كان في وصف الأمير سلمان بن عبدالعزيز لمسيرة التنمية في بلادنا بمعركة التنمية بلاغة كبيرة، لأنها فعلاً معركة بحاجة إلى عدد وعتاد وخطط وطاقات هائلة لتحقيق الأهداف المنشودة، وليس من خيار إلا في الانتصار في هذه المعركة، لأن الخسارة ستشمل الجميع وفي كل المجالات.
ولقد وهب الله تعالى المملكة -ولله الحمد- مقومات اقتصادية كبيرة، وقيادة رشيدة استطاعت أن تسخر هذه المقومات لصالح المواطن، فأنشئت المشاريع العملاقة في مختلف مناطق المملكة وعلى رأسها منطقة الرياض التي يعيش فيها قرابة ستة ملايين نسمة وهو ما يمثل 24 في المائة من سكان المملكة.
والمملكة لا تبخل على أبنائها ولاسيما وأنها تعيش واقعاً اقتصادياً مزدهراً، واستقراراً سياسياً وأمنياً ليس له مثيل في العالم على الرغم من أنها تقع في منطقة ملتهبة من العالم تحيط بها الأزمات في كل جانب.
ومن الأمثلة الحية والجديرة بالاهتمام في مسيرة التنمية المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الثلاثاء الماضي في منطقة الرياض والتي بلغت تكاليفها 140 مليار ريال موزعة على البنى التحتية وقطاع التعليم والصحة والخدمات العامة والمشاريع الإعلامية والمنشآت الترفيهية.
وقد روعيت في هذه المشاريع حاجات المنطقة وسكانها، وطبيعتها الجغرافية والمناخية وغير ذلك من العوامل التي أخذت في الحسبان.
هذه المشاريع العملاقة ستوفر فرصاً وظيفية بالآلاف، وستحقق نقلة نوعية في المجال السياحي والاستثماري مما يفتح آفاقاً نهضوية واسعة تستحقها العاصمة ومحافظاتها، هذه العاصمة التي انطلقت منها ملحمة التوحيد المباركة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وأنشأ بفضل الله وعونه صرح المملكة الشامخ، موحداً بذلك أطراف الجزيرة ناقلاً سكانها من عهد التفرقة والخوف والجوع إلى عقد التوحيد والأمن والرفاهية.
وعلى الرغم من ضخامة هذه المشاريع إلا أن المستقبل زاخر بإذن الله بمزيد منها في مختلف المناطق، لأن المملكة كل لا يتجزأ كما قال خادم الحرمين الشريفين في مناسبة سابقة.
ويبقى على المواطنين في الوقت الحاضر وعلى الأجيال القادمة إن شاء الله أن تقطف ثمار هذه التنمية التي أصبحت أنموذجاً جديراً بالدراسة والتأمل.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244