليسير على كاتبة هذه السطور دون سرد ما يسمى بعقيدة إسرائيل العسكرية التي من أبرز ما تتضمنه من منظورهم: - عدم السماح بأن تدور أي حرب داخل أراضي الكيان الإسرائيلي بل لا بد أن تنقل فوراً إلى أراضي العرب وعليه يجب أن تكون العقيدة العسكرية لإسرائيل هجومية وليست دفاعية لأن الأخيرة يمكن أن تؤدي إلى اختراق إسرائيل من وجهة نظرهم. - ومن ثم تطورت النظرية إلى ما يعرف - بذرائع الحرب - التي تعطي الحق الكامل لإسرائيل بشن حروب عسكرية بهدف تحقيق مكاسب من الدول العربية عبر الاستيلاء على أراضي الدول المجاورة على طول الخط الحدودي مع إهمال العنصر الجغرافي والتاريخي والإنساني بهدف ردع الدول العربية وبناء سلام مبني على الحرب يهدف إلى فرض الشروط الإسرائيلية على الدول العربية. - نظرية الضربات الإجهاضية التي تطورت إلى نظرية الضربات الاستباقية التي ترى ضرورة توجيه ضربات استباقية بأي وسيلة كانت وإن كان ذلك لأي سبب حتى وإن لم يحتج الأمر إلى عملية عسكرية. ورغم أن إسرائيل تتمتع بما يعرف - بالأمن السرمدي - الذي يُقصد به انفراد الكيان الإسرائيلي بامتلاك القوى النووية وأسلحة الدمار الشامل دون بقية الدول العربية التي لا تشكل أي تهديد فعلي لإسرائيل، حتى مع كون أن الدول العربية تعاني من العدوان الإسرائيلي المتكررة والاحتلال للأراضي الفلسطينية، وبهذه السياق وصف رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحاق رابين العلاقة القائمة بين إسرائيل والمحيط العربي بأنها تعتبر بمثابة الحرب الراقدة!! الأمر الذي يؤكد على حالة الحرب الاختيارية التي يسوغ تسميتها بذلك عوضاً عما تسميه إسرائيل بالضربات الاستباقية ونظرية ذرائع الحرب وذلك نظراً لأن إسرائيل تخوض باختيارها وبمحض إرادتها حرباً اختياريةً (لا) استباقيةً مع العرب بهدف نشوء حرب شاملة بالمنطقة والوصول إلى ما يُسمى إسرائيل الكبرى التي يظهر حدودها بالعلم الإسرائيلي الذي رمز له بخطين أزرقين وهما نهرا النيل والفرات أي من النيل إلى الفرات!! وبغض النظر عن الستار الغامض الذي يغطي السياسة الإسرائيلية وتعد العقيدة العسكرية جزءاً بسيطاً منه، ولئلا ننسى التاريخ وشهادة بنيامين نتنياهو لا بد من التذكير بأنه صاحب نظرية: إن العالم يحترم صاحب الحق لفترة ثم ينسي حقه، لكن العالم يظل يحترم صاحب القوة إلى الأبد!!
nada@journalist.com |
|
|
| |
|