أكد اكتشاف أحد علماء الآثار الإسرائيليين للمسجد الأيوبي في القدس الشريف وما تلا هذا الاكتشاف من محاولات إسرائيلية لإخفاء هذا الاكتشاف أكد المساعي الدؤوبة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتتالية لتهويد مدينة القدس والتي داومت عليها سلطات الاحتلال منذ احتلال القدس عام 1967م وجعلت منها هدفاً رئيساً في خطط سياساتها العامة التي تنتهجها في إدارة الصراع مع الجانب العربي والإسلامي. هذه الأيام تقوم السلطات الإسرائيلية باعتداء جديد على حرمة المسجد الأقصى يُعدُّ الأسوأ منذ الحريق الذي تعرض له عام 1969م، وذلك من خلال الحفريات التي ينشط بها الإسرائيليون تحت بنيان هذا المسجد والمستندة على ترهات وطوباويات يهودية تتحدث عن الوجود المزعوم لهيكل النبي سليمان (عليه السلام) تحت قواعد المسجد الأقصى، مما يحتم -حسب وجهة النظر الصهيونية المتطرفة- ضرورة هدم المسجد وإقامة الهيكل. وهذا ما يسيل له لعاب رجال المؤسسة الدينية المتطرفة في إسرائيل، كون إقامة الهيكل ستقود -حسب وجهة النظر آنفة الذكر- إلى قدوم المسيح المخلص للإسرائيليين ومن يدعم مساعيهم من المتصهينين الغربيين وخصوصاً المتشددين من البروتستنات الذين يعلمون خير العلم ما يمثله الأقصى للمسلمين. ولذلك نجد المحاولات الإسرائيلية الأخيرة جاءت تحت ذرائع ودعاوي إقامة جسر أرضي يعبر من خلاله اليهود إلى حائط البراق للتعبد من دون المرور والاحتكاك بالسكان الفلسطينين، في محاولة تقليدية اعتادت عليها إسرائيل لتبرير أي اعتداء تقوم به على أساس الأمن المفقود والمنشود للمواطنين الإسرائيليين.
إن العالم العربي والإسلامي وفي مقدمته منظمة المؤتمر الإسلامي والتي التأم شمل وزراء خارجية دولها الإسلامية في جدة لمواجهة الخطر الداهم على الوجود العربي والإسلامي في فلسطين، مطالبين بالأخذ بجميع وسائل الضغط والمنافحة التي يجب أن يكون أولها فتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية التي تمتلك جميع أدوات وقدارات لجم ربيبتها إسرائيل حتى لا يوضع الفلسطينيون في زاوية الإجبار على القيام بانتفاضة جديدة يعلم الأمريكيون أنها لن تكون في صالح مسيرة السلام والتهدئة في الشرق الأوسط.
كما تتحمل الدول الإسلامية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدولة الصهيونية مسؤولية تفعيل هذه العلاقات واستعمالها كأداة ضغط على إسرائيل لتكف عن اعتداءاتها على المقدسات الإسلامية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244